رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا ينكر أحد حجم الجهود الكبيرة المبذولة فى قطاع الصحة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والذى أطلق العديد من المبادرات الرئاسية التى تستهدف حماية صحة المصريين والقضاء على قوائم الانتظار لمرضى الحالات الحرجة والمزمنة، وحققت هذه المبادرات نجاحات وإنجازات كبيرة، كما أن هناك جهودًا تبذل لدعم المنشآت والمستشفيات وتوفير الأجهزة الطبية والمستلزمات وغيرها، إدراكًا من الدولة أن النهوض بالصحة بجانب التعليم من المقومات الأساسية لتقدم الدول.

لكن رغم تلك الجهود ما زالت هناك إشكاليات فى القطاع الصحى تحتاج إلى حلول واقعية ورؤية وأحيانا القضاء على الخلل الإدارى لتذليل العقبات التى تواجه المرضى وتخفيف معاناتهم، خاصة هؤلاء البسطاء وغير القادرين الذين لا سبيل لهم إلا التوجه إلى مستشفيات وزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية من أجل العلاج وليس فى قدرتهم المادية الذهاب إلى مستشفى خاص لتلقى العلاج.

ولعل إحدى تلك المشكلات التى تتسبب فى معاناة المرضى مسألة تقسيم أيام استقبال المرضى فى أقسام الاستقبال والطوارئ ما بين المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، لنجد فى بعض الحالات أن المستشفى العام أو المركزى يعمل 4 أيام فى الأسبوع والمستشفى الجامعى يعمل فى الثلاثة أيام الأخرى، أو العكس، وهو ما يتسبب فى معاناة المواطنين والتكدس فى أقسام الاستقبال والطوارئ، فالمريض الذى يتعرض لظرف صحى طارئ أو حادث وقد يحتاج لتدخل عاجل لإنقاذه ماذا سيفعل إذا توجه لمستشفى عام ولم يتم معالجته لأن ذلك اليوم فى التقسيم يكون فى المستشفى الجامعى، والمريض وذووه يكونون فى حالة حرجة لا يشغلهم سوى علاج المريض، ولا يكون فى مخيلته أن هذا يوم هذا المستشفى أو ذاك.

كما أن التنسيق بين المستشفيات العامة والمركزية التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية غير موجود فى مختلف المحافظات إلا من رحم ربى، والطبيعى أن يكون هناك تنسيق مستمر وأن تكون أقسام الاستقبال والطوارئ مفتوحة فى وجه المواطنين على مدار أيام الأسبوع كلها وعدم تحديد توقيتات محددة؛ لأن ذلك قد يتسبب فى تدهور حالة مريض أو وفاته.

الأصعب من ذلك أيضاً، نقص بعض التخصصات الطبية الهامة فى بعض أقسام الاستقبال والطوارئ مما يضطر معه تحويل المريض إلى مستشفى الجامعة أو أى مستشفى أخرى فى المحافظة أو فى محافظة أخرى مجاورة لمسافات بعيدة مما يهدد حياة المريض أو تدهور حالته، كما أن المريض قد يفاجأ أن المستشفى لا يستقبل المرضى فى غير الأيام المحددة للاستقبال، وقد يظل المريض فى مستشفى لليوم التالى للتوجه إلى مستشفى آخر فى اليوم المخصص له، وهى معاناة ومجازفة بحياة المرضى.

لذلك لابد من إعادة النظر فى كثير من الأمور، على رأسها أن تعمل أقسام الاستقبال والطوارئ فى كافة المستشفيات على مدار الأسبوع والساعة، ويتم استقبال المرضى فى أى وقت، فهناك محافظات ذات كثافة سكانية عالية ولا يتناسب تقسيم الأيام بين مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية مع عدد المرضى مما يتسبب فى تكدس وازدحام ومعاناة للمرضى، هذا إلى جانب توفير كافة التخصصات الطبية فى أقسام الاستقبال والطوارئ لتخفيف معاناة المواطنين، والتنسيق بين مختلف المستشفيات بحيث إذا لم يجد المريض طبيبًا متخصصًا فى مستشفى يتم تحويله إلى أقرب مستشفى فيه هذا التخصص.

الأمر الآخر أن تتم مراعاة عدالة توزيع الأطباء على المستشفيات فى مختلف المحافظات وفقا للكثافة السكانية واحتياجات كل محافظة لمواجهة مشكلة العجز فى بعض التخصصات ووضع آليات لضمان تواجد الأطباء فى أقسام الاستقبال والطوارئ، مع العمل على تحسين أوضاع الأطباء وكافة العاملين فى المهن الطبية وإزالة العقبات التى تواجه الأطباء لحل أزمة زيادة عدد الأطباء المستقيلين والهجرة للخارج، كما يجب تأهيل الكوادر البشرية فى أقسام الاستقبال ودعمها، وتوفير كافة الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة، وكذلك ضرورة دعم وتطوير منظومة الإسعاف لأنها مرتبطة ارتباطاً أصيلاً بهذا الموضوع.

وأخيراً، هناك ضرورة لرفع مستوى التنسيق بين وزارتى الصحة والتعليم العالى، وزيادة التعاون بينهما لحل أى مشكلات تواجه تقديم الخدمات الصحية، وتفعيل دور المجلس الإقليمى للصحة بكل محافظة، والاجتماع بشكل دورى لحل أى مشكلات تواجه المستشفيات الجامعية أو التابعة لوزارة الصحة.

 

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد