رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

لغتنا العربية جذور هويتنا

تعددتْ الدراسات حول منزلة اللغة العربية قديما فى الأسرة (الساميّة). ذهب لويس عوض فى كتابه مقـدّمة فى فقه اللغة العربية، هيئة الكتاب القاهرة 1980ـ متابعا كتابات اليهود المتعصبين إلى أن أول ظهور للعرب على مسرح التاريخ فى الشرق الأوسط، كما ورد فى نص لـ«شالما نصر الثالث» ملك آشور (859ـ824 ق.م)، وهو نص محفوظ فى مكتبة آشور بانيبال ملك الأشوريين (669ـ630 ق.م)، وأن العرب من أصل قوقازى، مشيرا إلى ما أسماه ملكات العرب، زاعما أن المرأة العربية فى المراحل الباكرة كانت تشغل منصب رأس القبيلة!، مع أن أشهر القبائل العربية تحمل الاسم المؤنث لفظا. لا معنى، أو الوارد بصيغة المبالغة، كأميّة، وربيعة، وكلدة، ومرّة، وأسماء أفراد كورقة بن نوفل، وعتْبة، وشيبة، وعبدة بن الطيب، وطرفة بن العبد، وعلقمة، والنابغة، وضمرة، ومسيلمة، وحمزة، وأسامة، وطلحة، وحذيفة، ومعاوية، وأرطأة، وسمرة، ومحيصة، وثعلبة، وسبطة، ولبطة، وحبطلة، والأربعة أولاد الفرزدق.. إلخ، بينما يذكر جواد على فى كتابه (المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام) أن التاريخ العربى يرجع إلى أكثر من ألفى عام، وأن اسم العرب ورد فى الكتابات الأكادية قبل الميلاد بأكثر من ألفى عام، وبنى رأيه اعتمادا على خبر ترام سن الأكادي (2270ـ2223ق.م) الذى يقرر أن سكان الأرضين كانوا عربا، وكان رد إبراهيم عوض أن الإسلام حين دخل القوقاز لم تثرْ أية خاطرة عن ذلك الأصل المزعوم، هذا مع حديث التاريخ عن العماليق، والعرب البائدة.
كما أرجع لويس عوض، دون سند من دراسة اللغات السامية، بعض مفردات من الكلمات العربية إلى أصول: مصرية قديمة، وغيرها، مدّعيا ضيق اللغة العربية، وأن العامية المصرية لغة لا تمت للعربية!، وعن رسالة الغفران، يتطرق إلى قضية «خلْق القرآن»، وقضايا أخرى تجرد له فى الرد عليها الكثيرون. وفاته أن يدرس العربية فى إطار لغات أسرتها : السامية. لا دراستها داخل اللغة فحسب، وهو ما نوه إليه رمضان عبد التواب فى مقدمة ترجمته لكتاب فقه اللغات السامية للمستشرق الألمانى كار بروكلمان، جامعة الرياض، الرياض 1977 ص 5.  بل فاته قراءة هذا الكتاب، وكتاب بروكلمان: تاريخ الأدب العربى، واللغات السامية لنولدكة، ترجمة رمضان عبد التواب 1963، وتاريخ اللغات السامية لإسرائيل ولفنسون، وما فيهما من تاريخ، حيث تعود اللغات السامية جميعها إلى ما يسمى (السامية الأم)، وهى غير موجودة الآن، حيث اهتدى الباحثون فى القرن الثامن عشر إلى اكتشاف اللغة السنسكريتية، فنشأ علم اللغة التاريخى، فطبق العلماء المنهج التاريخى للغات الهندو أوروبية على مجموعة من اللغات السامية فوصلوا إلى تلك اللغة الأم، وكانت دراسات المستشرقين ناشئة فى أحضان كليات اللاهوت؛ فأدركوا العلاقة بين العربية، والعبرية والسريانية، فبدأت المقارنة فى هولندا فى القرن الثامن عشر على يد «شولتنس» بين العبرية والعربية،، تلاه كل من: « إيفالد، والسهوزن»،، ومثلهما «نولدكه» فى الآرامية، وفى عام 1890 ألف «وليم رايت» كتابه محاضرات فى النحو المقارن للغات السامية، ثم «لا جارد»، و«بارت» فى كتابيهما: بحوث فى أبنية الأسماء السامية، كما ألف «لندبرج» كتابه النحو المقارن للغات السامية، و«تسمرن» فى كتابه: النحو المقارن للغات السامية، ونشر فى برلين 1898، ثم كان تأليف كارل بروكلمان كتابه الضخم الأساس فى النحو المقارن للغات السامية فى جزأين:
1ـ عن أصوات اللغات السامية، وأبنية الأفعال فيها، برلين 1908.
2ـ عن دراسة الجملة فى اللغات السامية، فى سبق وتجديد برلين 1913.
كما ألف بروكلمان كتابين صغيرين فى موضوع واحد، أولهما: فقه اللغات السامية الذى نشر فى ليبزج 1906، وثانيهما: مختصر النحو المقارن للغات السامية، برلين 1908، وكما يذكر رمضان عبد التواب فى المقدمة ص 7 جاء من تلا بروكلمان عالة عليه من أمثال: أوليرى فى كتابه النحو المقارن للغات السامية 1929، برجشتراسر في: المخل إلى اللغات السامية 1928، ومحاضرته بالجامعة المصرية القديمة عن التطور النحوى المقارن، وطبعتْ بعنوان التطور النحوى 1929، ثم «موسكاتى» فى كتابه بافيطالية: محاضرات فى اللغات السامية، روما 1960، وترجمه بعد تنقيح إلى الإنجليزية بالاشتراك مع كل من: «أنطون شبيتالر»، و«إدوارد ألندروف»، و«فولفرام فون سودن»، ونشر فى ألمانيا 1964 بعنوان «مقدمة فى النحو المقارن للغات السامية»، وكان «رينان» قد خطط للبحث فى هذا المجال، لم ينشر منه إلا الجزء الأول بعنوان تاريخ اللغات السامية نحو سنة 1927، كما نشر تخطيطا لتاريخ اللغات السامية، ترجمه إلى العربية رمضان عبد التواب 1963، ولخص كل من: «رايت»، و«تسترن» نتائج البحوث التى عاصراها.
فهل قرأ لويس عوض ما ذكره عالم متخصص، هو رمضان عبدالتواب عن باحثين متخصصين فى السطور السابقة قبل أن يصدر أحكامه السابقة؟!.
وكان مما صدر كتاب فلسفة اللغة العربية لعثمان أمين، المكتبة الثقافية، الدار المصرية للتأليف والنشر فى 119 صفحة، مبينا ما خاضته اللغة العربية من أزمات، وحملات تبشيرية واستعمارية وصهيونية، كمرجليوث، وزويجر، وغيرهما، ودفاعات أمثال: الأفغانى، ومحمد عبده، وجوتييه، بروكلمان وإشادته بميزات اللغة العربية، وما قاله إدوارد فانديك منذ أكثر من مائة عام من أن اللغة العربية من أكثر لغات الأرض امتيازا من وجهين: ثروة معجمها، واستيعاب آدابها، ليقرر عثمان أمين مثالية اللغة العربية، وعدم حاجتها لفعل الكينونة، وروحانيتها.
وكان أكثرهم تفصيلا وتفنيدا ابراهيم عوض فى كتابه الذى حمل عنوانا له هو كتاب لويس مذيلا بجملة «تحت المجهر»، الناشر مكتبة الشيخ أحمد، القاهرة 2015 فى 305 صفحة.
عضو المجمع العلمى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس