رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

بكل فجاجة، تخرج أوروبا الضعيفة من الظل، وتنبطح أمام العدوان الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، وحتى ترضى» واشنطن»، تندفع عواصم، مثل برلين ولندن وروما، من دون حسابات، لا سياسية ولا أخلاقية ولا إنسانية، وتسبق الاتحاد الأوروبى، فى الإعلان عن توقف أى مساعدات للفلسطينيين، غير المواقف المتحيزة، التى تبارك لإسرائيل ما ترتكبه من مجازر، فى الوقت الذى تدين حق أصحاب الأرض، فى أن يدافعوا عن أنفسهم، وهو المنطق الذى تمليه الإدارة الأمريكية على حلفائها، لشرعنة القتل الجماعى وجرائم الحرب، التى يبرع فيها جيش الاحتلال، فى كل حروبه على قطاع غزة والضفة الغربية، وآخرها حرب» السيوف الحديدية» الجارية الآن. 

< والسؤال: أين كانت أوروبا، وقت ارتكبت إسرائيل فظائع التطهير العرقى، والتهجير القسرى للفلسطينيين، قبل الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، فى عام 1948؟.. لقد ساندت ومنحت صكوك الاعتراف للكيان الصهيونى، فى اغتصاب أرض فلسطين.. وأين كانت أوروبا طوال الـعقدين الأخيرين، عندما أطلق الجيش الإسرائيلى 7 حروب واسعة، منذ الانسحاب من قطاع غزة، فى عام 2005، قتلت فيها آلاف الفلسطينيين العُزل؟.. كانت أوروبا حاضرة وتشاهد، لكنها لم تكن تجرؤ على الاعتراض، أو حتى التحدث بموقف متوازن، لئِلا تُغضب أسياد البيت الأبيض، وآخرهم الرئيس جو بايدن، الذى حرك أسطوله البحرى، ليشعل حرباّ فى الشرق الأوسط. 

< من المهم أن ننعش الذاكرة الأوروبية، وأن ننبش فى الضمير العالمى، حيال مجازر دولة الاحتلال، بحق الشعب الفلسطينى، على مدى15 عاماّ، والتى بدأتها بعملية» الرصاص المصبوب» على غزة، فى ديسمبر 2008، سقط فيها1400 شهيد وأكثر من 5 آلاف مصاب، ضحايا لقنابل الفسفور الأبيض واليورانيوم، ولم تكد الأحوال تهدأ، حتى كانت العملية العسكرية» عمود السحاب»، التى شنتها إسرائيل على القطاع، فى نوفمبر 2012، قتلت 177 وأصابت 1200، وبعدها بعامين فقط- 2014- يشن الاحتلال الإسرائيلى، العدوان الواسع» الجرف الصامد»، ويوقع 2322 شهيداّ و11 ألف مصاب، فى أطول حرب استمرت51 يوماّ. 

 ** وتأتى مواجهة الفلسطينيين لقوات الاحتلال، فى عملية» حارس الأسوار»، فى مايو 2021، لتعكس تغيرًا نوعيًّا فى الأسباب، وكانت على خلفية التوترات الأمنية، فى المسجد الأقصى وحى الشيخ جراح، أسفرت عن 240 شهيدًا و5 آلاف مصاب، ثم كان عدوان» الفجر الصادق»، فى أغسطس 2022، انتهت بغارات مكثفة على غزة، أوقعت 10 شهداء.. وهذا العام، ترتكب إسرائيل مجازر» المنزل والحديقة»، فى شهر يوليو الماضى، بغارات جوية وبرية على مخيم» جنين»، أدت إلى تشريد آلاف العائلات، ووقوع قتلى ومصابين من اللاجئين، شمال الضفة الغربية، ويتواصل العدوان، ويستمر استنزاف أرواح الفلسطينيين، كما هو الآن، فى حرب «السيوف الحديدية». 

< ما سبق مجرد فاصل، من جرائم الحرب والإبادة الجماعية، التى يرتكبها جيش الاحتلال، على رؤوس أشهاد المجتمع الدولى، الذى تجبره « واشنطن» على الموالسة، ولو كان الثمن أرواح الشيوخ والنساء والأطفال، الذين ماتت ضمائر الغرب- أوروبا وأمريكا- لأن تستوفى حقهم فى دولة مستقلة، لا تستهوى الإدارة الأمريكية، التى وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، سياستها بالفشل، واحتكارها للتسوية، من دون إنهاء الصراع، ولا حتى اهتمام بحقوق الفلسطينيين.. كانت النتيجة، تلك الصفعة التى كسرت بها المقاومة، كبرياء» تل أبيب» وعموم العواصم الغربية، فى أكبر هزيمة تاريخية، أوقعت آلاف القتلى والأسرى اليهود، فى» طوفان الأقصى». 

[email protected]