رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

فى المضمون

الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان لمصر أمس سيكون لها ما بعدها بالنسبة لأنقرة والقاهرة على حد سواء.

الزيارة تأتى فى توقيت دقيق جدًا وناقشت ملفات سيكون التوافق حولها من الجانبين مفيدا خاصة ملفى غزة وليبيا.

الدولتان كبيرتان وكل منهما قوة لا يستهان بها والتقارب الان كان لابد أن يحدث.

تركيا أعلنت عن صفقة طائرات مسيرة قبل زيارة أردوغان لمصر، والحقيقة أن أنقرة أحدثت نقلة كبيرة فى تصنيع الطائرات المسيرة لدرجة استعانة روسيا وبعض دول الاتحاد الأوربى بهذه الطائرات، ولا شك أن الصفقة مفيدة لمصر وإن كان الاتفاق على التصنيع العسكرى بين البلدين إن حدث سيكون اهم من صفقة تأتى والسلام.

فى المجال الاقتصادى هناك شبه توافق على أن البلدين يحتاجان لبعضهما البعض.. تركيا بالاستثمار والمصانع هنا، ومصر أهم دولة بالنسبة للدولة التركية كنقطة عبور إلى افريقيا.. وهو السوق الذى تعمل عليه تركيا منذ سنوات.

من الملفات المهمة أيضا غاز المتوسط، والدولة التركية تحفظ لمصر حرصها على الحقوق التركية وعدم الانصياع لمطامع اليونان وقبرص.. ومعروف أن مصر رفضت خروج تركيا من معادلة الغاز بشكل لاقى ارتياح الاتراك وأصبح مقدرًا تماما، وساعد فى عودة العلاقات سريعا. 

الحقيقة أن أردوغان تشدد فى مقاطعة مصر بعد ثورة 30 يونيه ومنذ عام   2013ولكنه عاد بعد سنوات برسائل إيجابية عديدة تعكس رغبته الملحة فى إعادة العلاقات مرة أخرى.

باختصار الوضع السابق والقطيعة لم يكن ليستمر باية حال وأن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى ابدا.

التفاؤل الذى صاحب تلك الزيارة له ما يبرره وبالتأكيد يستند إلى حقائق الجغرافيا والتاريخ.

علاقات من هذا النوع ستكون ذات أثر مباشر على مصر، ويجب أن يحدث تقارب مماثل أيضًا مع إيران، وبالفعل هناك إشارات لعودة العلاقات الطبيعية مع إيران.

فى السياسة ليس هناك عدو أو صديق دائم، وانما هناك مصالح دائمة.

اردوغان يحمل فى كفيه السلام والتعاون ومصر كذلك ومن هنا نبدأ فى جنى ثمار كل ذلك فى المجال العسكرى والسياسى والاقتصادى. 

مصر ابدا لم تكن دولة حبيسة، وسياستها دائما تقوم على الانفتاح على كل دول العالم فما بالك بدولة شقيقة مثل تركيا بيننا وبينها روابط تاريخية لا يمكن تجاهلها. 

[email protected]