عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

جابر البغدادي يكشف السر وراء ذهاب موسى للخضر

الداعية جابر البغدادي
الداعية جابر البغدادي

صنع الله تعالى موسى على عينه فكان وجيها واصطفاه على من خلق في زمانه بشرائعه وكلماته فكان كليم الله، ومن ثَمَ أمره الصانع بتلقي العلم على يد عبد يدعى الخضر ليس نبيًا ولا ملاكًا، فكيف لنبي ورسول يكلم الله مباشرة أن يتلقى العلم على يد من هو مصطفى عليه علمًا وشريعة وكلامًا وخلقًا.

 


واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي 


تحدث الداعية الإسلامي جابر البغدادي عن كمال خلق واصطفاء الله تعالى لموسى عليه السلام، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة طه "واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي" فيقول موضحًا أن الله تعالى صنع قلب موسى عليه السلام على عينه فقال: "يعني ليس للأغيار عليه سبيلا ولا للأنوار على قلبه سلطان، ولا للأسرار على سره سلطان، لأنه سرًا وقلبًا وجسمًا وروحًا وحسًا ومعنًا عبدًا في حقيقة الكمال لله".
 


وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي

وتابع البغدادي قول الله تعالى في سورة طه “وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي” فقال إن هذا دليل على أن الإنسان هو بنيان الرب، فسيدنا موسى صنع على عين العناية الإلهية فكان عند الله وجيهًا كما قال الله تعالى في سورة الأحزاب "وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا"، فقد اصطفاه الله تعالى على الناس.
 


المقصود بالاصطفاء

ووضح البغدادي المقصود بالاصطفاء فقال: "يعني أن الله نظر إلى قلبه فأخذه واجتباه وهداه فلا سلطان لأحد على ذلك القلب"، كما أن الله اصطفى موسى عليه السلام بنزول الشرائع عليه فكان نبيًا ورسولًا من أولي العزم من الرسل، كما أنه اصطفاه بالكلام فكان علمه لادني يكلم الله مباشرة، فإذا استشكل عليه مشكل سأل الله فأجابه مستشهدًا بقوله تعالى في سورة  الأعراف: "قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ"

 

موسى على أعتاب الخضر 


وطرح الداعية جابر البغدادي سؤالا يحيرنا كثيرًا فقال: "إيه اللي ممكن سيدنا الخضر يعلمه لسيدنا موسي الذي يكلم الله؟"، ليوضح قائلًا إن وقوف موسى عليه السلام على أعتاب الخضر كان من الشكر والأدب  لله تعالى، وهنا نذكر ما رواه الإمام مسلم أنّ موسى عليه السلام سُئل: "أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقالَ: أَنَا أَعْلَمُ، قالَ فَعَتَبَ اللَّهُ عليه إذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إلَيْهِ، فأوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ: أنَّ عَبْدًا مِن عِبَادِي بمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ هو أَعْلَمُ مِنْكَ"، فذهب سيدنا موسى إلى الخضر في رحلة شاقة جدًا في سبيل العلم فقال له  كما جاء في سورة الكهف “ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ْ”.


وأشار البغدادي إلى أن ذهاب موسى عليه السلام للخضر يوضح مقام طلاب العلم في عين الطلاب، فكان موسى قدوة للتواضع والتفاني، موكدًا على أن سيدنا موسى كان أعلى مقامًا من الخضر فقد اصطفاه الله تعالى عن كل ما في زمانه، وقد تأكد بالإجماع أن الخضر ليس ملكًا، لذا فالخضر من ضمن البشر الذين اصطفى الله تعالى موسى عليهم، ولكنه تواضع وذهب وشد رحاله ليطلب العلم وهو كليم الله.