رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

«النازية الصهيونية» تواصل مذابحها فى غزة وتستهدف عيون الحقيقة

بوابة الوفد الإلكترونية

 «لا مكان آمناً فى غزة»...هنا الجحيم بعينه، فمحارق النازى الصهيونى لا تشبع من الدماء ولا تقنع بكل هذا الدمار ولا تهدأ من استهداف الصحفيين ورجال الدفاع المدنى والأطباء والإسعاف وصارت البيوت بلا جدران ولا سقف، صار كل شىء أكواماً من أنقاض الذكريات وتحولت قبوراً لآلاف الأرواح حين تعذرت جهود الإنقاذ لإغاثتهم لتوقف الحفار الوحيد بغزة المحاصرة للأسبوع الثالث دون وقود ودونما أى بارقة للأمل فى وقف تلك الحرب الملعونة.

 

هجوم برى محدود وصواريخ المقاومة ترج تل أبيب

25 ألف شهيد ومصاب.. و700 مجزرة بينها أسرة مراسل «الجزيرة»

 

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة، عن ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين لـ7030 شهيدا منهم 2913 طفلا و1709 سيدات و397 مسناً إضافة إلى إصابة 18500 آخرين بجراح مختلفة منذ 7 أكتوبر الجاري. وأشارت إلى تلقيها 1650 بلاغا عن مفقودين منهم 940 طفلاً ما زالوا تحت الأنقاض، وأوضحت أن الاحتلال تعمد ارتكاب 731 مجزرة بحق العائلات راح ضحيتها 5224 شهيداً منذ 7 أكتوبر وما زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.

ونددت بارتكاب الاحتلال 43 مجزرة فى الساعات الماضية راح ضحيتها 481 شهيدا غالبيتهم من النازحين إلى جنوب قطاع غزة التى يزعم أنها آمنة، موضحة أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 101 من الكوادر الصحية وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة. أشارت الصحة الفلسطينية إلى أن الاحتلال تعمد استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود، وتعمده إبقاء المنظومة الصحية فى حالة انهيار تام جراء تعنته فى إدخال الوقود والاحتياجات الطبية الطارئة.

وأشار رئيس المكتب الإعلامى الحكومى سلامة معروف إلى تضرر أكثر من 183 ألف وحدة سكنية بفعل العدوان المستمر، ونسبة 50% من الوحدات السكنية فى القطاع، منها أكثر من 28500 وحدة سكنية هدمها الاحتلال بشكل كامل أو باتت غير صالحة للسكن. كما دمر77 مقراً حكومياً وعشرات المرافق العامة والخدماتية، وألحق فيها الضرر الكبير، فيما تعرّضت 188 مدرسة لأضرار متنوعة، منها 35 مدرسة خرجت عن الخدمة.

وكشف الاحتلال الإسرائيلى، عن ارتفاع عدد عناصره القتلى إلى 309 منذ بداية الحرب على غزة فى 7 أكتوبرالحارى وعدد الأسرى الإسرائيليين إلى 224.

وقال المتحدث دانييل هاغارى خلال مؤتمر صحفي: «تم حتى الآن توزيع إشعارات على أهالى 309 بمقتلهم، وأهالى 224 مختطفًا. وأسرت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» هؤلاء الإسرائيليين- بينهم عسكريون برتب مرتفعة - لمبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطينى، بينهم أطفال ونساء فى سجون الاحتلال».

وأوضح أن قواته نفذت غارة عملية برية محدودة الليلة الماضية، مشيرا بقوله «هى جزء من استعداداتنا للمراحل القادمة من القتال»، فى إشارة إلى هجوم برى مرتقب. و«استمرت الغارة عدة ساعات، وغادرت القوات فى النهاية ولم تقع إصابات فى صفوف قواتنا»، بحسب هاغارى، فيما لم يصدر تعقيب فورى من فصائل المقاومة الفلسطينية.

وواصل الاحتلال أيضاً تدريباته وتحركاته البرية فى «غزة الصغيرة» وهو اسم أُطلق على منطقة تدريبات عسكرية تحاكى فى تفاصيلها كل تفاصيل غزة. فى إطار استعداداته لعمليته البرية فى القطاع ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» بعضا من تفاصيل تلك التدريبات داخل غزة الصغيرة وهى منطقة تقع فى صحراء النقب، تحاكي إلى حد كبير بكل تفاصيلها، شوارع وأزقة وأبنية غزة.

