عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

-أمل ماتت.. كان عنوان مقالى المنشور الأسبوع الماضى. ردود أفعال متباينة تلقيتها بعد النشر، فالغالبية العظمى ممن قرأوا المقال اتفقوا على ماجاء فيه. لكن بعض المكالمات التى تلقيتها غردت خارج السرب. كان فى مقدمتها مكالمة من نائب رئيس تحرير جريدة الأنباء الكويتية السابق يحيى حمزة. تحدث معى فى كل نقاط المقال. قال إن مصر تعرضت لأزمة رهيبة فى الفترة الأخيرة التى شهدت ارتفاعًا قياسيًا فى سعر صرف الدولار، بكل ما يتبع ذلك من تأثيرات فادحة على الاقتصاد ومجمل أوضاع الحياة. لكنه ليس متشائمًا. كررها كثيرًا (أبو حاتم) ولكنه لم يبن حديثه على العواطف ولا على الأحلام، وإنما أسهب فى الحديث عن ضرورة الاستفادة من دروس الأزمة الشديدة التى مررنا بها. تحدث عن ضرورة التغيير وإن كان متحسبًا لإمكانياته وما إذا كنا نملكها، فى ظل غياب الكفاءات التى يمكنها حمل المسئولية، وتقديم حلول حقيقية تنقل الاقتصاد نقلة كبرى.

-تفاؤل يحيى حمزة يقابله تشاؤم غالبية المصريين، فليس فى كل مرة سيكون الحل فى «رأس الحكمة»! لكنه فى الحقيقة التقط طرف الخيط وانتقل من استثمار رأس الحكمة «الإنقاذى» إلى قلب «الفيوم» رأسًا. لقد قضى هناك بعض الوقت، وأعادنى بحديثه إلى ذكريات عن هذه البقعة الساحرة التى يسمونها «مصر الصغرى»، فهى تقع على ضفاف «النيل»، وتحفها المياه البديعة من ضفاف مختلفة، مثل ترعة «بحر يوسف»، وبحيرة قارون التى نشأت على جانبيها مجتمعات صيد وزراعة ومجتمعات بدوية ساحرة، حتى أنها اشتهرت بواحة الصحراء، ولقبت بـ«سويسرا الشرق».

-هذه البحيرات حينما تطل عليها، مثلما حدث معى مؤخرًا- وكنت فى زيارة للفيوم مؤخرًا لحضور مؤتمر الأدباء الذى انعقدت دورته الأخيرة هناك «دورة حمدى أبوجليل» -سحرتنى، وتبارى كتاب (منهم عصام الزهيري) وشعراء كانوا يرافقوننى أنا والناقد والكاتب الكبير د. يسرى عبدالله وسيد الوكيل للحديث عن إمكانياتها الساحرة، والحقيقة أن الكلمات كانت رغم دفئها وجمالها أقل مما كانت عيناى تقع عليه من سحر الطبيعة وجمال صفحة الماء التى لا نهاية لها، والخضرة التى تكسو البحيرات بجمال أخاذ النظير له. لو لم يداهمنا الوقت تلك الليلة لكنا تمتعنا بزيارة عيون موسى الساحرة، وبحيرة وادى الريان الصناعية وترعة بحر يوسف وقرية تونس، والمناطق الساحلية الأخرى التى تشكل نسبة ٨% من مساحة أراضى الفيوم، المميزة بمناخها الجاف صيفا، وقلة الأمطار شتاء، وكانت فى الزمان الغابر مقصدًا للأثرياء للاستجمام والراحة. ربما هذا فسر لى أيضاً سبب انتقال الروائى الراحل عبده جبير من قلب القاهرة إلى مدينة الفيوم، حيث أقام مشروعًا استثماريًا هناك وقضى بقية حياته هناك منذ عودته من الكويت مستمتعًا بهواء نظيف ومناظر طبيعية يحلم بها أى كاتب وروائى، وفوق هذا بيئة سياحية ربما تفوق رأس الحكمة إمكانيات وجمال.

الفيوم.. بلد المواهب فى الفنون والآداب.. بلد محمود قرنى وحمدى أبو جليل رحمهما الله، ومحمد حسنى وعهدى شاكر. بلد على باشا الروبى مؤسس التنظيم السرى الذى قام بالثورة العرابية، والشهيد عبدالمنعم رياض والكاتب الكبير صلاح حافظ، والمخرج على بدرخان والفنانان محمد لطفى وممدوح وافى وغيرهم.

-الفيوم كنز حقيقى. رأس الحكمة الآخر فى الفيوم!