صكوك
قدم مسلسل بابا جه والذى انتهى عرضه منذ ايام قليلة مع انتصاف شهر رمضان الكريم فكرة جديدة من بين افكار عالم التسوق الإلكترونى وهو «ابلكيشن تأجير اب» وهى فكرة لا تختلف عن طلب «بيبى سيتر» مربية الأطفال والتى بالفعل يتم طلبها اما من خلال مكاتب تخديم أو مواقع التسويق بل وربما تدخل شركات النقل الذكى فى التسويق كجزء من تقديم خدمات أخرى غير طلب السيارات.
إلا أن فكرة وجود ابلكيشن يشبه تماما ابلكيشن النقل الذكى اوبر وكريم هى فكرة جيدة وجديدة رغم أن مؤلف المسلسل هدم الفكرة فى النهاية ليلقى رسالة أن الأب عاطفة لا تؤجر، ولكنها عمليا ومن منظور برجماتى يجوز تنفيذها، بل هى من الأفكار الرائعة والتى لو تم تنفيذها بشكل آمن سوف تقضى على أزمات عائلية.. حيث يحتاج البعض وفى ظروف مشابهة لبعض احداث المسلسل إلى تأجير اب أو جليس «sitter» سواء مؤنثا أو مذكرا.. والفكرة التى من المؤكد أنها سوف يتلقفها رواد الحاسبات وبالفعل ناقشتها مع طالب فى أكاديمية حاسبات ومعلومات علوم حاسب ولا شك سوف نسمع فى القريب عن تطبيق daddy-sitter أو آباء للايجار حيث يتم تحديد الوقت والسعر الذى يحتاجه مستخدم الابلكيشن مع ضمان الأمان.. ولكن ربما يعترض أعضاء المسلسل للمطالبة بحق الملكية الفكرية.
فهل تقضى فكرة الاب المؤجر على الخطيئة وجحود بعض الأبناء الذين يدفعون آباءهم إلى دور المسنين بحجة الانشغال عنهم. وهنا نؤكد أن الانشغال عن الأب بعد أن وصل إلى الكبر يحيلنا إلى ماضى هؤلاء وكيف كان عليك حريصا فى طفولتك وشبابك مهما كان قاسيا تأكد أن من وراء تلك القسوة وربما التنمر فكرة اعدادك لتكون صلبا تواجه مصاعب الحياة وتنمر الآخرين..
الأب لا يدرك مدى أهميته وقيمته الا من افتقده، وهى رسالة قدمها اكرم حسنى فى نهاية المسلسل وربما أحب أن يوصلها إلى أهل بيته عندما استعان فى مشهد بابنته وابنه فى الواقع برفضه أن يكون ابا بديلا لغياب الاب فترة عمله، قائلا لهما: «هو بيعمل كل ده علشان مين؟»
والأب المؤجر الذى اطرحه فى المقال لن يتعدى أن يكون أبا مؤقتا لإنقاذ موقف ولكنه لن يكون بديلا ابدا عن الأب الحقيقى منبع العطاء مهما تكالبت عليه الظروف والأزمات.
المسلسل يحسب من روائع الفنان اكرم حسنى وﺇﺧﺮاﺝ خالد مرعى وﺗﺄﻟﻴﻒ وائل حمدى ومحمد إسماعيل أمين وشارك النجم أكرم حسنى فى البطولة نسرين أمين الطفلة لافينيا نادر وسما إبراهيم وياسر الطوبجى.