وقالت الصحيفة إن عناصر الاحتلال يقومون بتدريباتهم على حرب الشوارع والأنفاق فى تلك الدهاليز المصنعة منذ عام 2006. ويضم هيكل غزة الصغيرة، أكثر من 600 بناء من المفترض أنها تحاكى كل أبنية غزة إلا أن الأصعب، ما تدركه إسرائيل جيدا، هو لا يكمن فى الأبنية وخارطتها بل ما هو تحتها، فمخاوف إسرائيل الأكبر، تختزنها دهاليز أنفاق حماس. وتشير المعلومات الاستخباراتية عن شبكة بطول أكثر من 500 كيلومتر من الأنفاق، عرض النفق الواحد منها قد يصل إلى أربعين مترا. وأكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحماس، أن صاروخاً أطلقته أصاب مروحية إسرائيلية فوق قطاع غزة. وقالت فى بيان عبر «تليجرام» إنها استهدفت مروحية بصاروخ «سام-7» شرق مخيم البريج، وأصابتها.كما أطلقت صاروخاً من طراز «أر-160» باتجاه حيفا، ونحو مدينة إيلات الواقعة على شواطئ البحر الأحمر بالداخل الفلسطينى المحتل ودوت صفارات الإنذار فى المواقع الإسرائيلية.

وقالت الأمم المتحدة إنه لا مكان آمناً فى القطاع المكتظ بالسكان. وذلك مع تجدد التحذيرات الإسرائيلية لسكان قطاع غزة بإخلاء المناطق الشمالية، على وقع الغارات المكثفة، ونددت منظمة «أوكسفام»،الخيرية الدولية فى تقرير لها، باستخدام إسرائيل لسياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين، وجددت دعوتها للسماح بدخول الغذاء والماء والوقود وغيرها من الضروريات، إلى القطاع، مؤكدة أن القانون الإنسانى الدولى يحظر بشكل صارم استخدام التجويع كأداة حرب، وبصفتها القوة المحتلة فى غزة، فإن إسرائيل ملزمة بحسب القانون الإنسانى الدولى بتوفير احتياجات سكان غزة وحمايتهم.

 

 

«ميدل إيست آى»: إسرائيل ستُغرق أنفاق غزة بغاز الأعصاب بإشراف أمريكى

كشف اليوم موقع «ميدل إيست آي» الإخبارى البريطانى نقلاً عن مصدر عربى رفيع المستوى ومطلع على شئون فصائل المقاومة الفلسطينية قوله إن تأخير الغزو البرى الإسرائيلى لغزة هو جزء من حملة تضليل تهدف إلى الحصول على عنصر المفاجأة فى هجوم متعدد الجوانب.وقال المصدر إن الفصائل تتوقع أن تغرق إسرائيل أنفاق غزة بغاز الأعصاب والمواد الكيميائية تحت مراقبة قوات خاصة أمريكية فى إطار هجوم مفاجئ على قطاع غزة.

وأرجع معلوماته إلى تسريبات من مصدر أمريكى، أوضح أن إسرائيل والولايات المتحدة تأملان فى تحقيق عنصر المفاجأة من أجل اختراق أنفاق حماس وإنقاذ ما يقدر بنحو 220 محتجزاً وقتل آلاف المقاتلين التابعين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة «حماس».

وأشار موقع ميدل إيست آى، فى تقريره الذى أعده رئيس تحريره ديفيد هيرست، إلى أنه لم يتمكن من التحقق بشكل مستقل من المعلومات الواردة فى التسريب.

وتعتمد الخطة، حسب المصدر، على عنصر المفاجأة لكسب المعركة بشكل حاسم باستخدام الغازات المحرمة دولياً، وخاصة غاز الأعصاب والأسلحة الكيميائية، كما سيتم ضخ كميات كبيرة من غاز الأعصاب فى الأنفاق، وستشرف قوة دلتا الأمريكية على «ضخ كميات كبيرة من غاز الأعصاب فى أنفاق حماس، تكون كافية لشل الحركة الجسدية لفترة تتراوح بين 6 و12 ساعة».

