رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيشى يا بلدى

للمرة الثانية قدر الله لنا أن نرى بأعيننا تحطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر والتى سعى الكيان الإسرائيلى لترسيخها عن جيشه.

المرة الأولى منذ خمسين عامًا عندما حطم الجيش المصرى هذه البطولة الزائفة يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، وتمكن خير أجناد الأرض خلال ٦ ساعات من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، وتدمير مواقع الجيش الإسرائيلى وإنهاء أسطورة الجيش الذى لا يقهر.

المرة الثانية كانت يوم ٧ أكتوبر الماضى عندما قامت حماس بمعجزة عسكرية ونجحت خلال ثلاث ساعات فقط فى تدمير فرقة غلاف غزة أقوى فرقة فى الجيش الإسرائيلى وأسر قادتها فى عملية أطلق عليها «طوفان الأقصى» أعقبها الهجوم على 10 نقاط عسكرية أخرى، والذى بررته حماس بأنه جاء ردًا على الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى القدس والضفة الغربية وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة والقضاء على حلم المستوطنات حول غلاف غزة.

الهجوم الذى نفذته حماس بإتقان شديد يوم ٧ أكتوبر كان ضربة قاسمة للجيش الذى لا يقهر ووصمة عار للأجهزة الأمنية فى إسرائيل التى أخفقت فى قراءة المشهد الأمنى وتحليل البيانات، وهو ما سمح فى النهاية لتنفيذ حركة حماس هجومها المفاجئ.

نفس الخطأ الذى ارتكبته إسرائيل منذ خمسين عامًا عندما أقامت خط بارليف على طول ضفة شرق قناة السويس بعد حرب 67 بهدف منع الجيش المصرى من عبور قناة السويس ووصفته بأنه أقوى خط دفاعى فى التاريخ ولا يمكن تدميره، عادت وكررته عندما أقامت الجدار الحديدى عالى التقنية الذى يفصل أراضيها عن قطاع غزة وأشاعت أنه حاجز أسطورى غير قابل للاختراق، فهو مجهز بالأسلاك الشائكة والكاميرات وأجهزة الاستشعار ومحصن بقاعدة خرسانية ضد الأنفاق والمدافع الرشاشة.

لكن هذه الأسطورة تحطمت أيضاً عندما بدأت عناصر كتائب عزالدين القسام الجناح العسكرى لحركة «حماس» عمليتها المعقدة لاختراق «الجدار الحديدي» الإسرائيلى حول قطاع غزة وفى مواقع متعددة.

وجاء الهجوم غير المسبوق الذى وقع صباح ٧ أكتوبر تحت غطاء وابل من الصواريخ الموجهة نحو إسرائيل ونيران القناصة ومتفجرات ألقتها طائرات مسيرة، بينما اخترقت الجرافات السياج المزدوج الذى يبلغ ارتفاعه ستة أمتار وأحدثت به فجوات تدفق من خلالها أكثر من 1500 مقاتل على متن شاحنات صغيرة ودراجات نارية، وتبعهم آخرون باستخدام طائرات شراعية وزوارق سريعة، ليشنوا هجمات بأسلحة نارية أودت بحياة المئات من الإسرائيليين.

هذا الانهيار الثانى لأسطورة الجيش الذى لا يقهر دفع الجنرال الإسرائيلى المتقاعد ياكوف عميدرور، مستشار الأمن القومى السابق إلى اتهام أنظمة المخابرات والجهاز العسكرى الإسرائيلى بالفشل.

وهو أيضاً ما أكدته شهادات جنود إسرائيليين كانوا منتشرين على طول الحدود بانهم عاشوا رعب الساعات الأولى للهجوم الذى قتلت خلاله عناصر حماس أو أسرت إسرائيليين، ودمرت أواستولت على دبابات وغيرها من المعدات العسكرية.

وفى شهادة أخرى نشرت على إنستجرام، قالت جندية إسرائيلية إن الهجوم المفاجئ لحماس لم أتخيله فى أسوأ الكوابيس.

وأمام هذه الهزيمة المنكرة للجيش الذى لا يقهر والتى تعالت معها صيحات الغضب فى الشارع الإسرائيلى حاولت حكومة الاحتلال استعادة هيبة جيشها فلجأت إلى استخدام كافة الأساليب الإجرامية والأسلحة المحرمة دوليًا لإبادة الشعب الفلسطينى فى غزة، وبدأت سلسلة من عمليات القتل والتنكيل والتهجير والتدمير للمبانى السكنية على رؤوس الفلسطينيين وقصف للعمارات والأبراج، فى هيستريا واضحة لم تسلم منها المستشفيات والمساجد والكنائس ومخيمات النازحين وقوافل الجرحى والفارين من جحيم القذائف المدفعية والصاروخية، كما طالت هذه الجرائم المراسلين الصحفيين والطواقم الطبية والإسعاف.

وما يؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلى فقد عقله واختل توازنه وأنه يعيش حالة من الرعب والفشل فى مواجهة حماس أن جنوده قاموا بقتل ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين فى غزة بالخطأ رغم أن الأسرى كانوا يلوّحون لهم بالرايات البيضاء لإنقاذهم!