رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

تظل مخططات إسرائيل لتهجير سكان غزة، محل رعاية واهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، التى لا تضيع الوقت، فى سبيل الالتفاف على الموقف العربى عامة، والمصرى- الأردنى خاصة، برفض خروج أى فلسطينى من أرضه، سواء قسرياً أو طوعياً، وتنشغل أكثر من إسرائيل نفسها، بوضع التصورات التى تظنها طريقاً لتفريغ غزة، وكأنها جغرافيا أمريكية، طالما كانت مشمولة بمغريات مالية ضخمة، تتوهم الإدارة الأمريكية، أنها قد تقلب الموقف العربى، فى اتجاه قبول الهجرة الممولة، تحت غطاء حرية الفلسطينيين فى اللجوء، إما لدول فى الجوار أو حول العالم، ومن ثم تكون حققت رغبة الدولة العبرية، فى تصفية القضية الفلسطينية.

** فى ظاهر رفض الرئيس جو بايدن، إجبار الفلسطينيين على الرحيل إلى مصر، وكأنه رحمة بسكان قطاع غزة، وأيضاً كما لو بدا دعماً للموقف المصرى، الذى قطع بأن التهجير إلى سيناء «خط أحمر»، فى حين تتنقل إدارته- فى ذات الوقت- حول المفاضلة بين سيناريوهات، فى معظمها مقايضات من التهجير الإجبارى إلى التهجير الطوعى، وكأن الأمريكيين لا يفهمون لغة العرب، أو يغالون فى «الاستعباط»، وهم يقررون من جانب واحد، بالتنسيق مع «تل أبيب» طبعاً، ما سوف يكون عليه مستقبل القطاع بعد الحرب، من دون أى حساب للمجموعة العربية، ولا حتى لأصحاب الأرض، ولو على مسار التشاور وجس النبض.

** ما تخطط له إدارة «بايدن»، أو قل ما سوف يتبناه «بايدن» بعد الحرب، نحو رسم شكل الحكم فى قطاع غزة، أن يتوسع البيت الأبيض، فى خطوات دعم سلطة فلسطينية جديدة، يمكن أن تسيطر على القطاع، ويتحدث مسئولون أمريكيون، عن أنه أحد الخيارات السيئة، التى يرفضها رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، متجاوزاً القلق الأمريكى، من مخاوف المرحلة الانتقالية ما بعد الحرب، ومسألة تحديات الاستقرار فى القطاع، على ضوء عدم رغبة الدول العربية، فى إرسال قوات إلى غزة، أو قبول فكرة نشر قوات أممية هناك، التى ترفضها إسرائيل أيضاً، فى إطار ما تقول إن هدفها تدمير «حماس» نهائياً، وتفريغ قطاع غزة من سكانه.

** على نفس الجانب، واحدة من بين مبادرات عديدة- إسرائيلية وأمريكية- تتحدث عن التهجير الطوعى وليس بالإكراه، وهو ما يوفر دليلاً قطعياً، للرغبة الأمريكية فى تفريغ غزة، مقابل ما تقترحه مبادرة عضو مجلس النواب الأمريكى، جوى ويلسون، التى تطلب من حكومة «واشنطن»، أن تربط مساعاتها إلى كل من مصر وتركيا واليمن، بقبول سكان غزة على أراضيها، وذهبت المبادرة إلى تهجير مليون إلى مصر، ونصف مليون إلى تركيا، و250 ألفاً إلى اليمن، وعلى المستوى الرسمى الأوسع، يجتهد الكونجرس الأمريكى، فى نفس الاتجاه، لإعداد خطة جديدة إضافية، تربط بين تقديم المساعدات المالية لدول عربية، مقابل استقبال لاجئين من غزة.

** وهكذا.. ما من حدود لسقف التفاهمات الإسرائيلية- الأمريكية، فيما يتعلق بطرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، حتى يتحقق الهوس اليهودى بدولة الميعاد، الذى يظل مجرد هلاوس خيالية، حان لها أن تتبخر، مع سقوط مشاريع «واشنطن» و«تل أبيب»، ما يتعلق منها بـ«اتفاقيات إبراهيم» وصفقات القرن، وما قيل إنه «قطار بايدن»، الذى كان يستهدف كلاً من مصر والصين اقتصادياً، وشق الصف العربى بسبب مشاركته الإمارات والسعودية.. ليس هناك من وقت، أن يعلو الصوت العربى، ويدير القضية الفلسطينية دولياً، ويقرر هو مستقبل غزة والمنطقة العربية، حتى تكف أمريكا وإسرائيل عن هذا الدور، وهو ما يجب أن تكون عليه المواقف العربية.. من الآن.

 

[email protected]