وأضاف المصدر، أنه خلال هذه الفترة سيتم اختراق الأنفاق وإنقاذ الرهائن وقتل الآلاف من جنود كتائب القسام. وأكد موقع «ميدل إيست آي» أنه تواصل مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية للتعليق، لكنه لم يتلق أى رد حتى وقت النشر.

وتقول المعلومات المسربة إن تفاصيل العملية قد تم الاتفاق عليها، وإن الحديث عن تأخير إسرائيل غزوها البرى ما هو إلا معلومات مضللة تهدف إلى كسب عنصر المفاجأة فى هجوم متعدد الأوجه، سيشمل هبوط قوات خاصة إسرائيلية فى شمال غزة وعلى طول الساحل.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قد قالت فى وقت سابق إن إسرائيل وافقت على تأجيل غزوها البرى المتوقع لإتاحة المزيد من الوقت للولايات المتحدة لنشر أنظمة الدفاع الجوى فى المنطقة. وقال نتنياهو فى وقت لاحق يوم الأربعاء إن إسرائيل تستعد لغزو برى، لكنه لم يذكر التوقيت ولا أى تفاصيل أخرى.

وشنت المقاومة الفلسطينية هجوماً فى 7 أكتوبرالجارى أطلقت عليه اسم «عملية طوفان الأقصى»، أدى وفقاً لمسئولين إسرائيليين إلى مقتل حوالى 1400 إسرائيلى وأسر ما لا يقل عن 220 آخرين ونقلهم إلى غزة، بينهم جنود ومدنيون. وقد شنت إسرائيل قصفاً عنيفاً على قطاع غزة أدى إلى استشهاد أكثر 7 آلاف فلسطينى، أكثر من 70% منهم أطفال ونساء وكبار السن.

 

 

حرب الفيتو بين أمريكا وروسيا على جثث الفلسطنيين

مجلس الأمن يواصل فشله فى تبنى قرار لوقف المجازر

 

واصل اليوم مجلس الأمن الدولى فشله فى تبنى قرار لوقف المجازر والمذابح الإسرائيلية الوحشية ضد الشعب الفلسطينى للأسبوع الثالث على التوالى، واقترح الأردن نيابة عن المجموعة العربية، نصّاً يدعو بشكل خاص إلى وقف فورى لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.

وأعلن السفير الفلسطينى رياض منصور أنّ الدول الأعضاء الـ193 فى الجمعية العامّة ستصوّت على هذا النصّ «بعد ظهر اليوم الجمعة، نأمل أن ننجح فى السماح للجمعية العامة بأن تعمل بينما مجلس الأمن مشلول». كما تتولّى مالطا الآن إعداد مشروع قرار جديد. وقالت سفيرة مالطا فى الأمم المتحدة فانيسا فرايزر «لدينا واجب والتزام بالعمل بالنيابة عن الدول العشر غير الدائمة العضوية فى مجلس الأمن».

وظهرت على السطح خلال الساعات الماضية الانقسامات عقب جلسة ساخنة رفض خلالها أعضاؤه مشروعى قرارين متعارضين للولايات المتحدة وروسيا وزعمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أنّ مشروع القرار الذى أعدّته بلادها يدعو إلى توسيع سريع للمساعدات للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الرهيبة والملحة للفلسطينيين فى غزة.

وادعت  أنّ النصّ الأمريكى يؤكّد أيضاً على حقّ كلّ الدول فى الدفاع عن النفس ويدعو إلى هدنة إنسانية. واوضحت ان  هذا النصّ سقط عندما طُرح على التصويت، إذ استخدمت ضدّه كلّ من روسيا والصين حقّ النقض كما صوتت ضده الإمارات فى حين أيدته عشر دول وامتنعت الدولتان الباقيتان عن التصويت.

وندّد نظيره الروسى فاسيلى نيبينزيا بالنصّ الأمريكى "الذى يهدف فى الأساس إلى دعم الموقف الأميركى فى المنطقة". وانتقدت بشدة مشروع القرار الأمريكى بسبب خلوّه من دعوة واضحة لوقف إطلاق النار. كما وصف السفير الصينى جون تشانغ مشروع القرار الأمريكى بأنّه غير متوازن إلى حدّ كبير، ويخلط بين الخير والشرّ.

