رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تابعت خلال الأيام القليلة الماضية الجدل المثار حول انتقال اللاعب المصرى محمد صلاح نجم نادى ليفربول الإنجليزى لأحد الأندية السعودية.

والحقيقة أننا أمام ظاهرة تستوجب الدراسة والبحث، ليس فيما يخص انتقال نجم الكرة المصرى محمد صلاح للعب فى السعودية من عدمه، ولكن الأمر أكبر من ذلك لأن محمد صلاح لم يكن هو النجم الأول الذى ينتقل للسعودية.

فقد سبقه نجوم كبار أصحاب شهرة وصيت وتاريخ يفوق محمد صلاح منهم الأسطورة كريستيانو رونالدو وتواصل المد والقائمة طويلة لأسماء كثيرا ما لمعت وأمتعت فى عالم الكرة بأكبر أندية أوروبا.

فقد اعتدنا فى تسعينيات القرن الماضى على شراء أثرياء من دول الخليج وحتى مصر لأندية أوروبية ومنهم رجل الأعمال المصرى محمد الفايد الذى اشترى نادى فولهام الإنجليزى وفى السنوات الأخيرة اشترى رجل الأعمال القطرى ناصر الخليفى نادى باريس سان جيرمان الفرنسى، كما دأبت كبريات شركات الطيران الخليجية على رعاية أكبر الأندية الأوروبية مثل ريال مدريد وبرشلونة وأرسنال ومانشستر سيتى وغيرها، وأصبح هناك استادات فى أوروبا تسمى باسم شركات خليجية مثل ستاد الإمارات فى أرسنال وستاد الاتحاد فى مانشستر سيتى.

ولا نختلف على أن الاستثمار فى كرة القدم هو استثمار ناجح حتى إذا كان ممزوجًا بهوس الكرة وولعها.

ولكن السؤال: هل ما يحدث الآن من حالة غير مسبوقة فى تاريخ اللعبة من رصد مليارات الدولارات لتفريغ أندية أوروبا العريقة من نجومها ونقلهم للسعودية هو استثمار أم هوس ومكايدة وترف؟

من الصعب تحديد ما إذا كانت هناك جدوى اقتصادية تعود على المملكة وأنديتها من هذه الظاهرة، ولكن المؤكد أن هناك فائدة لكرة القدم فى المملكة.

الأمر المزعج هو ما إذا كانت كرة القدم ستفقد بريقها ورونقها وجماهيرها والتى ارتبطت بمهد اللعبة فى أوروبا.

فقد اعتادت جماهير الكرة وعشاقها طيلة العقود الماضية أن تبحث عن المتعة فى متابعة الدوريات الأوروبية لما تعج به من نجوم كبار من مختلف أنحاء العالم.

والآن مع انتقال وجهة هؤلاء النجوم للسعودية تحت سطوة الإغراءات الكبيرة بالمال.. هل ستظل أوروبا هى محط اهتمام جماهير الكرة خصوصا تلك الجماهير من خارج القارة العجوز؟ وإذا كانت الإجابة بـ«لا»، هل يمكن أن تكون السعودية بديلا لأوروبا؟

أنا شخصيا أشك؛ لأنه مهما تكدست نجوم العالم فى أندية السعودية لا يمكن لجماهير الكرة أن تجد ما كانت تجده فى أوروبا، فهؤلاء النجوم ذهبوا للمملكة بحثًا عن الأموال وليس الشهرة والتألق وإظهار المهارات.

ومن هنا يمكن القول إنه إذا كانت هناك فائدة مباشرة للمملكة ستكون فى الشق الاقتصادى متمثلًا فى الدعاية والتسويق وهذا أمر يتوقف على الحسابات الدقيقة لما تم إنفاقه وما تم تحصيله، أما جماهير الكرة فى العالم الباحثون عن المتعة فأعتقد أنه لا عزاء لهم.

 

[email protected]