رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا كان القلم هو رصاص حي وباقٍ فإن الصورة عابرة للحدود وموثقة للذاكرة العادلة في عصر فقدت فيه الإنسانية معايير الحق والخير والصدق والشرف والحياة، أو في قول أكثر صدقاً فقدت فيه الإنسانية فحواها ومحتواها وصرنا جميعاً أسرى قوى كبرى تتحكم وتسيطر على البشر في كوكب على وشك الانقراض والانهيار والزوال ألا وهو كوكب الأرض.

تنظر إلى السماء فتشعر بأن هناك معركة دائرة مثل معارك الآلهة وأدخنة متصاعدة وألسنة لهب متشابكة بين قوى الشر وآلهة الدمار الذين أصدرنا الأمر لوكلائهم من شياطين الإنس والجن ومنحوهم قوتهم وآثامهم ليدمروا البيوت الأمنة ويقطعوا أوصال الأسر الملتفة حول رغيف خبز ساخن وكوب ماء بارد وأن ينزعوا الأجنة من أرحام الأمهات الحبلى ويمنعوا الهواء عن الرضع الذين بقرت بطون أمهاتهم وأن يسكبوا النيران في جوف الأباء والأجداد يحرمونهم من روح الروح أبناء وبنات وأن يفطروا قلوب الأمهات وقد فقدن الضنا ونور العين، ولا ينسون في حربهم الشيطانية أن تكون دماء الصغار هي التي تروي عطشهم وتمدهم بوقود تلك الحرب المستعرة في سماء الكون بين الشر وأعوانه وشياطينه وبين الحق وملائكة الخير والرحمة.

الإعلام الجديد والتقنيات الحديثة والمنصات الفضائية استطاعت أن تعبر وتسجل وتصور وتجعلنا نعيش تلك الحرب المستعمرة، وصارت الصور والفيديوهات المسجلة بالصوت والصورة واللون والرائحة المعبأة بالموت والخوف والدمار تنتقل إلى كل بقاع الكون والأرض فندرك أننا ضعفاء غير قادرين على الفعل وعلى التحرك وأن كل ما نقوم به هو البكاء والعويل والصراخ والتنديد والشجب والرفض.. بعد أن سقط القناع الزائف عن المدنية والحضارة والمنظمات الدولية القانون الدولي وعن معتقدات مثل العروبة ووحدة الدين واللغة حتى وحدة الإنسانية والمشاعر البشرية التي تجمع هذا الجنس المنقرض الذي يسمى بشراً.. جميعها أثبتت عجزها وفشلها أمام قوة الشر وآلهة الدمار.. ومع كل هذا فإن السلاح الفتاك الذي هز عرش تلك الآلهة الشيطانية ووكلائها من أنس وجن هو ذلك الإعلام الجديد.. ليس بالكلمة وليس المقال وليس بالخبر في جريدة أو مجلة وإنما لحظات يصور فيها المراسل أو الصحفي أو حتى الطفل الصغير أو الشاب أو الفتاة ما يجري .. تفاصيل صغيرة متراكمة وتعليقات ومنصات تنشر وتترجم إلى لغات متعددة الكل يرى ويشاهد ويتابع ويتعايش ويثور ويرفض وتتحول السماء إلى معركة مضادة أشتبك فيها الإعلام الفضائى معركة تشارك فيها بشر مازالوا يحملون جينات ذلك الجنس المنقرض يحاربون حرباً إنسانية بعد أن عجزت أجهزة دولهم ومنظماتهم وقوانينهم الوضعية الدولية المحلية في الفعل وفي وقف آلهة البشر عن إستكمال تدمير للبشرية والإنسانية.. الإعلام الشعبي الجديد فيس بوك.. تيك توك.. إنستجرام.. X أو تويتر بث مباشر على الفضائيات.. يوتيوب.. تليجرام إعلام مختلف.. بلوجر – إنفلونسر.. صحفي – مراسل – يوتيوبر.. مسميات جديدة تختلف عن الصحفي الإعلامي والمذيع.. أدوات إعلامية -رقمية -لغوية لغة صورة.. ولغة تعبير.. ولغة أداء ولغة بث.. ولغة نقل... ولغة قادرة على الجذب والتغير …هذا هو الإعلام وقد صار سلاحاً في حرب كونية دمرت الحضارة والتقدم وعلى وشك القضاء على الجنس البشرى.