وأعربت السفيرة الأمريكية توماس-غرينفيلد عقب التصويت، عن أسفها لموقف روسيا والصين. وقالت "على الرّغم من أن تصويت اليوم يمثّل انتكاسة، إلا أنّنا لسنا محبطين".

واتّهمت غرينفيلد روسيا بإعداد مشروع قرار بسوء نيّة، معتبرة أنّ النصّ الروسى يرمى إلى تقسيم المجلس أكثر ممّا يرمى لتلبية احتياجات الفلسطينيين والإسرائيليين.

وعقب سقوط مشروع القرار الأمريكي، تم طرح التصويت مشروع القرار الروسى الذى يدعو إلى وقف إطلاق نار إنسانى فورى ويدين الهجمات المروّعة التى شنّتها حركة حماس على إسرائيل. إلا أن هذا النصّ فشل أيضا إذ لم تؤيّده سوى أربع دول هى روسيا والصين والإمارات والجابون، بينما صوّتت ضدّه دولتان هما الولايات المتّحدة وبريطانيا وامتنعت الدول التسع الباقية عن التصويت. وبررت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد تصويتها ضدّ النص الروسى بقولها إنّ بلادها لا يمكنها أن تؤيّد نصّاً لا يعترف مرة أخرى بحقّ إسرائيل فى الدفاع عن نفسها.

 ورفض المجلس أربعة مشاريع قرارات بشأن هذه القضية خلال أقلّ من أسبوعين وتسبّبت هذه الانقسامات العميقة فى المجلس بإحباط لدى عدد من الدبلوماسيين الذين أعربوا عن استيائهم لعدم قيام المجلس بأى تحرك جاد بالرغم من دخول الحرب الأسبوع الثالث.

وأكد مصدر دبلوماسى أن فرنسا حاولت من دون جدوى، إقناع روسيا والولايات المتّحدة بسحب نصّيهما قبل إحالتهما على التصويت.

طرحت روسيا الأسبوع الماضي، على التصويت مشروع قرار أول فشل فى الحصول على الأصوات اللازمة لإقراره. وحصل النصّ الروسى يومها على خمسة أصوات مؤيّدة فقط، فى حين أنّ اعتماده يتطلّب تسعة أصوات على الأقل (بشرط ألا يستخدم أيّ من الأعضاء الخمسة الدائمين حقّ النقض ضدّه). وحصل مشروع قرار طرحته البرازيل تأييد 12 دولة لكنّ الولايات المتّحدة أسقطته باستخدام حق النقض ضدّه. وستناقش الجمعية العامة للأمم المتّحدة ملف الحرب خلال الساعات المقبلة لمواجهة الانقسام الواضح فى مجلس الأمن وحالة الشلل التى يعانى منها، علماً بأنّ قرارات هذه الهيئة غير ملزمة، خلافاً لما هى عليه حال قرارات مجلس الأمن.

 

 

من شيرين أبوعاقلة إلى «وائل» الدحدوح وأسرته

«الدحدوح».. مهنة البحث عن الشهادة

 

شيع اليوم الزميل الصحفى الإعلامى وائل الدحدوح، مراسل قناة «الجزيرة» أفراد عائلته، مرتديّاً سترة واقية من الرصاص، الخاصة بالصحفيين، بحضور العشرات من زملائه فى المهنة من مستشفى شهداء الأقصى فى دير البلح ومن بينهم زوجته وابنه وابنته وحفيده. فى سلسلة من الإجرام الإسرائيلى المستهدف لعيون الحقيقة سبقه الزميلة شيرين أبوعاقلة فى جنين بالضفة المحتلة منذ عام. وحالياً يرتقى العشرات من الزملاء فى كل لحظة زميل أو زميلة أو عوائلهم بأكملها فى القطاع الذى تحاصره أحزمة النازية الصهيونية.. ليموت الرسول وتبقى الرسالة.

