رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وجع الأسنان.. أرحم من نار «الفيزيتا»

وجع الأسنان.. أرحم من نار «الفيزيتا»

وجع الأسنان
وجع الأسنان

 

الكشف يتراوح بين 250 و600 جنيه.. وخلع السن بـ180 وحشو العصب بـ1000 جنيه.. ومستشفيات الحكومة الملاذ الأخير

نقيب أطباء الأسنان: جميع مستلزمات العيادة مستوردة وارتفاع أسعار الإيجارات والمرافق وراء الزيادة

مدير رعاية طفل العباسية: الكشف بجنيه والخلع من ٤ حتى ٣٠ جنيهاً

«أسنان القاهرة» توفر العلاج لـ70 ألف حالة شهرياً بالمجان ضمن مبادرة «حياة كريمة»

<< انفراجة فى أزمة البنج الحكومى.. وسعر العلبة تضاعف 12 مرة

 

 

 

مرضى الأسنان بين نارين.. ألم أسنانهم ووجع «الفيزيتا»، هذه الثنائية المؤلمة جعلت كثيراً من المرضى يبحثون عن المسكنات لعلاج وجع أسنانهم وإنقاذ نزيف جيوبهم التى لا تتحمل ثمن تذكرة العيادات والشائعات ومنهم من يفضل الخلع من أول مرة رافعاً شعار «الخلع هو الحل»، للخلاص من عذاب الألم و«فيزيتا الطبيب». 

وسجلت فيزيتا أطباء الأسنان أرقاماً تفوق قدرة الكثيرين.. وتراوحت أسعار الكشف والخدمة العلاجية من عيادة إلى أخرى حسب موقعها، «ففى شبرا – منطقة شعبية شرق القاهرة - تراوحت أسعار كشف الأسنان بالعيادات الخاصة من 250 إلى 350 جنيهاً وفى منطقة المهندسين – إحدى المناطق الراقية بالجيزة - تراوحت الأسعار من 500 إلى 600 جنيه بخلاف الخدمات الأخرى كالأشعة والفحوصات والخلع والحشو»، وكانت أدنى الأسعار فى «عيادات الغلابة» 150 جنيهاً للخلع العادى لكل سن أو ضرس، بينما خلع ضرس العقل بـ١٨٠ جنيهاً، أما خلع ضرس العقل المدفون فيتراوح سعره من ٥٠٠ إلى ١٣٠٠ جنيه حسب درجة دفنه وحشو العصب يبدأ من ١٠٠٠ جنيه والحشو العادى يبدأ من ٥٠٠ جنيه أما تنظيف الجير وتلميع الأسنان فيتراوح متوسط سعره من ٣٥٠ جنيهاً، فى حين أن تبيض الأسنان بالليزر يتراوح سعره بين ٣٥٠ و1700 جنيه.

وعلاج أسنان الأطفال له فيزيتا خاصة فخلع الضرس اللبنى يبدأ من ٨٠ جنيهاً وحشو عادى ضرس لبنى ٢٠٠ جنيه، وحشو عصب ضرس لبنى ٣٥٠، ولا تتوقف التكلفة عند هذا الحد بل يضاف إليها مئات الجنيهات نظير شائعة وفحوصات يطلبها الأطباء قبل البدء فى خلع أو حشو الأسنان!

«فاطمة».. صاحبة الـ38 عاماً، عانت أسابيع من آلام الأسنان، وظلت تتحامل على نفسها حتى صار الألم أقوى من أن تتحمله، فتوجهت إلى إحدى عيادات الأسنان وظلت تنتظر دورها للدخول إلى الطبيب، بعد الكشف والفحص، قال لها: «لا بد من خلع الضرس إلا أن هذا لن يحدث» لأنه طلب منها إجراء شائعات وفحوصات قبل الخلع. وأعطاها مسكناً للآلام حتى يوم الخلاص من الوجع النهائى.

