عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل 60 يوماً من بدء الدراسة

انطلاق ماراثون الدروس الخصوصية

بوابة الوفد الإلكترونية

إعلانات المدرسين والسناتر تملأ الشوارع والسوشيال ميديا.. ووزارة التربية والتعليم تلتزم الصمت 

 

قبل 60 يوماً بالتمام والكمال من بدء العام الدراسى الجديد، انطلق ماراثون الدروس الخصوصية فى كل محافظات مصر، وامتلأت الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعى بإعلانات «دكتور الكيمياء» و«أسطورة الرياضيات» و«صاروخ الفيزياء» و«ملك التاريخ» و«سيبويه اللغة العربية» و«فيلسوف الأحياء»، و«قائد المواد الشرعية لطلاب الأزهر» وراح كل منهم يعدّد مزايا شرحه وطريقة تدريسه، ويدعو الطلاب لسرعة الحجز فى الدروس الخصوصية قبل غلق باب الحجز!

فيما تبارت سناتر الدروس الخصوصية فى الإعلان عن نفسها داعية الطلاب لسرعة الاشتراك لأن العدد محدود ولن يسمح بالاشتراك بعد غلق باب الحجز!

حدث كل هذا بينما تلتزم وزارة التربية والتعليم الصمت، وكأن شيئاً لم يكن أو كأن ما يحدث طبيعى وعادى وهو ما يجب أن يكون!

وطبقاً للأرقام الرسمية فإن هناك أكثر 25 مليون طالب فى التعليم قبل الجامعى، ومعظم هؤلاء فى قبضة «سناتر» الدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية، ووفقًا لأرقام وزارة التنمية المحلية، فإن عدد تلك «السناتر» بلغ نحو 100 ألف، يدفع لها المصريون أكثر من 136 مليار جنيه سنويًا.

 أولياء الأمور يصرخون:

وسادت حالة غضب بين أولياء أمور الطلاب فى جميع المراحل الدراسية «الابتدائية، الإعدادية، الثانوية»، بسبب حملات الدعاية الإعلانية المنتشرة على صفحات السوشيال ميديا من قبل بعض المعلمين وأصحاب «السناتر» بشأن بدء الدروس الخصوصية للعام الدراسى الجديد مع بداية أغسطس الجارى.

ورصدت الوفد تعليقات أولياء الأمور وخبراء التعليم حول الإعلانات المنتشرة على صفحات السوشيال ميديا من قبل أصحاب «السناتر» والمعلمين بشأن بدء الدروس الخصوصية معربين عن غضبهم من السماح لهذا النوع من الإعلانات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى دون منع أو رقابة، مطالبين باتخاذ إجراءات صارمة تحد من انتشارها.

 ودعا بعض أولياء الأمور إلى تجريم الدروس الخصوصية، وقالت ولى أمر أحد الطلاب 

وقال محمد طه - ولى أمر: الرحمة حلوة والدنيا غالية، ويا ريت المدرسين يأجلوا بدء الدروس الخصوصية لشهر سبتمبر، رحمة بأولياء الأمور والطلاب.

وعلق ولى أمر آخر على إعلانات الدروس الخصوصية بمواقع التواصل الاجتماعى: الدنيا مش مستحملة ضغوط زيادة، ياريت ترحموا الناس والبداية «تكون فى شهر سبتمبر»

وأضافت فتحية محمود: للأسف أولياء الأمور هم مَن يتهافتون على المعلمين أو السناتر بحجة أن المناهج كبيرة والطلاب تلحق تخلص المناهج.

 

 25 مليون طالب فى قبضة 100 ألف سنتر تربح 136 مليار جنيه سنوياً

واستكملت: أتذكر سابقاً كان الطالب يأخذ درساً فى المادة الضعيف فيها فقط ونادراً ما بيكون فى درس خصوصى فكان التوجه أولاً للمجموعات المدرسية، ولكن أصبح الآن المعلم يعلن عن بدء الحجز للدروس قبل بدء العام الدراسى بشهور.

