رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

"شبرا بلولة" رائدة زراعة الياسمين بالعالم تحتضر والمزارعون يستغيثون

شبرا بلولة رائدة
"شبرا بلولة" رائدة زراعة الياسمين بالعالم

رائحة العطور تفوح على طول الطريق، وحقول الياسمين على الجانبين، وللوهلة الأولى تشعر كأنك دخلت جنة الله على الأرض، هكذا المشهد فور الوصول إلى قرية "شبرا بلولة" بمحافظة الغربية، صاحبة الإنتاج الأكبر على مستوى العالم في محصول الياسمين والذي يصل إلى 60% من المحصول العالمي.

الياسمين، تلك الزهرة البيضاء الفاتنة التي تُنتَج من أرض المحروسة لتدخل في صناعة أفخم الماركات العالمية من العطور والتي يأتي على رأسها "البرفانات" الفرنسية ذات الأسعار الباهظة، بدأت مصر في زراعتها عام 1958 على يد شخص يدعى "أحمد فخري".

"شبرا بلولة" رائدة زراعة الياسمين بالعالم

ومن بين قرى ومحافظات مصر بأكملها، تركزت زراعة الياسمين في قرية "شبرا بلولة" لتتربع على عرش إنتاج الياسمين وتتحكم في صناعة العطور في العالم بأسره، فكيف لماركات فرنسا الشهيرة إنتاج عطورها المثيرة دون ياسمين المحروسة.

موعد حصاد الياسمين

يبدأ حصاد الزهرة البيضاء الجميلة من شهر يونيو حتى نوفمبر من كل عام، فهذا هو موسم الطرح، إذ تتميز شجرة الياسمين بطرحها اليومي على مدار 6 أشهر، ليصل متوسط إنتاج القيراط الواحد لـ 2.5 كيلو يوميًا، ومتوسط الإنتاج السنوي من "عجينة الياسمين" حوالي 12 طن في العام الواحد.

نبدأ الحصاد يوميًا من الساعة 12 منتصف الليل حتى التاسعة صباحًا، بهذه الكلمات استهل محمد حسين أحد أهالي "شبرا بلولة" وصاحب إحدى حقول الياسمين، حديثه لـ"الوفد"، مُعللًا السر في هذا التوقيت بأن جمع الياسمين في تلك الفترة يجعله ينتج أكبر نسبة زيوت من الزهرة. 

وأكد أنه بعد الانتهاء من الحصاد اليومي يتم توريد كمية الياسمين على الفور إلى مصانع إنتاج الزيوت العطرية الموجودة بالقرية، وذلك لأن الياسمين زهرة حساسة سريعة الذبلان.

"شبرا بلولة" رائدة زراعة الياسمين بالعالم

استخلاص العطور من الياسمين

ويتم إضافة مادة عضوية اسمها "هكسان" لزهور الياسمين لاستخلاص الزيوت العطرية والشمع منها، ثم تدخل في عملية التنقية والتركيز لفصل الشوائب، وإنتاج عجينة الياسمين المكونة من الشمع والزيت. 

ولم يكن الياسمين هو الزهور العطرية الوحيدة التي يتم زراعتها بقرية "شبرا بلولة"، بل يتم زراعة الريحان والنعناع والقرنفل والبنفسج والليمون، وبالتالي تعد القرية معقل إنتاج الزيوت العطرية في مصر.

"شبرا بلولة" رائدة زراعة الياسمين بالعالم

مزارعون الياسمين يستغيثون

وعلى الرغم من الطبيعة الساحرة النقية، إلا أن المشهد يسيطر على باطنه بعض القسوة، وذلك نتيجة الحياة الطاحنة التي يعيشها أهالي القرية نتيجة هيمنة أصحاب المصانع على الأسعار وشراء المحصول منهم بأثمان زهيدة وبيعه بعد التصنيع بأسعار ضخمة، في حين أن الياسمين هو مصدر رزق المزارعين الذي يعتمدون عليه طوال العام.

وأكد حسين، أن "شبرا بلولة" هي الأعلى في نسبة الأمية مقارنة بالقرى المحيطة بها، وذلك لاستعانة الأهالي بأبنائهم في الحقول للمساهمة في إنتاج أكبر كمية من الياسمين لزيادة الربح، نتيجة جشع أصحاب مصانع إنتاج العطور.

ونتيجة ذلك الحال وتعنت أصحاب المصانع ضد المزراعين، يلجأ الكثير منهم لاستبدال زراعة الياسمين بمحاصيل أخرى ذات دخل مادي أكبر يُعينهم على مشاق الحياة وغلاء المعيشة، وبالتالي أصبح هذا الوضع يهدد عرش "شبرا بلولة" المتصدرة في زراعة الياسمين على مستوى العالم.