رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

فى المضمون

رغم الجرأة فى طرح قصة طائفة الحشاشين أخطر الحركات الإرهابية فى التاريخ الإسلامى إلا أن هذه الجرأة تحسب للشركة المتحدة التى أنتجت المسلسل، واستغرق تصويره عامين فى إبهار كبير ظهر فى الحلقة الأولى والثانية من المسلسل، الجرأة تأتى فى تناول سيرة حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين التى تنتمى فى الأصل إلى الشيعة الإسماعيلية، وخرجت بعد ذلك عن الملة ونفذت اغتيالات لشخصيات إسلامية كبيرة، وحاولت اغتيال صلاح الدين الأيوبى نفسه بعد إسقاطه للخلافة الفاطمية الشيعية.
تلك الجرأة محمودة لأنها تعرى عبير المسلسل الفكر الإرهابى، وكيف يتحول التشدد إلى خروج عن الإسلام نفسه.
حسن الصباح تاريخيا بدأ حياته عالماً صواماً قواماً قبل أن يأخذه الشطط إلى تكفير الجميع، والسيطرة على أتباعه بالحشيش لكى ينفذوا أوامره التى تقف وراءها شهوة السلطة عبر فكر إرهابى تماماً، كما تفعل الجماعات التكفيرية فى الوقت الحالى.
المسلسل يسير بنا إلى الهدف والرسالة، والعبرة التاريخية بأن طالب السلطة يستطيع خداع أتباعه بالفكرة الخطأ عن طريق التشدد حتى لو وصل الأمر بالسيطرة عليهم بالحشيش.
الحشاشين فكرة شيطانية فى الأساس وأمام بطل المسلسل كريم عبدالعزيز تحدٍ كبير فى إقناع المشاهد دون أن يتعاطف مع الشخصية التى يلعبها.. خيط رفيع يجب أن يمسك به «كريم» وهو من النجوم المشهود لهم بامتلاك كل أدوات التمثيل،
ويبقى فى النهاية أن المسلسل سيكون درة الإنتاج الرمضانى هذا العام بالتصوير الخارجى والأجواء الكبيرة التى تصاحبه، والزخم حوله.
كاتب المسلسل عبدالرحيم كمال بالتأكيد كاتب متمرس وبارع فى رسم هذه الشخصيات التاريخية مثلما فعل قبل ذلك، ولكن يبقى التحدى كيف تأخذ من التاريخ أكثر الشخصيات تسلطاً ودموية، وتقدمها إلى الناس، خاصة أن المسلسل كله يدور حول شخصية حسن الصباح، ولا توجد شخصية محورية تجسد الخير فى مواجهة رجل نفذ كل هذه الاغتيالات الدموية بحق مسلمين، وفى النهاية من قضى عليه وعلى حركته هم التتار.
نحن أمام تحدٍ من التشويق لمعرفة كيف تصرف صناع المسلسل فى هذا المأزق، والخروج فى النهاية بمسلسل سيكون تحفة فنية مكتملة إذا نجح فى كراهية المشاهدين لهذه الشخصية التى خرجت عن كل إنسانية وعن الدين، واستخدمت المخدرات والاغتيالات لتنفيذ أغراضها.

[email protected]