عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

هل تنجح القمة العربية الطارئة في وقف مخطط إسرائيل؟

زعيم حزب الليكود يقود حملة لنقل سكان غزة إلى مصر.. و"الجامعة" ترفض تصفية القضية

بوابة الوفد الإلكترونية

 غزة، واحة الصمود والثبات، تنزف بألم وتصارع الآلام، تمتزج أصوات الزغاريد مع أنهار من الدموع لتودع آلافًا من الشهداء، تقف الجامعة العربية ترفع الصوت، تنادي لتجمع العرب تطالب بالعدل والقانون الدولي، وبقوة تقف ضد إسرائيل ومؤامراتها الجائفة، لتمنع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم الطاهرة، وتندد بجرائم الاحتلال في المحافل الإقليمية والدولية، وتستمر في الضغط الدبلوماسي لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وتستعد لقمة عربية طارئة خلال أيام لبحث الوضع في غزة.

المخطط الصهيوني:

 بينما يقود أمير وتيمان، زعيم الليبراليين في حزب الليكود، الذي يترأسه نتنياهو، حملة في وسائل الإعلام الأجنبية، تدعو لنقل سكان غزة إلى مصر، إذ يقترح تقديم مغريات مالية واقتصادية وسياسية لمصر، وقال في إحدى مداخلاته لقناة فرنسية: "لا يجب توطين أهل غزة في صحراء سيناء لان ذلك سيكون بمثابة كارثة أمنية لمصر وإسرائيل، بل يجب توطينهم في مصر نفسها وخاصة في غرب قناة السويس، ودمجهم مع الشعب المصري بشكل كامل، مقابل ذلك تحصل مصر على الكثير من الأموال ومزايا سياسية واقتصادية وأمنية، بما في ذلك الغاز والكثير من المزايا والمكاتب".

 

وأضاف ويتمان في تصريحاته التليفزيونية التي تفضح مخطط اسرائيل الخبيث: "  لذلك كان علينا تهيئة الظروف اللازمة لعرض هذه الوضعية،  حتي ينتهي بهم الأمر فعليا الي إيجاد أنفسهم مجبرين على قبول هذه الوضعية ، حتي واذا كانت لا تعجبهم ، ونضع مصر أمام الأمر الواقع لتستقبل الفلسطينيين مقابل المكاسب الاقتصادية والسياسية وتوفسر العملة الصعبة"

 

وفي 17 أكتوبر، نشر المركز البحثي الاسرائيلي  «معهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية»، ورقة بحثية لويتمان  تكشف عن أدق التفاصيل للخطة الإسرائيلية المرتقبة لتهجير كافة سكان قطاع غزة إلى  مصر.تحت عنوان" خطة التوطين والتأهيل النهائي في مصر لجميع سكان غزة: الجوانب الاقتصادية" ، وتشمل الدراسة عدة نقاط رئيسية تعتمد عليها إسرائيل ومن هذه النقاط هي استغلال أزمة مصر الاقتصادية بتهجير هؤلاء الفلسطينيين إلى سيناء مقابل "امتيازات مادية ضخمة".

 

وتحث الدراسة الحكومة الإسرائيلية على الاستفادة من الفرصة الفريدة والنادرة لإخلاء قطاع غزة بأكمله وإعادة توطين الفلسطينيين في مصر ، و كشفت الدراسة أن إسرائيل ستستغل أرض غزة بعد تفريغها من سكانها للاستثمار فيها من خلال بناء مستوطنات ومجمعات سكنية عالية الجودة للإسرائيليين ما سيعطي زخما هائلا للاستيطان في النقب.

 

وفي يوم ١٣ أكتوبر ظهرت وثيقة مسرّبة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية ، لتؤكد على هذه الخطة الشيطانية، وتوصي بإعادة توطين الفلسطينيين من غزة قسراً في شمال سيناء، وبناء منطقة عازلة على طول الحدود الإسرائيلية لمنع عودتهم لوطنهم مرة اخري ، بل توفير لهم العمل في استصلاح الأراضي الصحراوية بسيناء لتوفير لهم الأمن الاقتصاد مما يجعلها مرتبطين بالمكان ولا يفكرون في العودة لفلسطين 

 

الجامعة العربية تستعد:

 بدون كلل أو ملل تحاول الجامعة العربية أن تجمع الدول العربية وتوحد الصفوف للدفاع عن حق الفلسطينيين، وتستعد لعقد قمة عربية طارئة في الرياض في 11 نوفمبر، لبحث الوضع في قطاع غزة، بعدما وقفت مصر والأردن بشكل صارم وقوي ضد التهجير القسري للفلسطينيين، متمسكة بحق الفلسطينيين في أرضهم رافضة تصفيه القضية الفلسطينية.

 

‏ من جانبه أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أن معركة التهجير القصري للفلسطينيين ستكون معركة طويلة وتحتاج إلى تضامن عربي مكثف لإحباط المخططات الشريرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني والدول العربية، وذلك وفقا لتدوينته على حسابه الرسمي على موقع اكس بعد قصف إسرائيل لمخيم جباليا واسفر عن سقوط المئات من الشهداء والمصابين، وحمل أبو الغيط المجتمع الدولي مسئوليه عن هذه الدماء التي تسيل يوميا ، مطالبا بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل فوري ووقف الحرب.

 

 وهناك 4 أولويات تهدف لها القمة العربية وهي: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إدخال المساعدات على المحاصَرين في قطاع غزة، إفشال مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، ونزع كل أسباب التوتر والصراع  في المنطقة بحل الدولتين.

 

 ويستثمر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خبراته السابقة في العمل الدبلوماسي وخاصة عمله  لسنوات بالأمم المتحدة، للضغط على المجتمع الدولي لتبني القضية الفلسطينية وحماية  الفلسطيني من الهجوم الغير مسبوق من قوة الاحتلال الغاشم الإسرائيلي ، واستقبل أبو الغيط خلال الشهر الماضي العديد من وزراء الخارجية الأجانب والدبلوماسيين من بينهم وزير خارجية ألمانيا وتركيا وبلجيكا بمقر الجامعة بالقاهرة، كما سافر لروسيا وواشنطن وذلك  للضغط على إسرائيل دوليا لوقف إطلاق النيران، وتوثيق جرائم القادة الإسرائيليين من انتهاكات وجرائم حرب يومية تستهدف إبادة جماعية لشعب أعزل.

 

وأوضح السفير مهند العكلوك مندوب دولة فلسطين بالجامعة العربية ان عقد القمة العربية الطارئة لبحث سبل مساعدة دولة فلسطين والشعب الفلسطيني لمواجهة التحديات السياسية والانسانية والاقتصادية والاجتماعية ، بالإضافة الي بحث التحرك العربي على المستوى الدولي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية لعام 2002.

 

وقد عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب  دورة غير عادية بمقر الأمانة العامة يوم 11 أكتوبر الجاري ، اعلن فيه دعم الدول العربية اقتصاديا وماليا لفلسطين ، وأدان بشدة الجرائم التي ترتكب في حق المدنيين وارتكاب جرائم همجية بشعة بهدف الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، مطالبا بضرورة وقف الحرب فورا وسرعة تدخل المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل بوقف العدوان واستهداف البنية التحتية والمرافق والخدمات في تحدي صريح لكل الأعراف والقوانين الدولية .

 

وتبذل الجامعة العربية  جهودًا مستمرة لمنع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ،وتعمل الجامعة في هذا القضية منذ زمن ، من خلال استخدام أكثر من  اتجاه منها الجهود الدبلوماسية والتواصل: تستخدم الجامعة العربية قنوات الدبلوماسية والتواصل السياسي للتأكيد على حق الفلسطينيين في العيش في أرضهم ومنع تهجيرهم، تواصل الجامعة مع الجهات العربية والدولية لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وضرورة حماية حقوق الفلسطينيين.

 

كما تقدم الجامعة ايضا الدعم الإنساني والاقتصادي خلال السنوات الماضية على توفير المساعدات الإنسانية والاقتصادية لتحسين ظروف المعيشة في الأراضي الفلسطينية ودعم البنية التحتية والخدمات الأساسية.

 

ومن الناحية القانونية تعمل الجامعة العربية على تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون وتوثيقها لتقديمها لمحكمة العدل الدولية، كما تقوم الجامعة العربية بتعزيز التوعية والتثقيف حول قضية الفلسطينيين وحقوقهم، بتنظم الندوات والمؤتمرات والفعاليات التوعوية لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية وتعزيز الدعم العربي والدولي للفلسطينيين.

 

وتسعى الجامعة العربية إلى تعزيز التنسيق والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والقضية الفلسطينية، لمنع تهجير الفلسطينيين وحماية حقوقهم في أراضيهم، كما تستطيع الجامعة العربية أن تعمل كوسيط بين الفلسطينيين وإسرائيل للتوصل إلى حل سلمي وعادل ، حيث كانت تسعي قبل الاحداث الأخيرة الي تطبيق مبادرة السلام بين الطرفين ، يمكن للجامعة أن تسهم في تنظيم جلسات حوار ومفاوضات بين الأطراف المعنية وتسعى لإحراز تقدم في قضية حقوق الفلسطينيين.

 

ضغوط عربية سياسية:

و بينما تتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، يتطلع العالم لنتائج اجتماع القادة العرب،  ومن جانبها تحاول مصر والدول العربية وبعض الدول الصديقة تقديم الدعم السياسي لفلسطين بجانب الدعم الاجتماعي، وذلك من خلال استثمار علاقتهم بشكل منفرد مع الدول من أجل إيجاد حلول سريعة ووقف التصعيد وحصار الأزمة، لنرى تحول العديد من مواقف الدول الغربية من مؤيد بشكل مطلق لإسرائيل الي محايد، بل هناك بعض الدول خرجت عن صمتها وأعلنت دعمها الكامل لحق الفلسطينيين مثل كوريا الشمالية.

 

 ونري أن تمسك مصر بشكل علني بوقفها الرافض لأي تصفية القضية الفلسطينية ، والتأكيد للمسؤولين الأمريكيين في الزيارات الرسمية  الرفض الحاسم لأي تصفية عنصرية على حساب دول الجوار عبر تهجير السكان في الأراضي المحتلة إلى مصر والأردن، أجبر ذلك أمريكا بان يخرج رئيسها جو بايدن  ليصرح لأول مرة برفض واشنطن تهجير الفلسطينيين.

 

 ومشروع تهجير سكان غزة لم يكن وليد اليوم بل كان هناك العديد من المحاولات سجلها التاريخ لرؤساء مصر، بداية من السادات مرورًا بجمال عبد الناصر ومبارك، وصولاً إليى الرئيس عبدالفتاح السيسي،  والذي تعرض للعديد من الضغوط الإسرائيلية والأمريكية للسماح للفلسطينيين بالإخلاء عبر معبر رفح إلى سيناء، وأن الولايات المتحدة عرضت على القاهرة حوافز اقتصادية في وقت تواجه فيه مصر أزمة ديون حادة، وذلك وفقًا لمركز مالكوم كير العالمي، إلا أن السيسي أكد أن مصر ترفض "تهجير الفلسطينيين قسريًا من أراضيهم".