عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

الفرق بين رضى الله عنا ورضانا عنه.. رمضان عبدالرازق يجيب

الدكتور رمضان عبدالرازق
الدكتور رمضان عبدالرازق

قال الخالق عز وجل في سورة التوبة “رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ”، فكما نرغب في أن يرضى الله عنا، لا بد من أن ندرك مفهوم رضانا عن الله وسبل تحقيقه، وما الفرق بين أن نرضى عن الله وأن يرضى الله عنا؟
 


أجاب الدكتور رمضان عبدالرازق عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، عن سؤال ورد له مضمونه كيف نرضى عن الله، وذلك عبر فيديو له على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك.

مفهوم الرضا 


قال عبدالرازق إن مفهوم الرضا كما عرفه العلماء هو سرور القلب بمر القضاء، أما حبس النفس أي منعها عن السخط هو من درجات الصبر، أما الرضا هو درجة عالية يمتلئ  قلب المؤمن سرور بالله في العطاء والمنع.
 
أنواع الرضا 

وتابع عبد الرازق أن هناك ثلاث أنواع من: الرضا وهما الرضا بالله ويعني الرضا بالله بأسمائه وصفاته، وثانيًا الرضا مع الله ويعني الرضا مع الله في أحكامة وأوامره ونواهيه، وثالثًا الرضا عن الله ويعني الرضا عن الله في قضائه وقدره، والرضى عن الله يتطلب أن يملك المؤمن يقين كامل وتام بأن أخذ الله قمة العطاء وأن عطائه قمة الامتحان.
 


 قصة نبي بني إسرائيل 

 

واستشهد الدكتور رمضان عبد الرازق بقصة عن نبي من أنبياء بني إسرائيل يصفها كونها منهجًا للعيش برضا في الحياة، إذ كان هناك نبي من أنبياء بني إسرائيل يمشي في الصحراء فوجد بئر مال فجلس بعيدًا عنه يتأمل آيات الله، فرأي ثلاث مشاهد متتالية: 


أولًا أتى فارس عظيم إلى البئر ونزل من على فرسه وشرب ماء وانطلق، ولكن وقع منه كيس نقود عندما كان يرتوي.


ثانيًا: جاء بعده راعي غنم فقير فوجد كيس النقود عند البئر فأخده وانصرف.


ثالثًا: أتى رجلًا عجوزًا وشرب من البئر وجلس ليستريح قليلًا، فعاد الفارس يبحث عن نقوده وحينها اتهم العجوز بسرقة المال واحتد النقاش وتحول إلى معركة فقطع الفارس راس العجوز.

ويقول عبد الرازق معلقًا أنه عند النظر إلى الثلاث مشاهد من الخارج نرى عين الظلم، إذ أن الفارس خسر ماله ظلمًا، وقتل العجوز ظلمًا، وأخذ الفقير المال ظلمًا أيضًا، ولكن عندما تكتمل الصورة نرى أنها قمة العدل.

ويتابع عبد الرازق القصة فيقول أن نبي الله: يا رب هذا قتل ظلمًا وعدوانًا، قال وما ادراك  أنه قتل ظلمًا وعدوانًا، فقال يا رب جلي ليا الحقيقي وبين لي الحكمة، فأوحى الله عزوجل إليه فرأى حكمة الله، أما والد هذا الفارس كان قد أخذ هذا المال من والد راعي الغنم ظلمًا فأحببت أن ارد المال إلى صاحبه، وهذا الشيخ العجوز كان قد قتل والد هذا الفارس ولم يتوب فأحببت أن اقتص منه ولو بعد حين. 
 


سند القصة
 

ذكر تلك الرواية يحيى بن عاصم الغرناطي في كتاب (جنة الرضا في التسليم لما قدر الله وقضى) عن بعض الكتب الإسرائيلية: أن نبياً من أنبياء بني إسرائيل كان يجلس على قمة جبل، فرأى فارساً وبيده صُرة مال، وأتى على بئرٍ فوضع الصرة على حافة البئر ونزل فشرب، ثم نسي المال وانصرف، فجاء راعي غنم يسقي غنمه فوجد المال فالتقطه، وسقى الغنم وانصرف، ثم جاء رجلٌ شيخٌ كبير، فجاء البئر بعد انصراف الراعي فشرب وجلس، وتذكر الفارس مالَه فرجع، فوجد ذلك الرجلَ يجلس على حافة البئر، قال: أين المال؟

قال: ما أعرف شيئاً، قال: المال معك.

ولم يشك الفارس أنه التقط المال، فلما أنكر الرجلُ أخرج الفارسُ رمحاً وقتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أيُقْتَل البريء ويفر الآخذ؟

فقال الله - رضي الله عنه - له: إن لي حكمةً جَلَّت؛ أما هذا المال فكان مِلْكاً لوالد الراعي أعطاهُ والدَ الفارس، ولا يدري الراعي ولا الفارس، وأما هذا الذي قُتِل؛ فإنه قتل أبا الفارس، فسلطت ولي الدم عليه، فأخذ بثأر أبيه، فبَكى ذلك النبي وقال: لا أعود! مجرد سؤال: يا رب ما هذا؟ إن لم تسلم بأن الله عز وجل فعال لما يريد، ولا يظلم مثقال ذرة، تسلل إليك الشيطان من هذا الباب.