وأوضحت: فى حالة إذا طلب ولى الأمر بتأجيل موعد بدء الدروس الخصوصية، يرد المعلم بشكل صادم ويقول: «أنت وظروفك لو لاقيت مكان»!

مشيرة إلى أن ولى الأمر يصبح تحت ضغط أنه من الممكن ألا يجد مكاناً لنجله أو نجلته مع معلم ما وبالتالى يصبح ولى الأمر مجبراً على البدء مبكراً فى المواعيد التى أعلن عنها المعلم.

وتابعت ولى أمر أخرى: «ما باليد حيلة إحنا مجبرين نودى أولادنا للدروس الخصوصية لأن مفيش شرح فى المدارس»، واستكملت لولية أمر أخرى: «لو الدروس اتلغت التلاميذ هتسقط لأن المدارس ما بتعلمش حاجة ولا المجاميع المدرسية لها أى استفادة غير أن المدرس ما يحطش التلميذ فى دماغه وبس».

وتابعت ولى أمر: «أولاً يجب على المدرسة والمدرس القيام بواجبهم وشرح الدروس كما يجب فى المدرسة وعمل حصص تقوية بعد المدرسة بسعر رمزى حتى نعوض نقص الدروس الخصوصية، ومن العام القادم إن شاء الله نكون تخلصنا تماماً من الدروس بعد تحفيز المعلم مادياً ويكون راتبه مش أقل من 5000 جنيه حتى يعمل بضمير وإخلاص فى المدرسة».

وقالت ولى أمر: «عارفين إنه صعب يجرّم الدروس الخصوصية لأن فيه أطفال بتحتاج مساعدة لكن علی الأقل یمنعوا موضوع السناتر ویعملوا عقوبات شدیدة علی المدرسین اللی مش بیشرحوا فى الفصول واللی بیضغطوا علی الطلبة علشان تاخد دروس ویتصرفوا فى موضوع درجات الأنشطة ده، الموضوع یتحجم یعنی». 

وأضافت أخرى: «يجب أن يعاقب بشدة كل مدرس ما بيشرحش بضمير داخل المدرسة، وساعتها مفيش طالب هيحتاج درس خصوصى». 

الخبراء: القضاء على الدروس الخصوصية نهائياً.. ممكن ولكن بشروط

قبل التجريم

 

من جانبها، قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إنه لا بد من اتخاذ مجموعة من الإجراءات فى المدارس بالتوازى مع تطبيق مشروع قانون تجريم الدروس الخصوصية الذى انتهت من إعداده وزارة التربية والتعليم وعرضه على البرلمان قريباً.

أضافت: «لا بد من إعادة دور المدرسة والمعلم فى الفصل، بحيث يقوم المعلم بشرح المنهج كاملاً وبطريقة سلسة ووافية بنفس الطريقة التى يقوم بالشرح بها داخل السناتر ومراكز الدروس الخصوصية، وكذلك توفير راتب للمعلم يحقق له حياة كريمة حتى لا يلجأ للدروس الخصوصية». 

واستطردت: «بعد ما تخلى المعلم يشرح كويس فى الفصل والطالب يفهم منه، والمدرس ياخد مرتب محترم، وتعمل مناهج مناسبة مع وجود قانون تجريم الدروس الخصوصية، كده العملية التعليمية هتنضبط والدروس الخصوصية هتختفى تماماً الدروس الخصوصية، لكن لو هتعمل قانون لتجريم الدروس الخصوصية فى ظل الوضع الحالى هيبقى بدون فايدة وهتحجم السناتر فقط لكن الدروس هتتاخد فى البيت».

مجابهة الدروس الخصوصية.. من أين تبدأ؟

الدكتورة ولاء شبانة استشارى التربية النفسية 

قالت الدكتورة ولاء شبانة استشارى التربية النفسية ومدير عام بالتعليم الخاص الدولى إن فكرة محاربة الدروس الخصوصية يجب أن تبدأ بمواجهة البنية التحتية للعوار الموجود فى وزارة التربية والتعليم.

