عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبوالغيط: تمكين الشباب والمواهب العربية الصاعدة أفضل استثمار في مستقبل الأمة

أبو الغيط
أبو الغيط

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن تمكين الشباب والمواهب العربية الصاعدة هو أفضل استثمار في مستقبل الأمة، لافتا إلى أن تنمية مهارات التواصل مع الآخر، وكشف الرسائل المتطرفة وتعزيز التسامح، تعد ضرورة أساسية من ضرورات التعايش الحضاري والسلمي بين الثقافات.

جاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية خلال مؤتمر "الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي : السلام للجميع" الذي انطلقت أعماله اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وقال أبو الغيط إنه من دواعي سروري أن أشارككم افتتاح هذا المؤتمر الهام الذي يقام تحت شعار "السلام للجميع"، كما يسعدني أن ألتقى هذا التجمع الفريد من الخبرات المتنوعة، التي جاءت لتسهم في بناء جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب.

وأضاف أبو الغيط أننا نجتمع اليوم للتأكيد على أهمية الثقافة الإعلامية والمعلوماتية كأساس لتحقيق السلام العالمي وتعزيز التفاهم والتسامح بين الشعوب. 

وأشار إلى أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها، سهل وصول الأخبار والأفكار، سواء كانت معتدلة أو متطرفة إلى الجميع، بل إن الدراسات تشير إلى أن الأفكار المتطرفة والحدية تنتشر على نحو أسرع وعلى نطاق أوسع، ولأجل هذا فإن الاهتمام بتكوين ثقافة معلوماتية لدى الأفراد لتمكينهم من التعامل مع هذا السيل المعلوماتي المستمر صار مطلباً رئيسياً وملحاً.

وأبرز أبو الغيط أن الثقافة المعلوماتية ترتكز في تشكيلها على التعليم لأن التعليم الجيد هو الذي يساعد في تكوين العقل الناقد القادر على تمييز المعلومات المضللة والشائعات الموجهة.

وأوضح أن رسالة هذا المؤتمر تنطوي على أهمية كبيرة لأنها تخاطب أزمة العصر، حيث لم يعد ممكناً التمييز بسهولة بين التضليل أو المعلومات المغلوطة والزائفة من جهة، وبين الحقيقة الموثقة من ناحية أخرى، ويظل حائط الصد الأهم هو التعليم الذي يعزز الدراية الإعلامية لدى المواطن، ويبتعد به عن الوقوع في حبائل الرسائل المتطرفة أو تلك التي تحض على الكراهية.

وذكر الأمين العام للجامعة العربية أن جوهر ثقافة التسامح هو قبول الآخر وتقبل الأفكار وطرائق الحياة المغايرة، وإذا كان التطرف والغلو يتغذى في الأساس على الجهل، فإن التسامح يزدهر بالمعرفة.

وتابع أنه يقع على عاتق المؤسسات الدينية والإعلامية بالذات دحض خطاب الكراهية.. فالدين يمثل عماد المنظومة القيمية لدى الفرد، وهو يشكل المنظور الذي يرى العالم من خلاله منذ سنوات التنشئة الأولى.. وإذا ارتكز الخطاب على قيم احترام العقائد الأخرى والأفكار المغايرة، سادت هذه القيم في الثقافة السائدة وتبناها المجتمع، أما إذا تمحور هذا الخطاب حول تمجيد الذات وإلغاء الآخر، فإن ثقافة المجتمع كله يكون طابعها التطرف والانغلاق.

ونوه إلى أن التراث الديني في مصر هو تراث متسامح في منطلقاته الأساسية، لا يحقر الآخر، بل ينفتح على الثقافات والحضارات، وهو أيضاً تراث نادر في التعايش الممتد لمئات السنين.

وأعرب عن أمله إلى السعي لتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الشباب لتمكينهم من التعامل مع وسائل الإعلام بشكل إيجابي ومسؤول.

وشدد على أن الجامعة العربية منظومة متكاملة تهتم ليس فقط بالعمل السياسي ولكن أيضاً بتكوين الكفاءات العربية، وما تقوم به الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري هو إسهام مهم في هذا الاتجاه.

وأكد سعي الأمانة العامة لإقامة جسور التواصل والتفاعل بين الحضارات المختلفة بما يحول دون سوء التفاهم أو المواجهة، وذلك من خلال التعاون مع منظمات عربية ودولية في هذا المجال، كما تولي الأمانة العامة اهتماماً خاصاً لمسألة التصدي لكافة مظاهر وأشكال التمييز العنصري والتحريض على العنف بسبب العرق أو الدين، حيث قامت بإعداد الخطة الاستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات بهدف تعزيز التواصل بين الحضارات المختلفة، والاستخدام الأمثل للطاقات البشرية لتحقيق الأهداف المشتركة للدول العربية في مجال تحالف الحضارات، وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية باعتبارها ذروة تجسيد العنصرية في زماننا، وجاري حالياً تحديث برامج الاستراتيجية لفترة زمنية جديدة، لتتواءم مع المستجدات العالمية.

ونوه إلى أن العلاقات العربية الإسبانية تحظى بمكانة خاصة، فهي علاقات تضرب بجذورها في التاريخ وقد كان العصر الذهبي للحضارة العربية في الأندلس نموذجاً ليس له مثيل في التسامح والتعايش الحضاري، وقد وقعت الجامعة العربية مذكرة تفاهم مع حكومة إسبانيا، وتعقد اجتماعات رفيعة المستوى لتعزيز التبادل في شتى المجالات، بما فيها المجالات الثقافية والتعليمية.

وأبرز أنه تم إنشاء البيت العربي في مدريد وفي قرطبة وهو مؤسسة عامة إسبانية تم إنشاؤها عام 2006 كمركز للدراسات والمعرفة حول العالم العربي، وتحرص الجامعة العربية على تطوير قنوات التعاون مع البيت العربي، ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة عدة برامج في هذا الصدد.