«محمود» - موظف شاب، ظل يعانى آلام الأسنان طوال شهر كامل ولم ينجح فى علاجها بسبب عدم توافر المستلزمات اللازمة وظل يتردد على العيادات الطبية فى مختلف المناطق، ويكتفى الأطباء بوصف روشتة من المسكنات، حتى تمكن فى النهاية من الوصول لأحد الأطباء لديه مخزون من البنج والذى تمكن من علاجه ولكن بسعر عال.

ارتفاع الإيجارات والخدمات

أزمة كبيرة واجهت أطباء الأسنان خلال الفترة الماضية وهى نقص البنج الذى كان سبباً فى زيادة معاناة وعذاب المرضى، كما كان سببًا آخر فى ارتفاع تكاليف العلاج داخل العيادات الخاصة حيث تعدى ثمن علبة البنج حاجز الـ1000 جنيه ولكن مؤخراً تم توفير عدد معين من البنج للعيادات.

الدكتور إيهاب هيكل، نقيب أطباء الأسنان، يقول إن المستلزمات الطبية المستخدمة داخل عيادات الأسنان جميعها مستوردة من الخارج وارتفعت أسعارها بالتبعية مع ارتفاع سعر الدولار.

وأكد هيكل فى تصريحات لـ«الوفد» أن التجار يقومون برفع أسعار المستلزمات الطبية المتوافرة لديهم، والأطباء يضطرون للشراء نظراً لعدم إتاحة استيراد مستلزمات جديدة من الخارج فى ظل ارتفاع الدولار.

وأوضح هيكل أنه يوجد عوامل أخرى أدت لارتفاع أسعار الكشف فى عيادات الأسنان ومنها الإيجارات، ورسوم الخدمات من مياه وغاز وكهرباء فضلاً عن رواتب باقى الطاقم الطبى والعمال.

وأشار إلى تعرض عدد كبير من الأطباء للخسارة قائلاً: الأطباء مع ارتفاع الأسعار بيكسبوا أقل وهناك من يخسر أيضاً.

وأكد أن البدائل المصرية من المستلزمات الطبية قليلة جداً ومنحصرة فى نوع معين من أنواع الكراسى والأشياء الهامشية الأخرى، ولكن الأساس كله يستورد من الخارج.

المستشفيات الحكومية 

الدكتور أشرف رضوان، مدير رعاية طفل العباسية، أكد أن جميع الأجهزة والخامات المستخدمة داخل عيادات الأسنان مستوردة، إضافة إلى الأعباء الأخرى من إيجارات ودفع الخدمات الرئيسية كالمياه والكهرباء والغاز وكل ذلك من أسباب ارتفاع الأسعار.

وقال رضوان: «أطباء الأسنان يواجهون أزمة فى المستلزمات خاصة فى البنج، وأنا أشترى الخامات بالغالى ولكن ملزم بتوفير الخدمة للمريض بالسعر المناسب».

واستطرد: مستلزمات وخامات الأسنان تكون مستوردة والدولار هو المتحكم فى كل شىء يعنى علبة البنج على سبيل المثال من الخامات التى ارتفعت سعرها، وطبعاً كان فى أزمة كبيرة فى البنج وما زالت الأزمة موجودة وواصل قائلاً: «إحنا كان بيتوفر لنا كميات اللى عايز يشترى هيشترى لكن بالسعر الغالى.. العلبة تتجاوز ٦٠٠ و٧٠٠ جنيه. بعد ما كان سعر العلبة ٥٠ جنيهاً. يعنى تضاعف سعرها ١٢ مرة». 

وأشار إلى أن وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية استطاعت توفير كمية من البنج يتراوح سعر العلبة 230 جنيهاً، وأضاف أنه فى ظل الأزمة ونقص المستلزمات كان المريض لا يستطيع الحصول على الخدمة العلاجية لوجود عجز فى الأدوات والمستلزمات، وأضاف: «فى النهاية أنا اللى بعانى.. ومطلوب منى أوفر خدمة وأنا مكتوف الأيدى». 

وواصل رضوان حديثه قائلاً: إن توفير المستلزمات الطبية يكون من طرفين الأول وزارة الصحة والطرف الثانى يكون من الصناديق الخاصة بكل مركز علاج.

