عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

فى عمر الأوطان هناك لحظات تاريخية تظل محفورة فى سجلات التاريخ، تكون فاصلة وحاسمة لتفرق بين الحق والباطل، وبين المعدن الحقيقى للرجال وبين ما دون ذلك، فإذا جاءت هذه اللحظة فإما أن يكون ما يجرى فى عروقك دماء أو ماء وبناء عليه ستكون وجهتك.

ظهر الأربعاء الماضى أعلن مجلس الشيوخ المصرى عن جلسة طارئة فى السادسة مساء نفس اليوم لبحث تداعيات الأحداث الجارية فى فلسطين الشقيقة، إعلان الشيوخ كان لى بمثابة تكليف وطنى، واستدعاء من أجل الوطن، وكنت وقتها فى دائرتى بمحافظة الدقهلية، أتابع طلبات المواطنين مع عدد من المسئولين والعمل على حلها، على عجلة من أمرى توجهت بعد لحظات إلى القاهرة طوى السائق الطريق فى زمن قليل جداً، دقات قلبى فى تسارع شديد لا شىء يدور فى داخلى وأمام عينى، إلا أن نداء الوطن قد حان، وأن الرجال مواقف، وأن هناك وطناً يجرى فى عروقى كمجرى الدم، وأن هناك زعيماً وطنياً صلباً واقفاً وصامداً كالجبال هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، تساءلت: أين نحن من هذا الرجل الشجاع؟، وكانت الإجابة فى آخر هذا المقال.

بدأت الجلسة كما كان مقرراً لها ولا موضع لقدم، وكأن عدوى ما دار فى خلدى كانت تراود زملائى أعضاء الشيوخ أيضاً فالجميع يعلم أن هناك أمراً جللاً، تلاحظ ذلك من نظرات العيون الحادة.

دق جرس دولة رئيس مجلس الشيوخ، القيمة والقامة المستشار الجليل عبدالوهاب عبدالرازق معلناً عن بدء الجلسة، وألقى كلمة تاريخية جسدت الإرادة الشعبية وعبرت عن وجدان ولسان حال الشعب المصرى العظيم.

كلمة دولة رئيس المجلس، هذا الرجل دمث الخلق الحكيم الواقف على أرض صلبة، كانت كأنها على منصة محكمة معصوب العينين كرمز العدالة لا يرى أمامه إلا مصلحة الوطن، وهى فوق كل اعتبار، كذلك كانت جامعة مانعة، حوت رسائل هامة للداخل والخارج، أعلنت عن الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية، كلمة رجت جدران المجلس، قالها عبدالرازق ببسالة وفؤادة ينطق بها قبل لسانه كأنه جندى فى أرض الميدان، ولأن الظرف الراهن لا يحتاج المواربة ولا المخادعة، إنما الوضوح والمكاشفة، فقد أعلن رئيس الشيوخ عن كلمته الفاصلة وكلمة جميع أعضاء المجلس بتفويض رئيس الجمهورية فى اتخاذ القرارات والإجراءات والتدابير اللازمة لحماية الأمن القومى المصرى.

حانت كلمتى وقفت فى قاعة المجلس فى هذا الموقف التاريخى وبيدى كلمتى معدة ومكتوبة، ووجهت كلامى لرئيس الجلسة بأننى لن ألقى كلمتى المكتوبة بعدما سمعت منكم رسالتكم الموقرة فلا حاجة إليها، لأن من نطقتم به وافٍ ولن أزيد على أستاذى الفقيه القانونى الكبير.. ولكن بداخلى شىء لم يفارقنى منذ السابع من أكتوبر منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وكلما حل على تفكيرى، ماذا سيفعل الرئيس، أجدنى أكرر رسالتى لك يا سيدى الرئيس، بأننا لن نقول لك مثلما قال اليهود لموسى عليه السلام (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون)، ولكن يا سيادة الرئيس اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون.

وللحديث بقية.