إطلالة
ما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعى أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فقد أصبح يتدخل فى جميع مجالات الحياة بداية من التعليم والطب والهندسة والتجارة، والصناعة، والزراعة، والنقل سواء البرى أو البحرى أو الجوى، وأعمال المحاماة والقضاء وغيرها، وأيضاً فى المجال العسكرى، فلا نستطيع الاستغناء عنه بأى شكل من الأشكال.
وأشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعى، وأهمها الطائرة بدون طيار، والسيارة ذاتية القيادة، والسفينة ذاتية القيادة، والروبوت الطبى.
وبذلك نستطيع القول إن العقل البشرى أصبح مهدداً بالاندثار، حيث إن اعتماد الإنسان على الذكاء الاصطناعى قد يقلل فى المستقبل من اعتماده على عقله البشرى، ويؤدى لضمور فى قدراته، فيصبح أقل ذكاء، وقد ظهر ذلك عندما اعتمد الإنسان على الآلات ما جعله يقلل استخدامه لعضلاته، فأصبح أضعف بدنياً من العصور السابقة. وكذلك استخدام الآلة الحاسبة فى العمليات الحسابية ألغى لدينا عملية التفكير بالعقل تماماً، واعتمدنا بشكل غير طبيعى على هذه الآلة ليس فى العمليات الحسابية المعقدة بل بلغ الأمر إلى استخدامها فى جمع الأرقام الفردية، التى كان يقوم بها الأطفال فى الصف الأول الابتدائى بعقولهم، وهذا يعنى أن الإفراط فى استخدام هذه التقنية جعل الإنسان يعطى عطلة طويلة لدماغه ويقوم بالاعتماد على تطبيق إلكترونى يصنع له ما يريد دون عناء.
من المفترض أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى تساعد الإنسان فى أداء مهامه اليومية وجعل حياته أكثر سهولة عن ذى قبل، بينما تطور هذه التقنية أكثر من اللازم وصل إلى مدى مخيف، وهو إلغاء الذكاء البشرى. فمن المؤسف أن هناك العديد من التطبيقات التى تم اكتشافها تعمل بالفعل على القضاء نهائيًا على العقل البشرى وقتل التفكير والإبداع لديه، تطبيق يسمى «تشات جى بى تى» الذى أطلقته شركة open Al، وهذا التطبيق يقوم بشكل مدهش بكثير من المهام التى يحتاج أى إنسان طبيعى إلى وقت كبير كى يقوم بإنجازها إلى جانب مميزات أخرى، فهذا التطبيق يمكنك أن تتعامل معه وكأنك تتعامل مع إنسان عادى أمامك توجه إليه الأسئلة وتطلب منه إعداد موضوعات أو مقالات أو أى محتوى تحتاج إليه، وبالتالى يمكن استخدامه فى مجال التعليم والطب.
ويكتب موضوعات متكاملة فى أى تخصص ويكتب روايات ويقوم بسرد الشعر ويعمل كمترجم، ويمكنك من خلال هذا التطبيق حل مسائل رياضية أو مطالبته بكتابة تقارير أو القيام بتلخيص موضوع معين بالنيابة عنك.
فقد أنتج هذا التطبيق 15 كتاباً فى الولايات المتحدة، وهذه الكتب يتم بيعها بثمن زهيد على تطبيق أمازون، ويتم الاستعانة به أيضًا فى كتابة الرسائل العلمية، والأبحاث. نستطيع القول إن هذا التطور تربطه علاقة طردية ألا وهى كلما تصاعد الذكاء الاصطناعى يقابله انخفاض فى الذكاء البشرى، فحين نصل إلى القمة فى الذكاء الاصطناعى نكون قد وصلنا إلى اندثار العقل البشرى.