رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إطلالة

أيقنت إسرائيل خلال هذه الحرب كم هى ضعيفة ولا تستطيع المقاومة، بالرغم من الأسلحة الحديثة والغزيرة التى تمتلكها، التى تمدها بها الولايات المتحدة الأمريكية، لاستخدامها ضد الفلسطينيين العزل من السلاح، ومع كل هذا تقف المقاومة الفلسطينية بصلابة وشجاعة أمام كل ذلك. إسرائيل تعانى مشكلة كبيرة ألا وهى ضعف جيشها الجبان والذى ظهر عندما هرب 750 ألف صهيونى من إسرائيل خوفاً على أنفسهم من المقاومة الفلسطينية. 

الصبى الفلسطينى الذى لم يبلغ من العمر 12 عاماً لديه من القوة والشجاعة والإرادة ما ليس بقائد من القيادات الإسرائيلية، فى حين أن إسرائيل تحاول غرس العنف والكره والضغينة داخل قلوبهم تجاه العرب منذ طفولتهم حتى يحصلوا فى النهاية على شباب قوى يستطيع الوقوف والصمود أمام قوة وشجاعة العرب. وقد ظهر جبن الجيش الإسرائيلى وتراجعه أكثر من مرة خلال هذه الحرب كان آخرها عندما حاولوا الدخول عبر البحر من منطقة رفح إلى داخل غزة، وعندما تصدت إليهم المقاومة الفلسطينية، اضطر الجيش الإسرائيلى إلى استدعاء سلاح الطيران وعودتهم تاركين خلفهم كمية كبيرة من الذخائر. 

تعلم أمريكا جيداً مدى ضعف الجيش الإسرائيلى، وعدم قدرته على تحمل المسئولية، فى الوقت الذى تضغط فيه أمريكا على قواتها للدفاع عن إسرائيل مما يضعها فى موقف مخجل أمام جيشها التى تدفع به للحرب، فى حين أن أصحاب المصلحة أنفسهم يتخاذلون عن الوصول لتحقيق هدفهم.

وشنَّ العديد من الخبراء والمحلّلين العسكريين الإسرائيليين هجومًا شديدًا على قادة «إسرائيل» واتّهموهم بإهداء للمقاومة الفلسطينية نصراَ بسبب فشلهم فى إدارة ملف الحرب، وعدم تمكّنهم من وقف صواريخ المقاومة التى طالت العديد من المدن الإسرائيلية، إضافة لإخفاقهم فى تدمير الأنفاق فى قطاع غزة.

حيث قال الخبير الاستراتيجى يوآف شارونى، تحت عنوان «هزيمة جيشنا المدلل العزيز»: «نحن أكثر جيش فى العالم ينفق المليارات على حماية جنوده، محولين إياهم إلى اتكالين على النظم الحديثة، التى يتفوق عليها العقل البشرى».  وأنّ الجيش شهد مجموعة من الظواهر المخزية فى الآونة الأخيرة، تتسبب فى كارثة فى نهاية المطاف مثل السماح للشواذ بالخدمة فى الوحدات القتالية والكتائب المختلطة بين المجندين والمجندات بالإضافة إلى الحفلات والترفيه والرحلات وقضايا الفساد والاختلاسات. وأصبح الجيش الإسرائيلى من أشد جيوش العالم نعومة وتراخيًا وجبناً، فبدلًا من اعتماده على صلابة المقاتل، أصبح يعتمد على صلابة تصفيح الدبابة. 

فهذه هى حقيقة الجيش الإسرائيلى التى يعلمها الجميع وهم أنفسهم يدركونها جيداً، ويعلمون مدى صغر حجمهم بالمقارنة مع العرب، وهذا سبب الصراع الداخلى الموجود بإسرائيل الآن والذى يرفض هذه الحرب رفضاً باتاً، فهم على يقين أن النصر سيكون لأصحاب الحق وستعود الأراضى الفلسطينية إلى شعبها فى النهاية مهما استمرت الحرب، فالنصر للرجال وليس لأسلحة.