رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

تصدرت الفنانة نجاة خلال الأيام الماضية الترند ما بين مؤيد ومعارض، لظهورها ويبدو عليها آثار العمر بشكل كبير، فى حفل توزيع joy awards، ضمن فعاليات موسم الرياض فى المملكة العربية السعودية. 

لاقت نجاة انتقادات كثيرة وهجوما عنيفا، وكأنها ارتكبت جريمة لمجرد صعودها المسرح للتكريم. والسؤال ما الذنب الذى ارتكبته من وجهة نظر جماهيرها؟

هناك بعض الآراء تقول إنها كان من الأفضل لها أن تبقى على صورتها التى تركتها فى أذهان الجمهور ولا تمحو هذه الصورة الجميلة بالشكل الذى ظهرت به، وردًا على هذا الرأى هناك سؤال يطرح نفسه: هل كبر السن أصبح خطيئة لا بد من إخفائها؟، فمن الشخص الذى يستطيع أن يوقف الزمن أو التغيرات الطبيعية التى تطرأ عليه من معالم التقدم فى السن؟ ما ظهرت به الفنانة نجاة كل شخص سوف يمر بهذا الشكل فى يوم من الأيام إن كتب الله عز وجل له أن يعيش حتى يصل إلى عمرها، بالإضافة إلى أن كل شخص منا لديه أب أو أم أو جد أو جدة بنفس الشكل، هل من الممكن أن تفرض سيطرتك عليه وتمنعه من الخروج من المنزل حتى لا يراه أحد بهذا الشكل؟.

وهناك رأى آخر يرى أن الفنانة نجاة أخطأت عندما صعدت المسرح وأنها كان من المفروض أن تجلس مكانها ولا تتحرك وتكرم وأن ما قامت بفعله من أجل الحصول على المال وهذا يمحى تاريخها، وردًا على هذا الرأى لماذا تم النظر إليها من المنظور المادى فقط؟ قد تكون صعدت على المسرح لاشتياقها بالشعور أنها ما زالت نجمة ولها جمهور متلهف على رؤيتها، فالجانب المعنوى فى هذا الموضوع أكثر بكثير من الجانب المادى الذى ينظر إليه الجميع. وأما بالنسبة لمقولة أنها محت تاريخها، فهذا لم ولن ينفى عنها تاريخها العظيم

ثقافة غريبة انتشرت داخل البلاد، وهى نظرة بعض الشباب لكبار السن على أنهم شىء قبيح لا بد أن يختفى ولا يظهر أمام البشر تمامًا. لقد شاهدت أكثر من موقف يستهتر خلاله الشباب بكبار السن وعلى سبيل المثال عندما يعبر عجوز الطريق، تجد قائد السيارة يقول بصوت مرتفع «ما تخلص يا جدو» أو «ايه ده هربان من المقابر» وغير ذلك من الكلمات البذيئة التى تحمل الإساءة وعدم الاحترام.

يجب أن تتغير النظرة المجتمعية الغير عادية لكبار السن، وتكون أحن عليهم من هذه النظرة القاسية، لأنهم فى هذه المرحلة من العمر يكونون أكثر احتياجًا إلى الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة سواء من القريب أو الغريب، لأنهم فى هذه المرحلة يكون لديهم حساسية شديدة، وأقل كلمة تؤلمهم وتؤذيهم، ويا ليت كل شخص لديه رأى يحمل إساءة أو انتقادًا لهذه الفئة من الناس يحتفظ به لنفسه ولا ينشره على صفحات التواصل الاجتماعى، فلم يطلب منك أحد أن تجهر برأيك، ولكن المطلوب منك أن تشعر بالآخرين ولا تهين أشخاصًا لم تعرفك ولم تؤذكَ فى يوم من الأيام حتى تنصب نفسك عليهم قاضيًا وتحكم عليهم بالإعدام.