رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

صناعة الحصر البلدي لوحات فنية بأيادي مصرية

بوابة الوفد الإلكترونية

باستخدام أدوات بدائية، وخامات من صنع الطبيعة، يعكف رجل خمسيني على صناعة الحصير البلدي لمدة تقارب اثنتي عشرة ساعة يوميًا، وذلك من أجل توفير قوت أسرته المكونة من ستة أفراد بينهم طبيب جراح، وصيدلانية، يقول الحاج صلاح عبد القادر تمراز الشهير بـ «صلاح الحصري»، صاحب  الـ 57 ربيعًا، والمقيم بناحية السعادنة إحدى قرى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية،  إنه يعمل في حرفة وصناعة الحصير منذ أربعة عقود، وإنه اتقن الحرفة من والده هو وإشقاؤه السبعة، وأنهم واصلوا عملهم في صناعة الحصر طوال العقود الماضية، إلا إنهم جميعًا تخلوا عنها بسبب قلة ما يتحصلون منها على أجر لا يكفي بمتطلبات أسرهم، بالإضافة إلى إنها تسبب أوجاعًا وأمراضًا لمن يعمل فيها.

 

ولفت صلاح الحصري إلى إنه الوحيد حاليًا الذي يعمل في صناعة وإنتاج الحصر البلدي في قريته، وإنه ظل فيها حبًا في والده، بقوله: « الصنعة من ريحة أبويا، ولذلك سأستمر فيها لآخر العمر»، وأيضا حرصًا منه ووفاءً لهذه المهنة التي تمكن بسببها من تربية وتعليم أبناءه الأربعة، الذين حصلوا على مؤهلات جامعية متميزة، وخوفًا من اندثارها، خاصة وأن مهنة صناعة الحصر مهنة الأجداد القدماء المصريين.

ولفت الحصري إلى إنه يستخدم نبات السمار في صناعته، كونه المادة الخام الأساسية التي يصنع منها الحصير، ويتحصل عليه من المزارعين، أو على جانبي المسطحات المائية مثل الترع والمصارف والبرك، بالإضافة إلى خيوط الكتان والألوان التي يستخدمها عندما يُطلب منه طلبية خاصة بـ «حصر ملونة» وليس سادة كما هو الحال في غالبية الطلبيات التي ترد إليه.

 

ونوه إلى أن صناعة الحُصر البلدي يعمل فيها عدد قليل جدًا على مستوى الجمهورية، خاصة وأن والأجر المادي العائد منها قليل جدًا، بعدما قل الطلب عليه كمفروشات أرضية في: المنازل الريفية، والمساجد، والمضايف؛ في ظل انتشار الحصر البلاستيك والسجاد اليدوي والصناعي الجديد المتميز، إلا أن الأنشطة السياحية لازالت راغبة في اقتناء الحصر البلدي، كونها تمثل لوحة فنية تُثير إعجاب السياح.

 

وأوضح أن الحصير البلدي يتميز بأنه مفيد جدا في فصول العام، حيث يساعد على امتصاص الحرارة صيفًا، وعلى التدفئة شتًا، بالإضافة إلى أنه مفيد لمرضى الربو، لأنه يعمل على تساقط الأتربة إلى أسفل الحصير ويمنع من صعودها لأعلى، وبذلك يقي من وصول الأتربة إلى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، فضلًا على أن الحصير البلدي مساعد وعلاج طبيعي لمرضى الإنزلاق الغضروفي.

 

كما أن الطلب على الحصير البلدي محدود خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة وأن صناعة الحصير مُكلف جدًا ماديًا وصحيًا، فالحصيرة مساحة 5×1.65متر، تتطلب منه عمل لمدة يومين، وإنه يقوم ببيعها بـ 120 جنيه للمتر الواحد، وهو عائد قليل بالمقارنة بعدد الساعات التي يقضيها في صناعتها.

 

وأن هناك رواجًا في الوقت الحالي على طلب الحصير البلدي، خاصة الطلبية اتي وردت إليه من  أحد الفنادق الكبرى بمدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر بعدد 47 حصيرة، وهو وما يمثل له رواجا في هذه الفترة، وتستدعي أن يطلب من أحد اشقاءه المساعدة في صناعتها، متمنيًا أن يستمر هذا الرواج لصنعة من أهم الصناعات الموروثة من أجدادنا الفراعنة، بالإضافة إلى إحياء دور المحافظة وإدارة التراث الحضاري في انتشارها وتعليم طلاب مدارس التعليم الفني أصولها، بدلا من اندثارها، خاصة وأنها أحد روافد إدخال العملة الصعبة إلى البلاد.

IMG-20240216-WA0026
IMG-20240216-WA0026
IMG-20240216-WA0027
IMG-20240216-WA0027
IMG-20240216-WA0024
IMG-20240216-WA0024
IMG-20240216-WA0025
IMG-20240216-WA0025