رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إن دور مصر التاريخى والقومى وموقفها تجاه الشعب الفلسطينى وقضيته ثابت ولن يتغير أبدا، بداية من حقه فى تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، لأنها الحل الوحيد فى إنهاء أمد الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وإحلال السلام العادل فى منطقة الشرق الأوسط، ونهاية بإغاثة أهل غزة وإجهاض محاولة تهجيرهم القسرى، والسعى لإنهاء حرب الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية، التى ترتكب بواسطة فاشية ونازية الكيان الصهيونى المحتل. 

وأثناء المؤتمر الصحفى للرئيس الأمريكى «جون بايدن»، والذى انعقد فى إحدى قاعات البيت الأبيض بتاريخ 8 فبراير 2024، سأله أحد الصحفيين عن تطوارت الأوضاع فى غزة، فكان رده كأنه فى حالة غيبوبة  تضاف إلى هفواته وزلات لسانه المتكررة، بوصفه للرئيس السيسى بأنه رئيس المكسيك، حيث قال بأن رئيس المكسيك السيسى، كان يرفض فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية وبأنه أى «جون بايدن» هو من أقنعه بفتح المعبر، وإن كان لا يعنينا هفوة الرئيس الأمريكى ومدى سلامته العقلية ونشاط ذاكرته الضعيفة، ولكن يعنينا هنا ويهمنا رد رئاسة الجمهورية المفعم بالوطنية، على تصريحاته التى هى إلى ضياع، وبالإشارة إليها كان حق الرد من قبل الرئاسة لتوضيح الحقائق والأمور المنطوية أمام الرأى العام العالمى على أقوال غير صحيحة من جانب «بايدن»، وعندما نتأمل مليا فى رد رئاسة الجمهورية المكتوب بشأن مجريات الأوضاع فى غزة، تتضح معالم الجهود المبذولة والتعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى إنهاء الحرب على غزة، وإغاثة شعبها المنكوب وإدخال المساعدات الإنسانية على عجل ودون توقف، لإنقاذ الأهالى من شبح المجاعة والموت، بعد أن حصدت آلة الحرب الصهيونية الآلاف من الشهداء الأبرار، والأحياء الباقون منهم فى انتظار المزيد من المؤن الغذائية والطبية والخدمات العلاجية والصحية، إلى جانب مدهم بالوقود اللازم من مواد التدفئة والمحروقات، لتجنب تعرض السكان لكوارث إنسانية أو ظروف بيئية تهدد حياتهم من طقس سيء وخلافه، فقد رأت مصر بأن القاعدة الأساسية التى تقوم عليها إرسال تلك المساعدات الإنسانية وضروريات الحياة، هو فتح معبر رفح من جانبها دون أى قيود أو شروط تعوق ذلك، بل إن قبلة مطار العريش كانت نقطة انطلاق لهذه المساعدات من مصر أو أى دولة من دول العالم ترغب فى إرسال مساعدات لضحايا العدوان على غزة.

ثم إن القصف الإسرائيلى المتعمد لهذا المعبر وعلى ما يواجهه خارج الحدود المصرية، والذى تكرر أربع مرات أدى إلى تعذر دخول تلك المساعدات الإنسانية، ولكن بارقة الأمل تتجدد لتحقيق الغاية بإرسال تلك الإمدادات، بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر منه فقد قامت مصر بإعادة تأهيله فنيا بعد إدخال عليه بعض التعديلات والإصلاحات الفنية اللازمة التى تسمح بإدخال عدد ضخم من مواد الإغاثة لسكان القطاع.

ومن المسلم به أن مصر تحملت المسئولية كاملة فى إدخال تلك المساعدات للشعب الفلسطينى، وإصلاح الأضرار التى مست المعبر، وأن 80% من هذه الإمدادات مقدمة من حكومة وشعب مصر ومؤسسات المجتمع المدنى، إلى جانب تسهيل زيارات أعضاء المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والمسئولين الدوليين، ليتفقدوا معبر رفح وشرح وجهة نظرهم على أرض الواقع المكشوفة، وهذا يظهر موقف مصر الثابت بوقف العدوان المستمر على غزة، وإصلاح آثاره والأضرار الناتجة عنه، وحماية السكان المدنيين الأمنين وإنقاذهم من الهلاك والجوع والمرض، وتهيب مصر بالمجتمع الدولى ومنظماته الدولية أن يتفق على أساس مشترك، لوقف إطلاق النار وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة المنكوبين، وتؤكد مصر وتكرر أن أمل إسرائيل فى تهجير سكان غزة وتفريغها من أهلها، فأمل معدوم قطعا وصعب المنال لتحقيقه، لأن إسرائيل تتربص بمصر بدعوة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، لكى تصل بالمنطقة إلى مأزق كبير يصعب الخروج منه، وجرها إلى حرب ضروس مهلكة لا سقف لها أو قاع لا يعلم مداها إلا الله، إذن إن كل ما تقصده مصر وتسعى إليه وتتمنى تحقيقه هو الحل فى الدولتين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.