عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم اتكلم

تتجه أنظار العالم خلال الساعات القادمة صوب القاهرة؛ لمتابعة أهم قمة إقليمية دولية، دعا اليها الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ لإيقاف نزيف الدم فى غزة، وحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد شعب أعزل يطالب بحقوقه المسلوبة منذ 75 عامًا، ذاق خلالها مرارة الانكسار والحصار وغطرسة عدو ترعاه أمريكا وحلفاؤها، كونه المدافع الأول عن مصالحهم فى المنطقة.

ولا يختلف اثنان على أهمية هذه القمة التى تعقد فى ظروف دولية صعبة للغاية، زاد من وطأتها مجازر إسرائيل وتنفيذ «نتنياهو» سياسة الأرض المحروقة بتدمير قطاع غزة وانتهاك كل القوانين والمواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وإصراره على العقاب الجماعى وقتل الأطفال والنساء وقصف المستشفيات وإغلاق المنافذ والمعابر فى وجه قوافل الإغاثة وإمدادات الوقود والدواء والغذاء. 

ويتساءل البعض: ماذا ستقدم هذه القمة وسط الصمت الدولى المريب ومجىء الرئيس الأمريكى بايدن ورئيس أركان جيشه بكل أساطيله البرية والجوية والبحرية فى المنطقة دعمًا وتشجيعًا للمحتل الغاشم؟ وماذا ستقدم هذه القمة والخطة «الصهيوأمريكية» المعروفة بـ«صفقة القرن» موضوعة سلفا لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وصولا إلى الشرق الأوسط الجديد والمؤامرة الكبرى ضد مصر وجيشها القوى وشعبها العظيم؟

وأقول لهؤلاء.. إن الدعوة لتلك القمة وانعقادها فى أرض الكنانة هى فى حد ذاتها أقوى دلالة على قوة ومكانة مصر، وخاصة وأنه سبق هذه الدعوة تصريحات مهمة ورسالة قوية من الرئيس السيسى حملت للعالم رفض المصريين التام لهذه الصفقة، وعدم التفريط فى شبر واحد من رمال سيناء مهما كان حجم الإغراءات التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية خلف شماعة حماس.

ولا أذهب بعيدا إن توقعت نجاح هذه القمة بهدنة تقود الأطراف إلى بداية حقيقية ونواة مستقبلية لقيام دولة فلسطين على أساس حل الدولتين، ولكن هذا النجاح سيكون مشروطًا بتحرك ومساندة الرأى العام الدولى ورغبة حكومة نتنياهو فى تحقيق أمان واستقرار المنطقة والتزامها بقرارات مجلس الأمن واتفاقيات جنيف.

 إن هذه القمة أعتبرها من وجهة نظرى طوق نجاة لإسرائيل، إن كانت تريد فعلا فتح صفحة جديدة مع العرب، والتكفير عما اقترفته من جرائم راح ضحيتها آلاف الشهداء من الأطفال والشباب الفلسطينين، بدأتها عصابات الهجانة والأرجون الصهيونية عام 1936 مرورا بنكبة 1948، ومذابح الدوايمة والتنطورة ثم مذابح قابية وقلقيلية وخان يونس من عام 1953 وحتى عام 1956، ثم مجازر غزة عامى  2008و2014 وصولا إلى المذابح الحالية، دون وازع من ضمير يمنع الوحشيين من تنفيذ جريمة مستشفى المعمدانى.

ولذا يجب على «بايدن» و«بلينكن» وغيرهما من حلفاء دولة البغى والعدوان، التخلص من شماعة «حماس»، وأن يعيدوا النظر فى حساباتاهم تجاه مصر قائدة المنطقة، ويعملوا من أجل السلام العالمى بإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وأن ينسوا صفقة القرن التى ستذهب حتما إلى مزبلة التاريخ، فمصر ليست تركيا التى سقطت فى فخ استضافة النازحين والمهجرين من الجولان، ومصر لا تبيع شرفها ولن تفرط فى عرضها وترابها ودماء الشهداء. 

أما من يدعون الإنسانية، ويتخذون من هجمات حماس مبررًا للعقاب الجماعى وممارسات إسرائيل الوحشية، فيجب عليهم النظر بعين الحقيقة بعيدًا عن الإعلام الاسرائيلى المضلل. كما يجب على البيت الأبيض والكونجرس الأمريكى وقف المليارات التى تتحول الى رصاص وفسفور أبيض فى صدور الأبرياء. 

وأتمنى من الزعماء والرؤساء العرب الشرفاء والمشاركين فى هذه القمة أن يزدادوا تمسكًا بمواقفهم المؤيدة للشعب الفلسطينى، حتى تؤتى صدمة «طوفان الأقصى» ثمارها وتقوم دولة فلسطين على أرض فلسطين لا فوق أرض جيرانها، وأن يلوحوا بالمقاطعة وإلغاء التطبيع ومنع تصدير النفط والغاز لأى دولة تساعد تل أبيب وتشارك فى تهديد الأمن القومى العربى وتساهم فى تحقيق حلم إسرائيل المستحيل.

SAMYSABRY19 @GMAIL.COM