عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصطلح الذاكرة العادلة مرتبط بالسرد والتاريخ والزمان كأحد عناصر الذاكرة والنسيان ولأننا نكتب التاريخ من عدة زوايا ومناحٍ ولكل كاتب تاريخ منظور وموقف مما يوثقه من حقائق وأحداث فإننا اليوم نكتب تاريخًا جديدًا بدماء الأبرياء وصراخ الأطفال وبكاء النساء وبسالة الفلسطينيين وأيضاً عبر وسائل الإعلام المرئى الذى يوثق الأحداث ويتابعها ويحللها ويفسرها وحتى إذا تدخلت آليات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى لتخلق أحداثًا أو تمثيلًا مختلفًا عن الواقع فإن الرجوع إلى أساسيات التوثيق العلمى والتقنى الذى يكشف الذاكرة الكاذبة والخادعة المفبركة كما حدث فى أحداث مذبحة غزة الحالية والتى لعب فيها الإعلام الكاذب وتقنيات الذكاء الاصطناعى والأخبار الكاذبة دورًا هامًا فى تشكيل رأى غربى استعمارى معارض لما قام به عناصر من حركة المقاومة الفلسطينية ضد العدو المحتل لأراضيهم فى المستعمرات الصهيونية الإسرائيلية فما كان من الغرب ورؤسائه المنحازين للصهيونية العالمية إلا أن لعبوا على ذاكرة الشعوب الأوروبية وحاولوا استدعاء الماضى المشين والمخزى والإجرامى الذى تعامل به الغرب فى أوروبا مع اليهود على مدار عقود وقرون انتهى بالمحرقة أو الهولوكوست وما تلاها من وعد بريطانى بإقامة دولة على أرض فلسطين.. ثم يكتشف العالم والرأى العام أن ما تم طرحه على لسان رئيس الدولة الكبرى وحليفتها الصهيونية ووزراء الدفاع ونواب البرلمانات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والألمانية أن كل هذا كان مجرد تلفيق وكذب وادعاء فإذا بالشعوب فى بلدان العالم تبدأ فى استدعاء ذاكرة الماضى وعيون الحاضر وترى ما يجرى رؤى العين من قبل هذه الدولة الاستعمارية الكبرى والصغرى تجاه مدنين عزل قتل منهم ما يتجاوز 2500 قتيل نصفهم من النساء والأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا على هذه الأرض وهاجروا من أرضهم مرات منذ نكبة ١٩٤٨ و١٩٦٧ وضربوا بالقنابل مرات ومرات أكثر من ٣٢٣ مرة على مدار ٧٥ عامًا من الاحتلال وحوصروا منذ أكثر من ١٧ عامًا والآن منعوا الحياة والماء والهواء والكهرباء وحتى الأمل فى الغد لا بريق ولا بصيص ولا طاقة من نور... ما قام به الإعلام فى هذه المحنة الإنسانية غير مسبوق سواء الإعلام الغربى أو الفضائيات العربية المستقلة إلى حد كبير والتى تتبع مناهج علمية وتقنيات إعلامية ولديها مساحات من الحرية والمهنية وإمكانات مادية وتقنية وبشرية تسمح بنقل الحدث والتصوير والوصول إلى مناطق الصراع وبؤرة الأحداث ومتابعة سريعة للأخبار بعدد كبير من المراسلين ومراكز رصد للقنوات الإعلامية والإلكترونية المختلفة ومرصد للتحليل السياسى والدراسات السابقة والحالية وخبراء بمعنى الكلمة على صلة بالأحداث أو بالجهات الفاعلة مثل متحدث باسم الجيش الإسرائيلى أو باحث فى الدراسات العربية الفلسطينية أو برلمانى أو سياسى أو صحفى لدى الأجهزة بالبلدان المختلفة والتى لها صلة بما يجرى شرقًا وغربًا.. أخبار وصور وتحليل وأفلام تسجيلية لإنعاش الذاكرة الكاذبة والخادعة ومحاولة كتابة ذاكرة أكثر عدلًا لهذه القضية الفلسطينية التى كانت قد ماتت وتجمدت بفعل الزمن والحصار ومؤتمرات وسلطة استكانت واستراحت.. لذا كان للإعلام الجديد والحديث الدور الأكبر بعد بواسل غزة وفلسطين فى تغير الرأى العام العالمى وتحريك شعوب العالم لتكون قوة ضغط تشكل سلاحًا جديدًا من الشعوب تضغط على الحكام والساسة والرأسمالية العالمية وتقف مع الإنسانية وحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره واستعادة أرضه وإقامة دولته وكأن الشعوب فى ارجاء العالم تدافع عن أهل غزة ضد جريمة الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل وصمت الإخوة والأشقاء.. قد كتب أحرار فلسطين ذاكرة جديدة لأمة قديمة قد يطويها النسيان.