رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

تمهيدًا للاجتياح البرى اليهودى لرفح، أعلنت إسرائيل على طريقة الذئب الذى يرتدى ثياب الواعظين الأبرار أنها ستشترى خيامًا لإيواء 500 ألف من سكان غزة، وطرحت مناقصة لشراء 40 ألف خيمة تتسع كل منها لـ12 شخصا، وفقًا لبيان أعلنه الموقع الإلكترونى لوزارة الدفاع الإسرائيلية الثلاثاء الماضى.

إسرائيل فى حملتها المرتقبة على رفح التى تأوى أكثر من 1.4 مليون نازح فلسطينى خلاف سكانها الأصليين تستعد لإيواء ما يقرب من ربع السكان والنازحين قبل تسويتها بالأرض، على اعتبار أن باقى السكان فى تعداد الشهداء، وتمضى فى غيها غير عابئة ولا تقيم وزنا للمجتمع الدولى ولا لحملة لواءات الشجب والاستنكار وضبط النفس.

جيش الاحتلال الذى سحب بعض قواته من مدينة خان يونس جنوب القطاع مؤخرا قبل إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى الاثنين الماضى عن تحديد الموعد النهائى لاجتياح رفح، أعلن أن الهجوم البرى الشامل مخطط له على نطاق واسع.

وكشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية خطة إسرائيل السرية وراء سحب قواتها من جنوب غزة الأحد، مع الاحتفاظ بقوة أصغر لمواصلة العمليات، أنها محاولة لخروج المسلحين من مخابئهم، وأرجع ضباط يهود السبب إلى حالة الإرهاق القتالى التى أصابت جنود الجيش، وأن الأمر لا علاقة له بحسن النية تجاه مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ولكنه تجنب لتعرض حياة الجنود للخطر.

وقدرت الأمم المتحدة، والبنك الدولى تكلفة الأضرار التى لحقت بالبنية التحتية الحيوية فى غزة بحوالى 18.5 مليار دولار، وأسفرت عما يقدر بـ26 مليون طن من الحطام والركام حتى الآن، والتى تستغرق إزالتها سنوات، وعلى الرغم من أنها تقديرات مؤقتة بسبب عوائق اللجان المكلفة من القيام بعملها إلا أن الحقيقة تؤكد أن الأرقام الفعلية ستكون أكبر من ذلك بكثير، فقد تحول القطاع بأكمله إلى مكان غير مؤهل للحياة الآدمية، وهذا هدف رئيسى من أهداف جيش الاحتلال بالإضافة إلى ما خلفته الحرب من آلاف القتلى والجرحى والمفقودين.

نتنياهو الذى يخشى توقف الحرب تجنبا لمساءلته ومحاكمته وإنهاء مستقبله السياسى يسعى بكل قوة لتوسيع بؤرة الصراع والزج بالمجتمع الدولى طرفا فيه آملا أن تكون منطقة الشرق الأوسط مسرحا لانطلاق حرب عالمية ثالثة.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى عن هدف رابع وجديد وراء حرب بلاده فى قطاع غزة غير الأهداف الثلاثة المعلنة سابقا، وهو وفقا لقوله «حماس جزء من محور الشر الإيرانى الذى يهدف إلى تدميرنا، وعندما نهزم حماس فإننا نهزم المحور».

جاء إعلان نتنياهو بعد استهداف الطيران الإسرائيلى لمبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق ما أسفر عن تدميرها وقتل كل من كان بداخلها ومن بينهم عميدان بالحرس الثورى الإيرانى وخمسة ضباط، وعلق الرئيس الإيرانى أن هذه الجريمة الجبانة لن تمر دون رد قاطع قريبا.

باختصار.. إسرائيل عازمة وماضية فى غيها تجاه الاجتياح البرى لرفح كمرحلة أولى لن تكتفى بها، وسوف تواصل توغلها الدموى بعد وضعها إيران فى قلب العاصفة واغتيالها قادة من فيلق القدس فى مقر دبلوماسى.

إسرائيل ترغب فى الانتقال من الحرب المحلية إلى الحرب الأوسع بمشاركة الغرب لجر العالم إلى صراع لا تحمد عقباه، وفى حال رد إيران على إسرائيل فإن الردود الإسرائيلية ستشمل ضرب أهداف لحزب الله اللبنانى وأخرى فى سوريا تحت حجة أنها أهداف لتمركزات إيرانية تهدد أمن إسرائيل مما يفجر المنطقة بأكملها ويشعل حربا يصعب السيطرة عليها.

تبقى كلمة.. إسرائيل التى جلبت لنفسها الخزى والعار لم تحقق على أرض الواقع أيا من أهدافها للحرب فى غزة، ولم تسجل سوى قتل الآلاف من المدنيين الأبرياء العزل، وإصابة آلاف أخرين، وتدمير كافة مقومات الحياة فى القطاع واستخدام سلاح التجويع وتقييد وصول شحنات المساعدات الإنسانية فى واحدة من أكبر جرائم الحرب والإبادة الجماعية فى العصر الحديث.

إقحام إيران فى المعركة يزيد من انشقاقات الصف الإسلامى والعربى والعالمى ويرسم مسارات جديدة الجميع فيها خاسر.. اليوم غزة وغدا من سيكون؟!

[email protected]