رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

قاربنا على التسعين يوما من المعارك الضارية، ومازالت الولايات المتحدة قلقة على استمرار الحرب دون وضع توقيت لنهايتها حيث لم يكن الطريق يوما إلى قلب قطاع غزة نزهة سهلة كما ظن الاحتلال الإسرائيلى الذى يمضى بتحديات جمّة، بينما تصنع المقاومة واقعا عسكريا جديدا وسط إحباط بلغ ذروته فى الداخل الإسرائيلى مع بوادر فشل العملية البرية فى تحقيق أهدافها.
ويأتى دخول اليمن تمثلها جماعة الحوثى إلى قلب المعركة فى أكثر المناطق تأثيرا على العالم عند مضيق باب المندب ليزيد من صعوبة الحرب خاصة بعدما أثبت الحوثى أنه لا يقل قوة وضراوة فى الحرب عن أى دولة تمتلك جيشا نظاميا مسلحا بأحدث الأسلحة عدة، فكيف لميليشيا صغيرة أن تسقط المسيرة الأميركية الأحدث من طراز «إم كيو 9، وليس هذا فحسب بل تستعرض قوتها من خلال اشتباك مع المُدمرتين «يو إس إس كارني» و«يو إس إس مَيسن» التابعتين للبحرية الأمريكية، قبل أن تطلق توعدها باستهداف كل سفينة إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل حتى وقف الحرب وفك الحصار عن غزة، لأن الولايات المتحدة ترفض شن حرب بنفسها بعد أن ذاقت الأمرين من حروب أفغانستان والعراق حيث اعتادت بعد فشلها فى تلك المغامرات إلى الحرب بالوكالة وهى الأكثر أمانا استخدمتها فى حرب أوكرانيا وهى الآن تستخدمها فى الشرق الأوسط من خلال إسرائيل وهى أيضا لاتريد مطلقًا الانغماس فى وحل الحرب ضد اليمن، وهى تعلم أنها ربما تتسع إلى حرب مع الأقطاب الأربعة الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية لذلك ترفض الحرب رغم التهديد القاتل الذى يعرض ابنتها إسرائيل
حتى أن هذا الرفض يهدد علاقتها مع الابنة ويفجر العلاقات، إذ ترفض واشنطن توجيه ضربة عسكرية مباشرة للحوثيين، ما دفع نتنياهو لإبلاغ الإدارة الأمريكية عزمه التحرك عسكريا ضد اليمن إذا لم تتخذ واشنطن أى إجراءات بشن الولايات المتحدة حربا حقيقية ضد الحوثيين.
إلا أن واشنطن قررت حماية السفن التى قد يستهدفها «الحوثي» بعد ضغوطات بريطانية-إسرائيلية، دون أن تتخذ قرارا بالتصعيد المباشر ضدهم، ولكن هل يستمر الصبر الأمريكى خاصة بعد أن أظهرت وسائل إعلام إمكانية قطع قوات اليمن كابل الإنترنت فى البحر الأحمر ما يؤدى إلى كارثة عالمية.. ربما جاءت تلك التقارير تحريضية للطرفين حتى تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية تحركا عسكريا قويا ضد اليمن أو ربما للفت نظر الحوثى إلى امتلاكه ورقة ضغط قوية لوقف الاعتداء على غزة.
العالم كله أصبح الآن يعلم أن رقبته يمتلكها الحوثى وأن القوة هى الورقة الوحيدة لفرض الشروط بل وطرد الاحتلال.. ولا يوجد هذا الوهم الذى يضحك به على شعوب العالم الثالث المسمى بالقانون الدولى وحقوق الإنسان والإنسانية.. أما تلك المنظمة الدولية المسماة بالأمم المتحدة فهى مجرد إحدى الولايات الأمريكية مغلفة فى غطاء دولى.