عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

القديسة إيلارية تنكرت في زي الرجل من أجل الرهبنة

القديسة إيلارية
القديسة إيلارية

شهد الأقباط خلال الفترة الماضية عدد من النهضات الروحية التي تحرص الكنيسة المصرية على تنظيمها احياءً لذكرى قديسها الذين قدموا الكثير من أجل حفظ التراث المسيحي ونشر مبادئ السيد المسيح ورعاية الكتاب المقدس على مدى الدهر.


ومن بين الاسماء التي اعادت الكنيسة احياء ذكراهم القديس البارة إيلارية الناسكة، والتي رحلت ف تاريخ 21 طوبة حسب التقويم القبطي من عام 513 ميلادية، وهى ابنة الملك زينون، وحفظ كتاب التراث المسيحي والقراءات اليومية المعروف بـ"السنكسار" سيرتها حتى يخلدها ويجعل من سيرته درس وعبرة للأجيال المتعاقبة.


ولدت القديسة  إيلارية في أواخر القرن الخامس، وعاشت في ثراء ابيها الملك زينون هي وأخت ثاؤبستة،  تلقت تربية مسيحية حقيقية ، وكانت هذه القديسة كثيرة الميل إلى البتولية، وفاض قلبها بحب الرهبنة ، ولم ترد أن تذهب إلى أحد أديرة العذارى القريبة من القسطنطينية وذلك بحسب ماورد في الكتب التاريخية أنها تعلم بعدم قبولها هناك خوفاً من أبيها، وكانت تفكر وتصلى كثيراً من أجل تحقيق هذا الحلم الذي شغف قلبها.
وقررت من فرط حبها للبتوليه أن ترتدي زي الرجال وسافرت في سفينة إلى الإسكندرية، ثم قصدت مدينة الإسقيط حيث يقبع دير القديس مكاريوس الكبير، وتقابلت مع الأنبا بموا وأخبرته عن قصتها، وطلبت منه أن يسمح لها بالإقامة عنده، فقبلها راهباً وأسكنها في مغارة بعيدة عن الدير حيث ظلت بها خمس عشرة عامًا.

استمرت طوال هذه الفترة تتعبد بنسك شديد وكان الأنبا بموا يفتقدها بين حين وآخر، أما هي فلم تأت إلى الدير إلا للتناول من الأسرار المقدسة كما ورد في كتب التاريخ القبطي، واشتهرت حينها كرجل يُدعى" إيلاري " وحين وقعت  أختها الصغرى في أزمتها فأرسلها الملك إلى البرية ليصلى لها الآباء الرهبان ببرية شيهيت، وحين وصلت إلى الدير صلَّى لها الرهبان أياماً كثيرة فلم تبرأ، وأخيراً سلَّموها للراهب إيلاري ليصلى لها، فأخذها وظل يصلى حتى بُرئت. 
ثم أحضرها إلى الشيوخ فأرسلوها إلى الملك سالمة، ففرح بقدومها، وسألها كيف بُرئت وكيف كان حالها في شيهيت، فقالت له أن القديس الذي أبرأها بصلاته كان يظهر لها محبته فتعجب الملك من أمر الراهب  وأرسل إلى شيوخ البرية قائلاً أرسلوا لي القديس إيلاري ليبارك المملكة، فأرسلوه
يروىى التراث المسيحي أنه حين وصل اجتمع به الملك والملكة وسألاه، كيف تعامل مع ابنتهم خلال ازمتها فقال لهم الراهب أحضرا لي الإنجيل وتعهَّدا عليه أنكما لا تعيقاني عن العودة إلى البرية إذا قلت لكما الحقيقة فلما تعهَّدا له بذلك قال: " أنا ابنتكما إيلارية ". 
كان لاخبار الملك بهذا الامر فرحًا شديدًا بل عم الفرح على الملكة  وجميع من بالقصر الملكي وظلت القديسة حينها في القصر شهراً من الزمان، ثم أرادت العودة إلى شيهيت، فلم يُرد والداها أن يطلقاها إلا بعد أن ذكَّرَتهما بالتعهد فكتب الملك إلى والي مصر يأمره بأن يقدم للدير كمية كبيرة من القمح والزيت وكل احتياجات الرهبان سنوياً، واهتم الملك بعمارة البرية وأنشأ بدير القديس مكاريوس حصناً عظيماً لا يزال قائماً إلى الآن، وبعد رجوع إيلارية إلى البرية، عاشت اثنتي عشرة سنة مداومة على النسك والعبادة ثم فاضت روحها ورحلت الى الامجاد السماوية ولاتزال قصتها ملهمه لكثير من الاقباط.