رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

رغم ضراوة الآلة العسكرية الإسرائيلية وما خلفه جيش الاحتلال اليهودى من شهداء ومصابين وتدمير بنية تحتية فى حربه البربرية ضد غزة، واستخدامه الأسلحة المحرمة دوليًا فى حرب الإبادة الجماعية بحق الأشقاء فى فلسطين، واختراقه لكافة المواثيق الإنسانية والدولية منذ انطلاق الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى، إلا أنه تبقى الأسئلة الأهم هل انتصرت إسرائيل فى غزة؟ وهل حققت الحرب فى شهرها السادس أهدافها المرجوة؟
قبل الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها نوضح أن الكيان اليهودى فرض تعتيما إعلاميًا كبيرا على ما يحدث فى العمق الإسرائيلى فى الوقت الذى يعزر فيه تسليط الضوء على انتصاراته المزعومة فى أرض غزة، الأمر الذى يحدث تركيزا إعلاميا على جانب واحد فقط برغم ما تشهده تل أبيب من تظاهرات عنيفة من أهالى الأسرى ومن الرافضين للحرب ونزوح آلاف الأسر إلى الخارج بعيدا عن صواريخ المقاومة وإخفاق الاقتصاد الإسرائيلى بصورة غير مسبوقة، وغيرها من المخاطر التى تزلزل عرش نتنیاهو وتهدد مستقبله السياسى. 
الحقيقة الصادمة لوضع جيش الاحتلال أعلنها لواء متقاعد بالجيش الإسرائيلى يدعى إسحاق بريك فى مقال له نشر أول أمس الأحد فى صحيفة معاريف الإسرائيلية قال فيه، إن بلاده خسرت الحرب مع حماس داخل قطاع غزة، معلنًا أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة لحرب إقليمية واسعة.
الأخطر فى المقال الذى يعد الأكثر كشفًا للحقائق فى الجانب اليهودى أن «بريك» قال بوضوح «لا يمكنك الكذب على كثير من الناس لفترة طويلة، وأن ما يجرى فى قطاع غزة وضد حزب الله فى لبنان سينفجر فى وجوهنا عاجلًا أم آجلًا، وحينها ستنكشف الحقيقة بكل خفاياها».
الجنرال الإسرائيلى المتقاعد الذى أعلن رأيه بصراحة فى أكثر الصحف الإسرائيلية انتشارا صارح خلاله الشعب اليهودى بالحقائق التى يخفيها قادة الجيش المغوار مؤكدًا أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة لحرب إقليمية ستكون أصعب وأخطر بآلاف المرات من الحرب الدائرة الآن فى قطاع غزة وسوف تكون نتائجها وخيمة فى مسار قضية الصراع العربى الإسرائيلى. 
وشدد إسحاق بريك على أن الهجوم البرى على قطاع غزة الذى هلل له القادة الإسرائيليون لم يحقق أهدافه على أرض الواقع، وأن الوضع بات أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الهجوم وخسرت إسرائيل الإنجازات التى حققتها من قبل وفشلت فى إسقاط حماس وإعادة المختطفين.
وتطرق إلى الخسائر الكبيرة التى لحقت بجيش الاحتلال بسبب الفخاخ والمتفجرات والتى أسفرت عن عدد كبير من القتلى والمصابين فى صفوف الجيش والعتاد، بسبب عدم اتخاذ التدابير اللازمة، لافتا إلى أن الحرب أفقدت إسرائيل العديد من الحلفاء فى العالم.
إذا كانت هذه شهادة شاهد من أهلها على الوضع المتدهور لجيش الاحتلال منذ اندلاع الحرب، فإننا نتعرض لبعض من الخسائر التى لحقت بجنود العدو وفقا لبيانات الجيش الإسرائيلى حيث بلغ عدد القتلى بين صفوفه 591 ضابطا وجنديا وأصيب 3079 آخرون، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة فى المعدات العسكرية، وعلى الرغم من التعتيم الشديد على خسائر الاحتلال إلا أن الواقع يؤكد أنها ستكون الأكثر على مدار الصراع عبر العقود الماضية. 
باختصار.. خيبة أمل إسرائيل فى غزة وعدم تحقيقها للأهداف المرجوة من الحرب وخسائرها الكبيرة التى لم تكن فى الحسبان وتخوف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقادة الجيش من تحويلهم للمحاكمة العسكرية نتيجة لضغوط الجبهة الداخلية، وبالتالى إنهاء مستقبله السياسى إلى الأبد، يجعلهم يفكرون جديا فى توسيع جبهة الصراع بحجة مواجهة المخاطر وزيادة التأمين أملا فى كسب التعاطف الدولى بحجة الدفاع عن النفس، الأمر الذى يهدد الاستقرار فى المنطقة والعالم.
تبقى كلمة.. نتنياهو يسعى إلى السيناريو الأسوأ كطوق نجاة يمتد أمده حفاظا على مستقبله السياسى، غير مدرك لحجم المخاطر التى سوف يدفعها العالم ثمنا لخياله المريض، ولا أمل أمام المجتمع الدولى والشعوب المحبة للسلام سوى التكتل للتصدى لنازى العصر المجنون الذى يخطط لإحراق المنطقة حتى لو هدم المعبد فوق رأسه، خاصة أنه لم يعد أمامه أملًا للنجاة بمستقبله السياسى.

[email protected]