 

وتابع: «أحياناً ممكن العيادة متشتغلش بسبب عدم توافر الخامات الخاصة بالأسنان، حيث إن البنج يتوفر وفقاً لشقين الأول يكون بالمجان وبكميات محدودة عن طريق هيئة الشراء الموحد كل 3 شهور أى بمعدل أربع صرفيات فى السنة»، والشق الثانى غير مجانى يكون من الصناديق الخاصة بكل مركز علاج». 

وأكد الدكتور رضوان أن الوزارة ملزمة بتوفير الخدمة للمريض، وقال «فى رعاية العباسية نقدم الخدمة للمرضى المترددين بأسعار رمزية قائلاً: الكشف بجنيه قبل الساعة ١١ أما بعد الساعة ١١ بثلاثة جنيهات.. وأن المريض يستطيع صرف الدواء على التذكرة دون تحمل أى نفقات أخرى.

وأوضح أنه بالنسبة لمرضى الأسنان فإن الخلع يتراوح سعره بين ٤ و٣٠ جنيهاً. على حسب نوع الضرس إذا كان جراحى أو ضرس عقل مدفون.

العلاج التجميلى

يبحث عدد كبير إلى تجميل الإنسان أو تعديل أى اعوجاج فى شكل الفم، ويتفاوت سعر التقويم على حسب عدة عوامل مختلفة، حيث إنه يوجد أنواع مختلفة من التقويم فهناك التقويم المعدنى الثابت والتقويم المتحرك، وتكون تكلفة الثابت أكثر من المتحرك.

ويتأثر سعر التقويم بحالة أسنان المريض، قد يكون عدم التوازن فى الفك، تقوسات الأسنان، وتجاوز الفكين أمثلة على مشاكل معقدة تزيد من سعر التقويم.

يعتمد سعر التقويم أيضاً على المدة المتوقعة للانتهاء من العلاج، بعض الحالات تحتاج إلى مدة أطول ـفضلاً عن التقنيات المختلفة التى يستعملها الطبيب فى تركيب وصناعة تقويم الأسنان تلعب دوراً أساسياً فى تحديد السعر، بالإضافة إلى مكان العيادة، فإذا كانت فى منطقة شعبية فيختلف سعرها عن عيادة فى منطقة يسكنها طبقة عالية فى المجتمع كالتجمع والرحاب.

كما أن الحالة المرضية يتوقف عليها السعر لتحديد عما إذا كان المريض يحتاج تركيب تقويم فى الفك العلوى فقط أو الفك السفلى فقط أو الفكين معاً وهذا يساعد فى اختلاف تكلفة التقويم، بالإضافة إلى تكلفة الفحوصات والتخدير والإشاعات التى تتطلب قبل إجراء تقويم الأسنان.

وتراوح سعر تقويم الأسنان التقليدى ما بين 10000 وحتى 28 ألف جنيه، وتقويم الشفاف تراوح أسعاره ما بين 3 آلاف حتى 33 ألف جنيه.

وكان متوسط تركيب تقويم الأسنان المتحرك ما بين 1500 وحتى 3 آلاف جنيه، بينما وصل بدأ سعر تقويم الأسنان السيراميكى من عشرة آلاف جنيه وحتى 33 ألف جنيه، وتركيبة التقويم المعدنى يصل سعره نحو من 4 حتى 16 ألف جنيه فى المتوسط، أما جلسات الضبط اليدوية للتقويم للفك تتراوح ما بين 10 آلاف جنيه وحتى 33 ألف جنيه مصرى.

بداية الأزمة وحكايتها

الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية بالقاهرة، علق على الأزمة وقت ذورتها وقال إن المصنع الوحيد المنتج لبنج الأسنان، هو مصنع الإسكندرية، وكنا نستورد نحو 60 % من بنج الأسنان من الخارج والأمور كانت مستقرة، والطاقة الإنتاجية للمصنع نحو 20%، وتم رفع الطاقة الإنتاجية للمصنع وصنع مخزون يكفى لـ6 أشهر، وعندما بدأ المخزون فى التناقص بدأت الناس فى تجميعه وبيعه فى السوق السوداء ثم اختفى.

