رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يستحق شهر مارس أن يطلق عليه شهر المرأة بجدارة، إذ يضم ثلاثة احتفالات بالمرأة سواء عالمية أو مصرية، حيث يحتفل العالم فى الثامن من شهر مارس باليوم العالمى للمرأة للتأكيد على احترام وتقدير وحب المرأة ودورها، كذلك احتفال عيد الأم وهو الاحتفال الذى ظهر فى مطلع القرن العشرين، لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع. 
كما حددت مصر بشكل خاص يومًا للمرأة المصرية فى السادس عشر من شهر مارس، والذى يحمل ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، ولاسيما استشهاد أول مصرية من أجل الوطن، ففى يوم السادس عشر من عام 1919 سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن: نعيمة عبدالحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح أثناء تظاهرهن ضد الإنجليز، وقد تظاهرت فى هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة الشخصية الوفدية التى سُطر اسمها بحروف من ذهب فى تاريخ الوطنية المصرية، هدى شعراوى، التى قادت مظاهرة نسائية مع أم المصريين صفية زغلول رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددين بالاحتلال البريطانى والاستعمار.
وتنتمى هدى شعراوى إلى الجيل الأول من الناشطات النسويات المصريات الذى ضم أيضا شخصيات بارزة أخرى فى تلك الفترة منهن نبوية موسى، وعديلة نبراوى وغيرهن، وخلال الثورة أسست لجنة حزب الوفد للسيدات وأشرفت عليها.
وكانت هدى شعراوى أول من دافع عن حقوق المرأة فى هذا التوقيت الذى فُرضت فيه قيود صعبة على المرأة، فخلال استقبال المصريين للبطل القومى سعد زغلول عام 1921، قامت هدى شعراوى بالدعوة لرفع سن زواج الفتيات إلى 16 عاما، كما دعت لرفع سن زواج الفتيان إلى 18 عاما، وجاهدت لتلقى النساء التعليم وخروجهن للعمل المهنى والسياسى وتثقيفهن، وتوجت جهودها بإنشاء الاتحاد النسائى المصرى عام 1923، وظلت تشغل منصب رئاسته حتى عام 1947، ودافع الاتحاد الذى أسسته عن حقوق المرأة المصرية.
لذلك كان حزب الوفد على مدار تاريخه، بوابة الليبرالية فى مصر، وأكثر من قدم قيادات نسائية لعبت دورا مهما على المستوىيين السياسى مدافعين عن حق مصر فى الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية، واجتماعيا من خلال تحرير المرأة المصرية، من القيود المجتمعية المفروضة عليها ودعم حقوقها فى التعليم وممارسة حقوقها السياسية فى الانتخاب والترشح. 
ولا يمكن لأى شخص أن ينكر حجم المكاسب التى حققتها المرأة المصرية على مدار تاريخها وخاصة خلال العشر سنوات الماضية، بسبب وجود إرادة سياسية، داعمة ومساندة لملف تمكين المرأة المصرية، ودعم مشاركتها فى قلب مسيرة العمل الوطنى، إدراكًا لأهمية دور المرأة المصرية فى تشكيل وصياغة ماضى وحاضر ومستقبل هذا الوطن، لذلك استحقت هذه الفترة أن يُطلق عليها العصر الذهبى للمرأة المصرية، بعد حصول المرأة على العديد من المكتسبات، فى مختلف المجالات، فخلال السنوات الماضية، ركزت الدولة على ملف تمكين المرأة ووضعته على رأس أولوياتها، وترجمته إلى إجراءات وتشريعات وبرامج تتبناها مؤسسات الدولة المعنية، لتصبح المرأة المصرية رقمًا فاعلاً وشريكاً رئيسياً فى صناعة القرارات. 
وقد تمكنت مصر خلال ١٠ سنوات فقط، أن تخطو خطوات واسعة نحو تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين، حيث عملت مصر وفقا للاستراتيحية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، والتى أقرها الرئيس السيسى فى 2017 وهو العام الذى أُطلق عليه عام المرأة المصرية، واعتمدت الاستراتيجية على ٤ مرتكزات أساسية هى التمكين السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وبذلك أصبحت مصر نموذجًا يحتذى به فى تمكين المرأة، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن مصر هى الدولة الأولى على مستوى العالم التى تطلق استراتيجيتها الوطنية بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ختاما.. كانت المرأة المصرية على مدار تاريخها، رقما فاعلا فى صناعة التاريخ، فكانت دائما رمزا للعطاء وشريكة فى التنمية والحفاظ على تماسك الوطن، وفى الأوقات الصعبة كانت ضمير هذا الوطن، والأكثر إدراكا بالمخاطر، فكانت فى مقدمة الصفوف تؤدى دورها تجاه وطنها.. فتحية قلبية إلى المرأة المصرية.. الشريك الأهم فى معركة التنمية والنهضة.