وأضافت شبانة أن إذا كانت المدارس قادرة على أن توفى حقها بشكل كاف فى شرح الدروس بطريقة يستفيد منها الطلاب ومحاربة نسبة التسرب التعليمى والغياب الزائد، فهذا سيحد بشكل كبير جداً من هذه المشكلة. 

وأشارت إلى أن التأخير فى تعيين المعلمين المتخصصين والتقاعس فيها واعتماد التعيينات الرسمية من قبل وزارة التربية والتعليم هى فى حد ذاتها تسبب مشكلة كبيرة التعيينات التربوية بالمدارس سواء كانت الرسمية أو الخاصة. 

وأوضحت شبانة أن فكرة عدم تقنين وضعية الدروس الخصوصية أو السناتر يجعل منها منبعاً لإتاحة الفرص لانتشار الدروس الخصوصية بشكل كبير جداً يجعل هناك انفلاتاً من الرقابة، بالإضافة إلى فكرة ثقافة ولى الأمر الذى يحاول أن يقدم كل السبل والوسائل لأبنائه خشية أن يقصر فى حق أبنائه واقتناعه بفكرة عدم كفاية المدارس لأداء العملية التعليمية بشكل كاف ومحاولة تعويضه بشكل آخر. 

وأوضحت أن هناك حرباً ثقافية أخرى وهى فكرة التفوق الزائف وكليات القمة المزعومة دون احترام لموهبة الطالب ومبدأ الفروق الفردية. 

وطالبت بالتصدى لسناتر الدروس الخصوصية من خلال تكاتف جميع المؤسسات سواء الحكومية وحتى المجتمع المدنى لمواجهة هذه المافيا.

الدكتور طارق مقلد، نائب رئيس المجلس الوطنى لتقصى الحقائق وحقوق الإنسان

وقال الدكتور طارق مقلد، نائب رئيس المجلس الوطنى لتقصى الحقائق وحقوق الإنسان: «فى البداية كانت الدروس الخصوصية بمثابة تقوية مستوى الطالب فى المادة الصعبة فقط ولكن الآن أصبحت ظاهرة عامة بعد تسيب المدارس فى انتظام اليوم الدراسى وعدم الالتزام بشرح المناهج ولهذا أصبحت السناتر تتسابق فى اصطياد الطلبة وتبرع فى طباعة الملازم والكتب الذى تفوقت على كتب الوزارة ومن المؤسف أننا نرى نفس مدرس الفصل فى المدرسة هو الذى يبدع فى الدرس الخصوصى.

وأوضح أن هناك عدة أسباب أدت إلى انتشار ظاهرة السناتر والدروس الخصوصية، فى مقدمتها نقص جودة التعليم العام لذا يجب على المؤسسات التعليمية العمل على تحسين جودة التعليم العام من خلال تدريب المعلمين وتوفير الموارد اللازمة وتحسين مناهج الدروس.

مطالباً بزيادة فاعلية التعليم الجماعى من خلال تشجيع أساليب التعلم التفاعلى، مثل المناقشات الجماعية والعروض التقديمية والمشروعات الجماعية. هذا سيعزز مشاركة الطلاب وتفاعلهم مع المواد الدراسية. 

وتابع: «على الرغم من أهمية دور المدرسة، فإن دور والدى الطلاب لا يمكن تجاهله، ولهذا يجب تعزيز تواصل وتعاون والدى الطلاب مع المدرسة لفهم احتياجات طفلهم وتوفير الدعم اللازم. بالتالى، ستقل فرص طلابهم فى اللجوء إلى الدروس الخصوصية». 

داعياً إلى إجراء دراسات وبحوث منتظمة لتجميع البيانات وتحديد الأسباب الجذرية وتوجيه الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة.