رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

بعد أن تنتهى «محنة غزة» علينا أن نسأل: ما الذى خسرته فلسطين بالديمقراطية؟ بالانقسام الديمقراطى المقيت؟ البلد الوحيد الذى لايحتاج ديمقراطية هو الخاضع للاحتلال. البلد الوحيد الذى لا يمنحه انقسام شعبه أى ميزة، وإنما يعطيه جحيمًا ونارًا، هو البلد السليب المغتصب. فلسطين لن تتحرر بالديمقراطية ولو مرّ ألف عام.. ولن تتحرر بالأدعية والشعائر ولو حاولت لمئات السنين. الشعائر تنظم علاقات الحياة، لكن الذى يقيمها ويحرر الأرض.. أرضنا وأرض غيرنا.. ليس الشعيرة، ولو كنت مؤمنًا كشيخ حماس أحمد ياسين، أو مصليًا كهنية، أو متعبدًا كالسينوار. تحررها دماغ ابى عبيدة وتخطيطه، ومهارة المقاتلين الفلسطينيين وشجاعتهم. دعوا مالله لله. فى الميدان رفع انصار معاوية القران على أسنة الحراب فخسر أنصار الامام على معركتين: جدل التفسير وجدل القتال والتحرير، ثم قتل يزيد الحسن والحسين.

- الدين لله، لكنه لايقاتل فى المعارك.. وحتى روسو مونتسكيو وفولتير.. الفكر والقانون والفلسفة لا تحارب، وإنما أمثال نوبل (الفريد) هم الذين يحاربون بالقنبلة.. يدوية أو عادية أو نووية.. الحرية والإخاء والمساواة لم يرد ذكرها فى الامم المتحدة طوال ٧٥ عامًا رزحت خلالها فلسطين تحت الاحتلال الصهيونى (كم عمر الغضب الفلسطينى العربى؟)، ولم يرد ذكر مبادئ عصبة الأمم فى ميادين المعارك،أثناء وقوع مجازر قانا وشاتيلا ودير ياسين وصولًا إلى محاولة العدو إبادة غزة.

- نعم الدين لله ويجب أن يعطى حق الله، لكن حقه فى الميدان علم وفكر وعمل وعلم وابتكار وكر وفر. صيحة الله أكبر يمكن أن تواجهها صيحات عدو بوذى.. صهيونى.. أو حتى مسيحى.. لدى هؤلاء صيحاتهم أيضاً، فهى لا تنصر طرفا على آخر فى معركة! الديمقراطية التى شطرت الفلسطينيين إلى شطرين (أو أكثر) لا تفوز فى الميدان.. قد تنتصر فى البرلمان وقصور الحكم ومحاسبة الوزارة وملاحقة الفساد.. لكنها لا تطلق النار فى سماء المعركة.

هل صليت على النبى اليوم؟ ماذا لو كان البلد المحتل هو فيتنام مثلا؟ ألا يستطيعون مواجهة الأمريكيين إذا لم يكونوا يؤمنون برب المسلمين؟ فى المعارك الكلمة الأولى للعلم والسلاح والإرادة. قد يتحدثون عن العقيدة وأقول إنها العقيدة القتالية وليس الدينية، فكم من بلدان محتلة حاربت وانتصرت وهى بوذية أو تعبد البقر! الهنود والباكستانيون حاربوا معًا لنيل استقلالهم، وفيما بعد انتصارهم اختلفوا. أثناء المقاومة كانوا معالم يفعلوا كحماس وفتح.. هنا أصل الأزمة هنا مقتلنا جميعًا.

القتال الديمقراطى جعلنا نخسر الانتصار طيلة الأعوام الماضية رغم بسالة المقاومة وابتكارها: انتفاضة الحجارة الأولى.. والثانية.. طوفان الأقصى.

- كان على فلسطين كلها أن تقاوم معًا وأن يتشاطر كل أبنائها القتال معًا حتى النصر، لا أن تهزمهم الخلافات السياسية، فتحرم فصيلًا شرف المشاركة فى المقاومة والانتصار على العدو. كان على فتح أن تحارب ولا تقصيها الديمقراطية المزعومة من مشاركة حماس. قد ترونها رومانسية وأراها واقعية عسكرية. القتال الديمقراطى غير العادل حرم حماس وفتح- وحرم الأمة- من القتال العسكرى معا والانتصار معا! ماذا ستفعل حماس بفتح إذا انتصرت وحدها؟لنتخيل الإجابة الأسبوع المقبل!