كان الدحدوح يقوم بتغطية الغارات الإسرائيلية المتواصلة من مكتب الجزيرة فى غزة، حين تفاجأ بالهجوم الجوى على المنطقة التى اختارتها عائلته للمأوى فى جنوب وادى غزة. والتى كانت جزءًا من المناطق التى طلبتها السلطات المحتلة من الفلسطينيين للاجئين التوجه إليها كوسيلة لتجنب الهجمات.

واضطر أفراد عائلة الدحدوح بسبب القصف المتواصل والمسئوليات الصحفية الكبيرة، للجوء إلى مخيم النصيرات جنوب قطاع غزة، حيث اعتبروا أنهم سيكونون فى مأمن أكثر، ولكن، بالرغم من التوجيهات الإسرائيلية للفلسطينيين بالنزوح جنوبًا لتفادى القصف، إلا أن الإجرام وصل إلى هناك أيضاً، مما يؤكد مرارًا أنه لا يمكن الاعتماد على وجود مكان آمن فى قطاع غزة.

وعلق الزميل وائل الدحدوح على جريمة استشهاد عدد كبير من أفراد أسرته برسالة أبكت العالم العربى قائلًا: «نحن فى نهاية المطاف فى هذه الأرض هذا هو قدرنا وهذا هو خيارنا وهذا هو صبرنا ولن نحيد عن هذا الطريق.. ليخسأ جيش الاحتلال وليخسأ نتنياهو». وبينما كان الدحدوح يغالب دموعه، حرص على القول إنها دموع إنسانية لا دموع جبن وانهيار، قبل أن يضيف «فليخسأ الاحتلال».

قال الدحدوح، فى حوار صحفى سابق «دور الأب مفقود فى مهنة الصحافة.. فعندما يحتاجك أولادك يفتقدون وجودك، وهذا شيء مؤلم جداً»، ولكن الدحدوح كان على موعد مع ألم آخر أشد وطأة، فبعد افتقاد أسرته له بسبب ضرورات العمل فى ساحة صعبة، ها هو ذا يفقدهم: الزوجة والابن والابنة، وحتى الحفيد الرضيع، فأى ذنب جناه هؤلاء وغيرهم كى تنتهى أعمارهم تحت أنقاض مبانٍ سكنية تقصفها الطائرات دون رحمة. وقدم الدحدوح على مدار السنوات والحروب التى عاشتها غزة، أغلى ما عنده، فنحو 20 من أقاربه نالوا الشهادة، بينهم إخوته وأبناء عمومته وأبناء عمته، ومعظمهم قضوا فى حوادث اغتيالات بالطائرات الإسرائيلية. ووزع الدحدوح أبناءه بين 3 بيوت لأقاربه، خلال الحروب المتتالية على القطاع، بعضهم عند أخوالهم وآخرون عند أعمامهم «لعله يبقى منهم أحد حياً لو استهدفهم الاحتلال» كما يقول فى حوار صحفى سابق.وحدث بالفعل ما كان يخشاه.

ولا يرى مراقبون تفسيراً لاستهداف الاحتلال الإسرائيلى صحفيين فلسطينيين وأسرهم، منذ استشهاد مراسلة الجزيرة فى الأراضى المحتلة شيرين أبوعاقلة، وحتى استهداف أسرة مراسل الجزيرة فى قطاع غزة مؤخراً إلا محاولة لإخفاء جرائمه المختلفة والحقائق على الأرض.

يعمل الاحتلال إن لم يجْد قتل الشهود نفعاً فى إخفاء الجريمة، على قتل زوجاتهم وأطفالهم، بهدف إشغالهم فى حزنهم الشخصى العائلى عن واجبهم المهنى الإنسانى، وذلك -وفقاً لتقرير نشرته قناة الجزيرة للصحفى ماجد توبة- ما يمكن استنتاجه من إشارة أحد المحللين العسكريين الإسرائيليين فى حديثه لقناة تليفزيونية إسرائيلية عن استهداف أسرة الدحدوح. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن محرر الشئون الفلسطينية لديها، تسفى يحزقيلى تأكيده بأن عائلة وائل الدحدوح كانت هدفاً لقصف الاحتلال مؤكداً أنهم يعرفون ما يضربون بالضبط.