رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

لغتنا العربية جذور هويتنا (6)

فى مجال تكامل الرؤية بين الشعراء والأدباء من جناحى الأمة نذكر الرائد خليل مطران (1871ـ1949) الذى ولد فى لبنان، ثم اختار مصر وطناً أدبياً له سنة 1892، وعمره واحد وعشرون عاماً؛ ليسهم فى الصحافة فى الأهرام وغيرها مع المؤسسين الكبيرين: سليم وبشارة تقلا. هذا الوافد إلى مصر صار مصرياً وزعيماً لنهضة أدبية وصحفية كبرى، ورائد الرومانسية فى الشعر العربى الحديث. ونال لقب شاعر القطرين: لبنان ومصر بإجماع الناس، بل شاعر الأقطار العربية لدى كثير من الباحثين، ونشر ديوانه (الخليل) بمصر 1908، وحقق ونشر له، بعد رحيله، أحمد حسين الطحاوى (الديوان المجهول لخليل مطران) سنة 1983، فكان رائداً فى الشعر بمثل ما كان رائداً فى الصحافة مع رفاق مسيحيين وفدوا من لبنان إلى مصر، وصاروا مصريين، أيضاً، ولا يتسع المقام لتفصيل القول عنهم، ونذكر يعقوب صنوع (1839ـ 1912)، المولود بالقاهرة، والمتوفى بباريس، والملقب بموليير مصر، وبأبى نظارة، الذى أنشأ أول مسرح عربى فى مصر سنة 1870 بمثل ما كان زكى طليمات (1897،أو1899ـ1983)، الذى أخذ على عاتقه «زراعة المسرح فى الصحراء»، فلم يكتفِ بريادته فى مصر، بل سافر إلى ليبيا وتونس سنة 1954، والكويت، والخليج 1957، وغيرها، منشئاً ومؤسساً، وقضى حياته فى خدمة المسرح منذ ضمه جورج أبيض (1880ـ1959) إلى فرقته التى كوَّنها بمعاونة الخديو عباس حلمى الثانى سنة 1912، متعاوناً مع المفكر والمصلح الاجتماعى فرح أنطون (1874ـ1922) الذى قدم إلى مصر صبياً سنة 1887، وأقام بها، وأسهم فى نهضتها الفكرية، ونذكر الشاعر إيليا أبوماضى (1889ـ1957) الذى ولد بلبنان، ثم جاء إلى الإسكندرية فى الحادية عشرة من عمره ساعياً وراء الرزق، فعمل بائعاً متجولاً وغير متجول، حتى تفجرت عبقريته الشعرية فنشر ديوانه الأول «تذكار الماضى» بالإسكندرية سنة 1909، قبل أن يهاجر إلى أمريكا ملتحقاً بشعراء المهجر وهو فى العشرين من عمره مستقراً فى نيويورك.

وهؤلاء، وغيرهم الكثير من الراحلين، كانت تشغلهم التربية الجمالية، والقيمية، والمضمون الفكرى والتربوى للشعر، والإسهام فى نهضة الحركة الأدبية والفكرية فى مصر فى مطلع عصر النهضة: أدباً، وصحافة، ومسرحاً، وسينما، ولم ينشغلوا بالتعصب والكراهية. كانوا نابهين ولم يكونوا خاملين كما هى الحال عند الأدباء المراهقين، أو العامة الغافلين، تقرأ لهم دون اعتناق منحى ما أواتجاه خاص؛ لأنهم يصدرون عن تجربة أدبية جمالية إنسانية كبرى لا تعرف الانغلاق والشقاق والنفاق، ومثلهم تستطيع أن تقرأ شعر القمص يوسف ميخائيل، فيما تضمنه كتاب (أبونا الحبيب القمص يوسف ميخائيل)، وهو الكتاب التذكارى التى أصدرتـه كنيسة الشهيد مارمينا العجائبى بمدينة بنى مزار بالمنيا سنة 1996، وتستطيع أن تجد حديثاً عن هؤلاء، وعما لا حصر له من تلك الإسهامات فى كتاب (تاريخ الأقباط فى القرن العشرين) «رمزى تادرس»، الذى طبعته مطبعة جريدة مصر فى وقت باكر سنة 1910، وكتاب (الموسوعة القبطية) عزيز سوريال، ونشرته دار ماكميلان العالمية للنشر سنة 1991، وكتاب (قاموس التراجم القبطية) بديع مينا عبدالملك، المنشور بالإسكندرية 1995. بل إنك كثيراً ما تقرأ نقداً لإبداع أديب قبطى بقلم ناقد مسلم، كما عرفنا من قبل، وكما هى الحال فى بعض كتابات كاتب هذه السطور وغيره، والأكثر من ذلك أهمية أنك ترجع إلى مرجع عن الأدباء الأقباط فتجده بقلم كاتب مسلم مشهور بكتاباته الإسلامية، هو العالم الأديب محمد سيد كيلانى، وذلك فى كتابه (الأدب القبطى فى مصر قديماً وحديثاً)، وهنا أهمية أخرى هى أن الكتاب صادر عن مؤسسة حكومية هى الدار القومية للطباعة والنشر سنة 1962.

 

عضو المجمع العلمى المصرى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس