رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضريح سيدي حسن الأنور قبلة الفقراء والمحتاجين في مصر القديمة

ضريح سيدي حسن الأنور
ضريح سيدي حسن الأنور

في قلب مدينة القاهرة القديمة، وبالقرب من سور مجرى العيون، يقع ضريح سيدي حسن الأنور، أحد أشراف آل البيت، والذي اشتهر بكرم وسخائه. على الرغم من تاريخ المسجد العريق ومقامه المهيب، إلا أنه ظل من المساجد التي لم تلق شهرة كبيرة إلا على مستوى المنطقة الواقع بها، حيث يتردد قاطنوها عليه بصفة مستمرة طالبين كرمه الذي اشتهر به.

 ولعل أكثر الصفات التي التصقت بسيدي حسن الأنور هي "التصدق وقضاء الحاجة"، حيث كان دائمًا يساعد الفقراء والمحتاجين، ويقضي حوائجهم دون مقابل. ولعل أشهر قصة عن كرمه هي التي رواها الشيخ علي عبد الغفور، إمام المسجد، والتي تعود إلى ابن ثابت الزبيري وابنه عبد الله، اللذان لجأوا إلى سيدي حسن الأنور بغرض قضاء دينهما المقدر بسبعمائة دينار. 

فما كان من سيدي حسن الأنور إلا أن أرسل رسولًا إلى دائن ابن ثابت الزبيري وابنه، فأقر بالدين لديهما، فما كان منه إلا أن قضى الدين من حسابه الخاص، بل زاد في العطاء ومنحهما مائتي دينار ليبدءا حياتهما من جديد. ومنذ ذلك الحين، أصبح ضريح سيدي حسن الأنور قبلة الفقراء والمحتاجين في مصر القديمة، حيث يترددون عليه طلبًا للمساعدة، لعلهم ينالوا من كرمه الذي اشتهر به. 

وكان حسن الأنور، أحد أشراف آل البيت، غنيًا كريمًا، يحب مساعدة المحتاجين، ويقضي حوائجهم دون مقابل، وكان محبوبًا بين الناس، حتى خاف الخليفة العباسي منه، فخاف أن يقوم بانقلاب عليه، فأمره بحبس حسن الأنور ظلمًا لمدة ثلاث سنوات.

 ولكن سرعان ما ظهر الحق، وعرف الخليفة العباسي أنه بريء، فأفرج عنه. منذ طفولته، كان والده الأبلج يأخذه معه إلى مقام جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخاطب النبي ويقول: "يا رسول الله إني راض عن ابني الحسن فهل أنت راض عنه؟".

 وظل هذا الأمر حتى يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في المنام وأخبره أنه راض عنه، وكان حسن الأنور يعشق النباتات، ويرى فيها رمزًا للخير والعطاء، لذلك كان المسجد الذي دفن فيه به حديقة كبيرة. وبعد أن تم تجديد المسجد على يد المماليك، تمت إزالة بعض من المساحات الخضراء، ولأن حسن الأنور كان رجلاً صالحًا، فقد راح الكثيرون يتحدثون عن كرامات له، ومنها: في أثناء التجديدات بالمقام في القرن الماضي، في منتصف إحدى الليالي، كان العمال منهمكين في العمل والحفر والتجديد، وإذا بهم يرون ضوءًا لامعًا باهرًا وكأنه نور الشمس، يسلط على ضريح حسن الأنور. 

ومن الروايات الأخرى أن عمالاً كانوا يحفرون في الحجرة المجاورة للمقام، من أجل تثبيت الأرضيات وإعادة تعبيدها من جديد، ولكنهم اقتربوا في حفرهم من مستوى المقام الشريف، ففاحت رائحة المسك وملأت المسجد كله. ومن أشهر القصص التي تُروى عن كرامات حسن الأنور، قصة ابن ثابت الزبيري وابنه عبد الله، اللذان لجأوا إليه في قضاء دينهما الذي كان سبعمائة دينار. فما كان من حسن الأنور إلا أن أرسل رسولًا إلى دائن ابن ثابت الزبيري وابنه، فأقر بالدين لديهما، فما كان منه إلا قضاء وسداد دينهما، بل زاد في العطاء ومنحهما مائتي دينار ليبدأ حياتهما من جديد. وظل حسن الأنور رمزًا للكرم والخير والعطاء، وأصبح ضريحه قبلة للناس، يقصدونه طلبًا للمساعدة، لعلهم ينالوا من كرمه الذي اشتهر به.

 يحكي أحمد محمد، أحد سكان منطقة مصر القديمة، عن أشهر الكرامات التي طالما حفظها ورددها أهالي المنطقة، وهي كرامة النور التي ظهرت في أثناء التجديدات بالمقام. يقول أحمد: "كان العمال منهمكين في أعمال الحفر والتجديد ليلا، وإذا هم يجدون دائرة ضوء تسلط على الضريح. فاعتقدوا أنه ربما كان عطلا كهربائيا، فأغلقوا كل الأنوار، ولكن مازالت هذه الهالة الضوئية تحيط بالمقام". ويضيف: "كما يقال إنه وقت التجديدات في السنوات الأخيرة، تعمق العمال في الحفر حتى اقتربوا من المقام، وفجأة ملأت الحجرة رائحة المسك، وكأنها إشارة على اقترابهم مما جعلهم يتوقفون عن الحفر وزادوا مواد البناء والتزيين إكراما للمسجد".