رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"بورتريهات الفيوم" يونانية ورومانية ومصرية.. الشعر مجعد والعيون عسلية

بورتريهات الفيوم
بورتريهات الفيوم

  "بورتريهات" الفيوم تحظى  بشهرة عالمية واسعة وتميزت بها المحافظة عن سائر بلدان العالم، وتنتشر هذه الوجوه فى متاحف كثيرة فى دول العالم ورغم أن العلماء اختلفوا فى هذه البورتريهات، إنها يونانية رومانية أو مصرية الهوية إلا أن بعض ملامحها كانت ذا طابع مصرى خالص مثل الشعر المجعد والعيون العسلية وغيرها من الملامح المصرية.

  هذه الوجوه عبارة عن لوحات زيتية مرسومة بالشمع على الخشب اأو القماش بأحجام لا تتجاوز 20× 30سم، كانت توضع على وجوة الموتى بعد وفاتهم وهى مستوحاة من فكرة مصرية قديمة فى نظرية الخلود والبعث وتعرف الروح على صاحبها من خلال هذه الوجوه.
 يمكن القول أن وجوه الفيوم "بورتريهات الفيوم" مدرسة خاصة ظهرت في مصر في منطقة الفيوم، امتازت بخروجها على الإطار المصري القديم المألوف؛ بعد أن انفتحت مصر على العالم الخارجي، وفيها تم رسم الوجه كاملًا من الأمام، وملتفتًا في بعضها قليلاً إلى اليسار، ولهذه الصور طبيعة فريدة؛ فهي تمثل أشخاصًا بعينهم، ويلاحظ أنها كانت ذا غرض جنائزي، إلا أنها تختلف جذريًا عن الفن المصري في التصوير، وتمتاز بتصوير الشخصيات تصويرًا واقعيًا وطبيعيًا، ورُسمت بأسلوب معين لا تخطئه العين، فياضة بالمشاعر الإنسانية، وإن كان أغلبها حزينًا منقبضًا، وهذا التلاحم بين وجوه الفيوم والمومياوات وسمها بروحية غريبة، كما اتسمت الوجوه المليئة بالحيوية بنظرتها الهادئة والخالدة.

البورتيريهات تسبق الأيقونات:
وبعض المختصين أكدوا أن هذه الوجوه مصرية، وآخرون قالوا إنها يونانية رومانية، وقال فريق ثالث، إنها بيزنطية سابقة على الأيقونات؛ فبرغم أن الأسماء المكتوبة على الوجوه يونانية، إلا أن التسريحات والملابس والحلي ذات طابع روماني ممتزج بالفن المصرى. 
 وكل هذه الشواهد والدلائل تؤكد لنا انتماء هذه اللوحات إنما يعود إلى الفن الروماني مع بعض التأثيرات المصرية انعكست على الزخارف والوحدات المرسومة والعناصر المتصلة بالديانة المصرية وقام بها فنانون من بين تلك الجاليات الرومانية التي استقرت في جنوب الوادي استمرارًا للتقاليد الإغريقية والرومانية العريقة التي كانت مصدرًا أساسيًّا لفن تماثيل الشخاص وتسجيل الملامح والسمات الفردية بهدف إبراز حقيقة شاملة ومثالية تتجاوز حدود الفرد عند الإغريق ثم تطورت عند الرومان إلى تسجيل واقعي أمين لقسمات الوجه مع التأكيد على الفردية الخاصة بالشخص المرسوم من خلال الملاحظة الثاقبة كما يتضح في وجوه الفيوم.
  هذه الوجوه كما يؤكد أحمد عبدالعال مدير عام آثار الفيوم الأسبق يبدو أنها كانت ترسم فى حياة أصحابها ثم يحتفظ بها معلقة على جدران المساكن حتى الوفاة و ترفع وتوضع داخل اللفائف على وجه المومياء، وهذا لا يمنع أن يكون بعض الصور قد رسمت بعد وفاة أصحابها ثم وضعت على مومياواتهم وفى بعض الأحيان عثر على صور فى مقابر دون مومياوات، مثل ما عثر عليه "فلندرز بترى" فى هوارة وبيهمو وأرسينوى "مدينة التمساح" وهذه الرسوم ظهرت للمرة الأولى فى النصف الأول من القرن الأول الميلادى، و اكتشف "فلندرز بترى" فى حفائر  هوارة شمال هرم امنمحات الثالث الكبير وموقع قصر التيه "اللابرنث" عددًا من هذه الرسوم ففى هذا المكان وهو من المراكز المهمة بمنطقة الفيوم كان سكان أرسينوى يدفنون موتاهم، وكان الإغريق يعيشون ويدفنون موتاهم على ارتفاعات عالية على حدود الصحراء بعيدًا عن المياه التى يجلبها نهر النيل سنويًّا وقت الفيضان، وقد كشفت التنقيبات عن 146 مومياء ذات رسوم شخوص "بورتريهات" وكان من بينها رسوم أسلم ما تكون حالة وأروع ما تكون فنًا، ولما كان أكثر هذه البورتريهات عثر عليه فى الفيوم فبات يشار إليها فى أكثر الأحيان باسم “بورتريهات الفيوم”  مع أنها وُجدت في مواقع أخرى، من سقارة شمالًا حتى أسوان جنوبًا، وثمة منطقة أخرى تضارع منطقة الفيوم من حيث عدد رسوم الشخوص وأنواعها، وهي منطقة أنتينوبولس (الشيخ عبادة)، وهي المدينة التي أنشأها الإمبراطور هادريان (117-138 ميلادية) عند زيارته لمصر عام 122 ميلادية تخليدًا لذكرى أحد أفراد حاشيته المقربين إليه، وكان يدعى أنتينوس الذي توفي في أثناء رحلة الإمبراطور النيلية، واكتشف صورَ هذا الموقع الأثري الفرنسي جان غاييه، وذلك بين عامي 1869 و1911. 
و تم اكتشاف مجموعة كبيرة من اللوحات فى الفيوم من خلال تاجر الآثار النمساوى تيودور جراف عام 1887 إذ جمع وحده ما يقرب من 300 لوحة من منطقة الروبيات شمال شرق الفيوم وهذه المجموعة موزعة حاليًّا على الكثير من المتاحف ومجموعات خاصة,
  يوجد حاليًّا  أكثر من 750 لوحة محفوظة في المتاحف العالمية، من بينها المتحف المصري، ومجموعة ضخمة بمتحف المتروبوليتان بنيويورك، واللوفر بباريس والمتحف البريطاني بلندن ومتاحف أخرى أقل شأنًا، وبالإضافة إلى المجموعات الخاصة للأفراد في مصر وأنحاء العالم.

55
55
77
77
88
88
544
544
567
567
3444
3444
66666
66666