عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحافة الموبايل والذكاء الاصطناعى عنوان جديد ومثير لملتقى مهم أقامته الأكاديمية العربية وكلية اللغة والإعلام بالتعاون مع وزارة التضامن برعاية لأحد الشركات المهتمة بهذا المجال الإعلامى التقنى وتأتى أهمية هذا الملتقى العلمى من كونه يجمع بين العاملين فى مجال الإعلام والتكنولوجيا وبين الأكاديميين المتخصصين وحضور الجمهور المستهدف إلا وهو الشباب والجيل القادم وأثيرت عدة قضايا تتعلق بالخبر ودور الموبايل فى نقل الصورة والاستخدمات التقنية للذكاء الاصطناعى التى قد تخدع وتكذب وتنشر معلومات أو صورة خادعة وكيفية التعامل مع تلك الأخبار والصور الكاذبة من خلال تطبيقات تقنية، كما عرض البعض لأهمية وضرورة دراسة أخلاقيات الإعلام الجديد وإصدار قوانين رادعة حاسمة تتعامل مع كل ما يضر بالمجتمعات والدول عبر تلك التقنيات الحديثة وإصدار كود أخلاقى يتناسب مع ثقافة وقيم مجتمعاتنا العربية...

ولكن تبقى المشكلة الرئيسية ألا وهى فى خضم ماحدث بغزة، وتلك الحرب الوحشية والإبادة الجماعية التى تقوم بها أمريكا مع الكيان المحتل الغاصب وبمباركة من الغرب المستعمر وذلك الخذلان والصمت العربى.. نجد أن جميع التطبيقات والتقنيات والمنصات الحديثة، هى جزء من ذلك الاستعمار الأمريكى الغربى اقتصاديًا وسياسيًا، وأن هذا الاستعمار التقنى الجديد استطاع أن يسيطر على المحتوى والمضمون وكل ما يقدم ويعرض عبر جميع المنصات الحديثة، فإذا كانت المنصات الفضائية قد تدخلت فى نسيج المجتمعات العربية ونشرت وعرضت أعمالًا للأطفال والكبار، ودست ذلك السم فى عسل الترفيه والمتعة والفن بأسماء مدعية عن الحرية والديمقراطية والمدنية من أفلام ومسلسلات وكرتون وألعاب ومعظمها رسائل ضمنية للقوة والعنف والجنس والمثلية وهدم قيم الأسرة والدعوة إلى الاستقلالية والخروج عن المألوف وعن العادات والتقاليد التى هى بالية كما يدعون، واستطاعت تلك الأعمال أن تكون سلوكًا ونمطًا فى الحياة يتشبه بالغرب ويعتبره الملاذ والملجأ والنموذج الحى للحريات والديمقراطية والجنة الموعودة للحضارة والتقدم، ثم فوجئ الشباب والجيل الجديد بأننا مجرد أرقام فى منظومة خوارزميات سياسية واقتصادية وتقنية يتحكمون فيها من مجلس أعلى يحكم ويسيطر ويستعمر الشعوب.. فوجئ الجيل الجديد أن كل شبكات التواصل باختلافها لا تتبع معايير الغرب وحضارته وتقدمه المزعوم ولا ما يسمى بالحرية والمساواة والإخاء وإنما هذا المحتوى والمضمون يتحكم فيه من يملك التقنية والتطبيق، وكذلك من يعلن ويحول ويجمع المليارات والدولارات من خلال الإعلانات وما يتبعها.

نحتاج إلى منصات عربية وتطبيقات وتقنيات غير مملوكة لهذا الغرب الاستعمارى، كما علينا أن نعد كليات وأقسام اللغات والإعلام والحاسبات فى مشروعات قومية محلية وعربية لكتابة محتوى صادق نسجل من خلاله تاريخنا وحضارتنا وحياتنا ماضينا وحضارنا، ونعبر أيضاً عن جوهر المجتمع المصرى والعربى وفى ذات الوقت نعرض وننشر محتوى فنى وإخبارى ومعلوماتى وثقافى وسياسى اقتصادى يعكس ويصور طبيعة المجتمع وليس مجرد تقليد ومحاكاة للاستعمار الغربى لغويًا وثقافيًا وسياسيًا.. حتى اليوم نردد ذات المصطلحات الغربية عن الإرهاب على سبيل المثال فمن هو الإرهابى ومن هو المتحضر؟ هل من يقتل آلاف المئات من الأبرياء أمام أعين كل المنظمات الدولية لا يسمى إرهابيًا، بينما من يقاوم ويصمد ويدافع هو الإرهابى؟ ندرس ونبحث ونردد كل أكاذيبهم لأننا نستخدم ونستعمل كل منتجاتهم الإستهلاكية والعلمية والتقنية.. دعوة إلى التحرر من الاستعمار الجديد.