رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

تعرف على معنى “الرحمن” “الرحيم” في اللغة

بوابة الوفد الإلكترونية

الرحمةُ هي الرقِّة والتعطّف، والاسْمان مُشْتقان مِنَ الرحمة على وجه المُبالغة، و”رحمن” أشد مبالغةً من”رحيم”، لأنّ بناء فُعْلان؛ أشد مُبالغةً من فعيل، ونظيرهما نديمٌ وندمان. وفي كلام ابن جرير؛ ما يُفْهم منه حكاية الاتفاق على هذا . 

 

واتفق أكثر العلماء على أنَّ اسم”الرحمن” عربيٌ لفظه، أما إنْكار كفار قريش يوم الحُدَيبية؛ لمَّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ رضي الله عنه:”اكتبْ (بسم الله الرحمن الرحيم)”، فقال سهيلٌ: أما” الرحمن” فوالله ما أدري ما هي؟ ولكن اكتبْ: باسْمكَ اللهم، كما كنتَ تكتبُ . وفي قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً) .

 

 فالظاهر أنه إنكار جُحودٍ؛ وعنادٍ وتعنّت. ومما يدلُّ على أنهم كانوا يعرفون هذا الاسْم؛ قوله تعالى حكاية عنهم: (وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم) (الزخرف: 20). 

 

وقد ردّ ابن جرير الطبري بشدِّة على مَنْ قال: إنّ العربَ كانت لا تَعرف”الرحمن” فقال: وقد زعم أهل الغباء: أنّ العربَ كانت لا تعرف الرحمن اهـ. وبيّن أنّ ذلك كان جُحوداً. اسم الله “الرحمن” و “الرحيم” في القرآن الكريم: ذُكر“الرحمن” في القرآن سبعاً وخمسين مرة، منها: قوله تعالى: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 163). وقوله سبحانه: (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم: 93). وقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5). وقوله: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً) (الفرقان: 26). وأما اسمه“الرحيم” فقد ذكر مائةً وأربعَ عشرة مرة؛ منها: قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة: 54). وقوله: (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (البقرة: 143). وقوله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وهو كثيرٌ في الكتاب، انظر مثلاً (البقرة:173،182، 199).

 

 وقوله تعالى: (يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران: 129). وقوله سبحانه: (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (المائدة: 39). وقوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) (هود: 90) وقوله: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) تردّدت مراراً في الشعراء. وقوله: (إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (الطور: 28). وقوله: (رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (الإسراء: 66).

 

 معنى “الرحمن” و”الرحيم” في حق الله تبارك وتعالى: الاسْمان : مُشتقان من الرَّحمة؛ و”الرَّحْمن” أشدّ مبالغة من”الرحيم”. ولكنْ ما الفرقُ بينهما؟ هناك قولان في الفرق بين هذين الاسْمين: الأول: أنّ اسم”الرحمن”: هو ذو الرَّحمة الشَّاملة؛ لجميعِ الخَلائق في الدنيا؛ وللمُؤمنين في الآخرة. و”الرحيم”: هو ذُو الرَّحمة للمؤمنين يوم القيامة، واسْتدلوا بقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) (الفرقان: 59). وقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5) فذكر الاسْتِواء.

 

 باسْمه”الرحمن” ليعمَّ جميعَ خَلقه برحمته. وقال: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (الأحزاب: 43). فخصَّ المؤمنين باسْمه”الرحيم” . والقول الثاني: هو أنّ”الرَّحمن” دالٌ على صفةٍ ذاتية؛ و”الرحيم” دال على صفة فعلية. قال ابن القيم رحمه الله:”إنَّ”الرحمن” دالٌ على الصَّفة القائمة به سبحانه، و”الرحيم دالٌ على تعلّقها بالمَرْحوم، فكان الأول للوصف؛ والثاني للفعل. فالأول: دالٌ على أنَّ الرَّحمة صفته، والثاني: دالٌ على أنه يَرْحم خَلْقه برحمته. وإذا أردت فهم هذا؛ فتأمَّل قوله: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (الأحزاب: 43) (إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 117)، ولم يجئ قطُّ”رحمنٌ بهم”؛ فعُلم أنّ”رحمن” هو المَوصوف بالرَّحمة؛ و”رحيم” هو الراحم برحمته. وهذه نُكتةٌ لا تَكاد تَجدها في كتابٍ، وإنْ تنفّست عندها مِرْآة قَلْبك؛ لم ينْجلِ لك صُورتها” اهـ و”الرحمن” من الأسماء التي منع الله من التسمية بها، كما قال: (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) .

 

 فعاد به الاسم الذي لا يشركه فيه غيره وهو”الله”. وأما”الرحيم” فإنه تعالى وصف به نبيه صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128). فيقال: رجل رحيم. ولا يقال: رحمن. قال ابن كثير:”والحاصل أن من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره ومنها ما لا يسمى به غيره، كاسم من الرحيم، لأنَّ التسمية أولاً تكون بأشرف الأسماء؛ فلهذا ابتدأ بالأخصّ فالأخص.