رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع حديث أبو العلا ماضى عن تقرير جهاز أمن الدولة فى تأسيس حزب الوسط وعلاقته بعبدالمنعم أبو الفتوح وجماعة الإخوان الإرهابية، واستمر أبو العلا قائلا: النقطة المهمة هنا هى علاقتى بعبدالمنعم أبو الفتوح، وتأثيرها على مستقبل حزب الوسط، وليعلم الجميع أن علاقتى بعبدالمنعم طبيعية جداً، وهل مطلوب منى مثلاً أن أكون رجلاً ندلاً حتى أحصل على الحزب، لكن ما يجب أن يعرفه الجميع ومن أعدوا هذا التقرير على افتراض صحته، أن بينى وبين عبدالمنعم أبو الفتوح خلافاً جوهرياً فيما يتعلق بجماعة الإخوان، وعندما قابلته منذ سنوات فى قصر العينى، وكان مسجوناً أيضاً؛ قلت له لا أمل فى الإخوان، وأنت تضيع عمرك معها، أما فيما يتعلق بتوقيعى على بيان التضامن مع عبدالمنعم أبو الفتوح، فهذا له قصة لابد أن تروى، فقد أعد جورج إسحاق البيان وكان معه أحمد بهاء الدين شعبان، وأرسلاه لى كى أوقع عليه، وقد قلت لهما، سأضيف فقرة على البيان للتفريق بين عبدالمنعم وجماعة الإخوان، وقد كتبتها بالفعل وأظهرت اختلافنا مع الجماعة بشكل جذرى، وبعد أن اطلع عبدالغفار شكر وعبدالجليل مصطفى على الفقرة طلبا تخفيفها لأنها كانت حادة جداً، وذلك حتى يوقع أكبر عدد على البيان.

كانت الفقرة إدانة لمواقف جماعة الإخوان المسلمين من المرأة والأقباط والمواطنة بشكل عام، لكن احتفظنا بأن هناك خلافاً جوهرياً بيننا وبين الإخوان، وهذا موجود بالفعل فى نص البيان، وحكاية أن اسمى هو الثانى فى البيان أمر مضحك، وليس معنى ذلك أننى أوافق عبدالمنعم فيما يقوله، فبينى وبينه كما قلت خلافات جوهرية، لكن التعاطف الإنسانى فى مثل هذه المحنة لا يمكن أن يصادره أحد.

كانت رسالة أبوالعلا ماضى واضحة جدا على أنها رد على رسالة أمن الدولة إليه، وتعنى أنه فهم المطلوب منه جيدا، وأعتقد أنه فعله بين السطور، فهو «أولا لم يخرج من جماعة الإخوان المسلمين لأنه كان مضطهداً، ولكن لأنه أصبح صاحب رؤية واضحة ومختلفة عنهم فيما يتعلق بالأداء السياسى، وعليه فهو لا يمكن أن يعود مرة أخرى إلى الإخوان المسلمين، وليس متصوراً أن يمنحهم الحزب الذى ظل يعمل عليه لأكثر من ١٣ عاماً، ثانيا هو يعرف عبدالمنعم أبو الفتوح جيداً، لكنه مع ذلك يختلف عنه اختلافاً جوهرياً، لكنه لا يستطيع بأى حال من الأحوال أن يضحى بالعلاقة الإنسانية بينهما، فلو فعل ذلك فلن يحترم نفسه، بل سيكون فى نظر الجميع ندلاً يبيع صديقه من أجل الحزب، وهذه ليست أخلاق أبو العلا ماضى.

حاول أبو العلا أن يتجاوب بالفعل مع تقرير أمن الدولة بقدر ما استطاع، معتقدا أن الكلمات المراوغة التى قام بصياغتها يمكن أن تكون كافية كى يقتنع من بأيديهم منحه ترخيصا بالحزب، ولم يكن توقعه صحيحا بالمرة، ما حدث بالفعل فى لقاء أبو العلا مع أعضاء لجنة شؤون الأحزاب وكان من بينهم صفوت الشريف، ومفيد شهاب، وحبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، واستمر لما يقترب من ساعتين ونصف الساعة، أن العادلى سأله بشكل مباشر عن علاقته بعبدالمنعم أبو الفتوح، فكرر له ما سبق وقاله لى إنه لن يكون ندلاً حتى يحصل على الحزب، وبالفعل لم يحصل على الحزب هذه المرة، رغم أنه استطاع أن يقدم إجابات حازت إعجاب الموجودين وقتها، لكن يبدو أن عبدالمنعم أبو الفتوح كان يشكل رقماً صعباً خلال هذه المرحلة، كانت هذه مجرد محاولة من أمن الدولة للإيقاع بين أبو العلا ماضى وعبدالمنعم أبو الفتوح، محاولة كشفت تخوف الجهاز من أن يحصل أبو العلا على الحزب، ثم يلقى به فى حجر عبدالمنعم، وبذلك يكون قد ألقاه كله فى حجر الإخوان المسلمين، لكن تكشف أيضا عن أن الأجهزة الأمنية كانت على استعداد تام لمنح أبو العلا الترخيص بالحزب إذا وافق على شروطها أو استجاب لها بالطريقة التى تريدها، فلم تكتف الأجهزة الأمنية بإعلانه أنه يختلف عن الجماعة أو مع عبدالمنعم، بل كانت تريده أن يعلن الحرب عليهم جميعا، وللحديث بقية.

[email protected]