عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور

كل شيء فى أمريكا يدعو للاحتمالات. الصراع على رئاسة الولايات المتحدة بدأ مبكرًا. فريق الرئيس جو بايدن وأنصاره وإعلام الحزب الديمقراطى لا يتحدثون إلا عن مخاطر عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة. وهذا الحديث المتكرر الذى يسيطر عليه القلق يؤكد احتمالية فوز ترامب برئاسة أمريكا مرة أخرى فى سابقة لم تشهدها الولايات المتحدة عبر تاريخها– حسب اعتقادي– إلا مرة واحدة مع الرئيس ستيفن جروفر كليفلاند.
الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ما زال لديه إصرار المُقاتل، من أجل العودة إلى البيت الأبيض، رغم مواجهته باتهامات وقضايا ومحاكمات، وهو وضع قانونى لم يواجهه رئيس أمريكى من قبل، سواء كان هذا الرئيس فى منصبه أو كان قد غادر المنصب.
صحيفة واشنطن بوست، يسيطر عليها مقالات تحليل موقف بايدن وترامب من الانتخابات الأمريكية، والصحيفة تميل للهجوم على ترامب ورغبته فى العودة للبيت الأبيض، وهذا التوجه هو الغالب على مقالات الصحيفة.
منذ أربعة أشهر وقبل نجاح ترامب فى الحصول على ترشيح الحزب الجمهورى فى الانتخابات، نشر الكاتب والمحلل روبرت كاجان مقالًا قال فيه أن «مرحلة التفكير السحرى قد تنتهى. وما لم تحدث معجزة، فسوف يصبح ترامب قريبًا المرشح الجمهورى المفترض لمنصب الرئيس. وعندما يحدث ذلك، فسوف يكون هناك تحول سريع ودراماتيكى فى ديناميكية السلطة السياسية لصالحه. حتى الآن، يتمتع الجمهوريون والمحافظون بحرية نسبية فى التعبير عن المشاعر المناهضة لترامب، والتحدث بصراحة وإيجابية عن المرشحين البديلين، والتنفيس عن الانتقادات لسلوك ترامب فى الماضى والحاضر».
وأضاف «كل هذا سينتهى بمجرد فوز ترامب بالثلاثاء الكبير (يقصد ترشيح الحزب الجمهوري). إن الأصوات هى عملة القوة فى نظامنا، والمال يتبعها، وبهذه التدابير، فإن ترامب على وشك أن يصبح أقوى بكثير مما هو عليه بالفعل. لقد اقتربت ساعة البحث عن البدائل. المرحلة التالية تدور حول سقوط الناس فى الطابور».
التخوف من وصول ترامب إلى السلطة مرة أخرى عبرت عنه الكاتبة جينيفر روبين التى قالت لا يزال دونالد ترامب مقتنعًا بأنه كان أعظم رئيس على الإطلاق. وهذا لا يعنى أن الناخبين يجب أن يشاركوا فى فقدان الذاكرة الجماعى. يحتاج الرئيس بايدن إلى تحديث ذكرياتهم بشكل يومي، موضحًا: «بالطبع أنت الآن أفضل حالًا مما كنت عليه قبل أربع سنوات!»
جنيفر روبين استعرضت مقارنة ضخمة بين فترتى ترامب وبايدن من حيث معدلات الجريمة والرعاية الصحية والاقتصاد. واختتمت مقالها بالسخرية من ترامب قائلة «ببساطة، يخسر ترامب بكل المقاييس المهمة مقارنة بالرئيس. يجب أن يكون بايدن سعيدًا بمقارنة سجله بسجل ترامب».
ولكن.. ما هى مصلحتنا كعرب؟ ماهى الإدارة الأنسب لنا خلال هذه المرحلة؟ قطعًا نحن لاناقة لنا ولاجمل فى هذه الانتخابات.. فنحن لسنا مؤثرين بدرجة كبيرة فى الرأى العام.. ولا فى دوائر السياسة الأمريكية.. واللوبى العربى لم يستطع التأثير فى المواطن الأمريكى وتوجهاته إلا بعد اندلاع الحرب والعدوان على غزة.. وهذا التأثير نابع من مصادر ودوافع إنسانية متعلقة بتعاطف حقيقى مع النساء والأطفال الذى يُقتلون فى غزة وتحصد أرواحهم بلا رحمة.. ورغم أن هذا التأثير ليس كافيًا إلا أنه أفضل من كل الأوقات السابقة. ولا أعرف إن كنا سنستطيع استغلال هذه الفرصة للتأثير فى مجرى الانتخابات الأمريكية أم لا.. ولكن يكفى أن هذا التأثيرالإنسانى كان دافعًا لحدوث خلاف بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل لأول مرة منذ سنوات طويلة.
آرون بوكرمان الكاتب فى واشنطن بوست-أيضًا- كشف عن «توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بشكل متزايد، بسبب تداعيات تمرير قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار فوريًا، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين أنه لن يرسل وفدا رفيع المستوى إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع مسئولين أمريكيين. وندد السيد نتنياهو، فى بيان له، بالامتناع عن التصويت باعتباره تراجعًا عن الموقف الأمريكى الثابت منذ بداية الحرب، وهو الموقف الذى يعطى حماس الأمل فى أن الضغوط الدولية ستمكنها من تحقيق وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن».
عمومًا.. ترامب قد يعود للبيت الأبيض.. وقد يغيب للأبد عن السياسة العالمية والشرق الأوسط.. ولكن علينا أن نترقب الموقف وأن تسعى الجاليات العربية لمعرفة ما تريد لنفسها داخل الولايات المتحدة وخارجها فى المنطقة العربية، حيث الجذور والأقارب والأصول، لتتحقق حماية– ولو محدودة–للشرق الأوسط من أى عبث أمريكى آخر.. فقد بلغت المنطقة حدًا من الدمار والحصار والخطر لم تواجهه منذ سنوات طوال.