رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سأتحدث اليكم اليوم عن شخص نراه كل يوم ومن كثرة ما نراه ليلا ونهارا أصبحنا لا نشعر بأهميته إلا إذا غاب عنا يومًا، أتحدث إليكم عن عامل النظافة الذى سخره لنا المولى عز وجل كى يقوم بهذا العمل الشاق والذى لا يستطيع أحد منا القيام به.

عامل النظافة حاضر فى كل مكان، لكننا بالكاد نراه، لا أحد ينتبه إليه، على الرغم من أن لا حى يخلو من وجوده، شوارع المدن وأزقتها عنوانه الذى يفنى فيها زهرة عمره بدون مظلة تحميه من لهيب الشمس وبرد الشتاء القارص.

يُعتبر عامل النظافة من الأفاضل فهو يقوم بخدمة ﻻ يمكن ان يُوفى حقها رغم الظلم المسلط عليه فى أجور العمل وعدم ضمان حقوقه وكذا عدم الاهتمام به صحياً، لكم أن تتخيلوا حياتنا بدون هذا الفارس الذى يصحو من نومه فى السادسة صباحًا والناس نيام ليؤدى عمله قبل خروج الناس للشوارع فنخرج نحن لنرى شوارعنا نظيفة ولا تؤذى القمامة أعيننا ولا جوارحنا.

هناك العديد من البشر لا يدركون حجم المخاطر التى يتعرض لها عامل النظافة، والأمراض التى يتعرض لها من بكتيريا وسموم، إن جهلنا بهذه المخاطر هو السبب الرئيسى لعدم تفهمنا عملهم، فعمال النظافة مجهولون، يبذلون أعمارهم وأوقاتهم بأجور قليلة، بعيدًا عن عدم تعاون المجتمع معهم، والنظرة الفقيرة التى تلحق بهم من قِبل الناس، مما جعل مهنة النظافة عملا يخشاه بعضهم والبعض الآخر يمارسه على استحياء خوفاً من كلام الناس ونظرتهم، إن أغلب هؤلاء الابطال يتعرضون للموت البطىء يوميا بسبب ما يتعرضون له من إصابات من الزجاج الموجود بالقمامة أو من السرنجات الملوثة بالدماء، فهم معرضون للإصابة بمرض السل أو بأمراض أشد خطورة من السل.

كل هذه المخاطر التى ذكرناها يتقاضى العامل من أجلها بضعة جنيهات لا تثمن ولا تغنى من جوع، دون حفظ حقه اذا اصابه اى مرض، لأن معظم هؤلاء يعملون دون تثبيت اى دون عقد عمل ثابت يحميهم من الطرد من العمل او يحميهم عندما يعجزون عن العمل لمرض او لشيخوخة، الظلم الذى يقع على عاتق عامل النظافة لعدم تقديره ماديا وأدبيا جعله يتسول أثناء أداء عمله، فانتشرت ظاهرة التسول بالمقشة على الأرصفة وفى الطرقات العامة هذه الظاهرة التى لا يمكن أن نلوم عليها عامل النظافة بمفرده ولكن الظلم والتضييق وتدنى الراتب هو من دفعه لذلك.

كل هذا وذاك يجعلنى أطالب الحكومة متمثلة فى وزارة التنمية المحلية بتقنين أوضاع عمال النظافة وتثبيتهم برواتب تليق بهم وبعملهم ومخاطره، وأعتقد أن بزيادة مرتبات هذه الشريحة لن تحدث الفجوة العميقة فى ميزانية الدولة،  الميزانية التى تسمح بأشياء أخرى لبعض مستشارى الدولة وبعض المحاسيب الذين لن تقف الدنيا من عدم وجودهم فى حياتنا، أيها القائمون على الأمر التفوا حول تلك الفئة المهمشة وأحسنوا اليهم ماديًا وصحيا واجتماعيا وغيروا من نظرتكم اليهم، لأنهم عمود من أعمدة الدولة ومظهر من مظاهر تحضرها، فبدونهم نصبح دولة متخلفة دولة تحاصرها الأمراض من كل اتجاه، أيها القائمون على القانون ليس من المعقول أن تعطوا الحقوق كاملة لمن يجلسون فى التكييفات على الكراسى الجلد الفاخرة وتمنعونها عن من تلهب الشمس وجوههم فى الصيف وينهش البرد عظامهم فى الشتاء، ليس من المعقول أن نؤّمن على من هو فى مأمن ونترك من ليس له مأمن ولا مأوى، ليس من العدالة المجتمعية أن نساند القوى ونترك الضعيف.

استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله.