رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون تحفظ

الصورة السوداوية التى ينقلها ويقدمها أو يتناولها كثيرون أو قليلون من المحللين المهتمين بشئون قضايا أسواق المال، أو ممن يطلقون على أنفسهم خبراء عن اقتصاد بلادنا هى أكثرالأشياء خطورة على الاقتصاد نفسه.. لا أحد يستطيع إنكار أن مصر تواجه أزمة اقتصادية عنيفة جدًا وغير مسبوقة مدفوعة إليها جبرًا أو كرهًا شأنها شأن كثير جدًا من البلدان فى شتى أنحاء العالم، ولكن تناول الأزمة الاقتصادية بهذا الشكل المفرط فى البؤس والتشاؤم من شأنه أن يرسخ روح الإحباط واليأس والتردد لدى متخذ القرار أيًا كان موقعه.. من شأنه أن يؤدى إلى هروب الاستثمارات الأجنبية، وتخوف مؤسسات التمويل الدولية.. من شأنه أن يؤدى إلى تصدير التوتر والقلق لدى المواطنين الذين يودعون أموالهم ومقدراتهم بالبنوك.. من شأنه أن يؤدى إلى تحويل مستثمرين مصريين أموالهم أو شركاتهم، أو جزء كبير من شركاتهم للخارج، وقمة المأساة والحسرة أن تجد مستثمراً أو رجل صناعة من أولاد بلدك يبحث لأمواله واستثماراته عن وطن وموطن خارج مصر بعيدًا عن هذا الجو المبلد بالإحباط، وهؤلاء المحللون والخبراء العابسون القانطون كانوا أحد الأسباب التى شجعت رجال صناعة مصريين لنقل جزء كبير من استثماراتهم أو تكوين شركات خارج مصر وكلمة السر فى ذلك هى الشريك الأجنبى الذى يتخذون منه صكًا للحصانة ضد المساءلة.. نقلوا استثماراتهم أو جزءاً كبيراً منها مفضلين مصلحتهم على مساندة وطن صنعهم وبنى مجدهم وأموالهم، وإذا كان هناك من نقل أمواله وشركاته أو جزءاً منها خارج مصر، فهناك صُناع وطنيون كثيرون فى مختلف المجالات يساندون الدولة المصرية، واستحضر هنا تجربة رجل الصناعة الوطنى الدكتور مهندس نادر رياض والذى كان أمامه فرصة ذهبية لنقل شركاته إلى ألمانيا وهى إحدى العظماء السبعة فى الصناعة على مستوى العالم بعد أن اشترى بافاريا الأم والتى يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1923 عندما أسسها ألبرت لوز بولاية بافاريا الألمانية.. استحوذ نادر رياض عام 1999 على بافاريا الألمانية لأنظمة الإنذار ومكافحة الحرائق، ورفض أن ينقل استثمارات الشركة فى مصر إلى ألمانيا أو إلى دولة بدول الاتحاد الأوروبى مع ملاحظة أن الرجل عضو بارز باتحاد المصنعين الألمان لأجهزة الإطفاء.. الأمرالآخر أن نادر رياض قام بزيادة استثمارات بافاريا فى مصر، وتطورت تطورًا مذهلًا بدءًا من عام 1971 عندما تأسست كشركة توصية بسيطة وكان وقتها المهندس نادر رياض يعمل بنفسه بالمصنع ومعه صديقه الأجنبى هيلموت لوز، والآن أصبحت الشركة هى الأكبر فى مجالها فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.. لم يتأثر الرجل بأحاديث المحبطين والمتشائمين لإيمانه بقدرات مصر مع الأخذ فى الاعتبار أنه رجل صناعة ويهمه بالدرجة الأولى تنمية استثماراته فى بوتقة صحية للعمل وآمنه فى الوقت نفسه..
خلاصة القول: الاقتصاد الوطنى فى أشد وأمسّ الحاجة إلى من يزرعون الثقة فى نفوس المستثمرين والمودعين أموالهم بالبنوك.. اقتصادنا الوطنى فى حاجة إلى من يقدمون الحلول المبنية على أسس علمية سليمة تصلح للتطبيق مع مشاكلنا وواقعنا، وقدرات اقتصادنا وليس تقديم وتوجيه انتقادات قاتمة وسوداوية على طول الخط.. اقتصانا الوطنى فى أمس الحاجة للدعم والمساندة من رجال الصناعة والأعمال الجادين الحقيقيين حتى نستطيع الوقوف والنهوض من جديد ونحقق ما حققناه عامى 2006 و2007 من ارتفاعات غير مسبوقة فى معدلات النمو، أما الحكومة فعليها أن تحدد بوضوح من الآن إلى أين نحن ذاهبون خلال المرحلة القادمة؟!
على الحكومة أن تحدد من الآن بوصلتها واتجاهها، وأرى أن من أهم ما يجب أن تفعله هو ألا تخطط وتنفذ بعيدًا عن أصحاب الشأن خاصة بالقطاع الخاص!