وأضاف: بعد الأزمة الأوكرانية الروسية، اتجهت الشركات الأجنبية لتقليل التوريد والإنتاج الخاص بها، وبالتالى أصبحت هناك مشكلة فى الكمية الواردة، علاوة على أن مصنع الإسكندرية كان متوقفاً للتطوير، وظهر مصنع جديد من القطاع الخاص، ووضعت هيئة الدواء عندما شرع المصنع فى الإنتاج ضوابط بشأن صرف البنج ولمحاربة السوق السوداء ومتابعة الإنتاج، وبعد ذلك بدأ مصنع الإسكندرية فى العمل من جديد.

وتابع: شغلت هيئة الدواء المصنعين على مدار 24 ساعة، وفتحت الاستيراد من أى مكان فى العالم، ووصل حينها الإنتاج المصرى إلى نسبة 60% استحواذ، و40% استيراد.

وأوضح رئيس الشعبة أنه حدثت انفراجة كبيرة، وبدأت هيئة الدواء فى تنظيم عملية التوزيع، التى تعد أساس الأزمة، ووصول سعر العلبة إلى 1400 جنيه فى السوق السوداء، وذلك لأن الدواء يورد إلى الصيدليات، ويسحب التجار كميات كبيرة لبيعها فى السوق السوداء.

وتابع: بنج الأسنان كان يباع فى الصيدليات ليشتريه أطباء الأسنان، لأنه لا يورد لهم بشكل خاص لأن الأطباء ليسوا شركات أو مكاناً مؤهلاً لاستلام البضاعة، وعندما حدثت الأزمة تم استبعاد الصيدليات، وبدأت هيئة الدواء فى تسليمه لهيئة الشراء الموحد لنقابة أطباء الأسنان، والنقابة توزع على الأطباء بكارنيه النقابة وأصبحت الدائرة مقفولة.

الدكتور حسام إياد، أخصائى زراعة وتقويم وجراحة الفم والأسنان، يقول إن المستلزمات الطبية والأدوات المستخدمة فى علاج الأسنان تعتبر من أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع تكلفة علاج الأسنان.

ولفت أخصائى زراعة وتقويم وجراحة الفم والأسنان، فى تصريحات له إلى أن ارتفاع سعر الدولار يعد أيضاً من أكبر أسباب ارتفاع تكلفة العلاج، موضحاً أن ارتفاع سعر الدولار بشكل عام أحدث فجوة كبيرة بين الأسعار، مؤكداً أن الأطباء يريدون مواكبة الدولار، نظراً لأن قيمة العملة قد قلت مقارنة بقيمة الدولار.

وأضاف: نحن نتعامل مع الإمدادات التى تأتى من الخارج والتصدير وهذا ما يتطلب التعامل بالدولار، لذلك يقوم الطبيب يرفع السعر لكى يستطيع شراء الأدوات والمواد دون أن يتضرر مادياً.

حياة كريمة

الدكتور هشام عبدالحكم، عميد كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة، أكد أن الكلية اتفقت مع مؤسسة حياة كريمة لدعم الأماكن الأكثر احتياجاً بالخدمات الطبية بقوافل طبية فى علاج الأسنان عبر عيادات متنقلة.

وأشار عبدالحكم إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه اهتمام كبير بصحة المصريين باعتبارها أمناً قومياً، قائلاً: توغلنا فى مشروعات حياة كريمة من خلال خروج قافلة بشكل أسبوعى فى المناطق، مع علاج نحو 70 ألف مواطن شهرياً فى مستشفى الجامعة.

وأكد زيادة خدمات العلاج من «الحشو، علاج اللثة، الخلع، علاج العصب»، نافياً وجود قوائم انتظار فى هذا المجال.

واستطرد: كلية طب الأسنان تدشن مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الفم بشكل مجانى تماماً، مع توزيع الأدوية بشكل مجانى أيضاً، الممثلة فى فرش الأسنان والمضمضة وغيرها عبر التوافق والتنسيق مع شركات الأدوية.