رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية اليوم

على مدى يومى الخميس والجمعة 11 و12 يناير 2023م، شهد العالم حدثًا تاريخيًا، مع تقديم الفريق الممثل لجنوب أفريقيا مرافعة الادعاء يوم الخميس 11 يناير، وردّ الدفاع الإسرائيلى يوم الجمعة 12 يناير.

ونقل موقع الأمم المتحدة الرسمى المرافعات بشكل مباشر، وبثتها بعض وسائل الإعلام حول العالم، لتكون بذلك أول قضية من نوعها تنقل مباشرة، ويعكس ذلك الاستقطاب الحاد الذى تشهده مواقع التواصل، بين مناصرى القضية الفلسطينية، وداعمى إسرائيل.

كان اسم (جنوب أفريقيا) من أكثر العبارات تداولًا على منصات التواصل الاجتماعى، فى العالمين العربى والإسلامى وأمريكا وأوروبا، وتابعت الصحف العالمية انطلاق جلسات محكمة العدل الدولية فى لاهاى.

تزامن ذلك مع الحدث القضائى الذى شهدته محكمة العدل الدولية فى لاهاى، مع افتتاح جلسات الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل كونها ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة.

إن شبح العزلة الدولية الذى طالما تخوّف منه قادة إسرائيل فى محكمة العدل الدولية قد حدث، وكما توقعنا وتوقع المنصفون أن تدافع إسرائيل عن نفسها أمام المحكمة بأنها إنما تشن حربا فى غزة للدفاع عن نفسها ضد جماعة حماس، وليس لتدمير الشعب الذى يعيش فى القطاع، وهذا ما حدث بالفعل فجاء عرض فريقها باهتا وضعيفا ومتقطعا ومليئا بالأكاذيب واتهام جنوب أفريقيا بأنها موالية للمقاومة الفلسطينية، وزادت من أكاذيبها بأن مصر هى التى تمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وتارة تتهم بعض الأطراف العربية بأنها توافق فى الخفاء على تدمير حماس مستهدفة إحداث الوقيعة بين القادة العرب وشعوبهم.

ولا شك أن الدعوى التى تقدمت بها جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل قد أزعجت حلفاءها الغربيين، لكنها فى مقابل استحسان قوى أخرى ناشئة مثل إندونيسيا وماليزيا وتركيا ومنظمات دولية وإقليمية مثل التعاون الإسلامى، وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى.

كما أن دعوى الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية تعد صوتا صارخا لبقية أمم العالم بأن التضامن القائم على أساس من القيَم قد عاد مرة أخرى خيارًا ممكنا وأن نظاما عالميا مختلفا هو كذلك أمر ممكن.

والسؤال الذى يطرحه أحرار العالم.. ما قيمة ووزن حكم المحكمة الدولية وتأثيره على مجريات الأحداث الدامية؟ وهل تلتزم إسرائيل بوقف عمليات الإبادة فى قطاع غزة وتحترم الفلسطينيين فى الضفة الغربية؟

والإجابة لدى المراقبين والمحللين أن أيّ حُكم قد تُصدره المحكمة الدولية -حتى ولو لم ينفّذ- ضد إسرائيل سيمثل «ضربة لتعنتها كما سيغيّر من الطريقة التى تتعامل بها دول أخرى معها، كأنْ تصبح هذه الدول أقلّ استعدادا لبيعها أسلحة»، وربما تعيد الإدارة الأمريكية والبريطانية من مواقفها ودعمها المطلق لإسرائيل.

[email protected]