عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

لا أحد ينكر أن هناك برنامجًا لعدة قضايا بالغة الأهمية للاهتمام بالمواطن، ويمكن إجمالها فى عدة نقاط، أبرزها اتخاذ إجراءات جادة للحماية الاجتماعية وتعزيز النمو بمشروعات ذات جدوى اقتصادية كبيرة، واتخاذ خطوات مهمة للسيطرة على عجز الموازنة والدين العام وإصلاح منظومة المعاشات.

هذا البرنامج الحكومى أجمل كل القضايا التى تحتاجها مصر خلال المرحلة القادمة، ولو نجحت الحكومة فى هذا الأمر، فسنكون فعلًا قد بدأنا مرحلة جديدة فى تاريخ المصريين، وأهم قضية فى هذا الشأن هى توفير الحماية الاجتماعية للناس. والهدف هو القضاء على الحالة الاجتماعية السيئة التى يعانى منها المواطنون، ولذلك فإننى أرى أن أهم قضية الآن لو نجحت الحكومة فى تحقيقها فستكون قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وهى توفير الحياة الكريمة للمواطن المصرى الذى صبر كثيرًا على الفقر والحياة البائسة، وانحناء ظهره فى توفير لقمة العيش والمصاريف الباهظة للحصول على الخدمات من خلال الفواتير المرتفعة، والمعاش الضئيل.

القضاء على الفقر فى البلاد ورفع المعاناة الشديدة عن كاهل المواطن مسألة بالغة الأهمية، وأعتقد أن الحكومة لو نجحت فى هذا الأمر فسيقف لها الشعب ونوابه تبجيلًا واحترامًا، والمواطن سيضرب لها «تعظيم سلام» بكل جوارحه. نعلم أن حسن النية متوفر لدى الحكومة فى ذلك، ومنحها الفرصة ضرورة للقيام بهذه المهمة الخطيرة، والشعب لا يريد من الحكومة ولا من الدولة سوى توفير الحياة الكريمة والكرامة الإنسانية.

المواطن يرى هناك كروشًا منتفخة، مصت دماءه على مدار عقود طويلة، وحالته تسوء، ولابد للحكومة أن تتخذ فعلًا الخطوات اللازمة للقضاء على الفقر، وصحيح أن الأمر قد يستغرق سنوات، لكن هذا لا يمنع أبدًا الحكومة من اتخاذ التدابير اللازمة حتى يشعر المواطن بأن هناك تحسنًا ملحوظًا فى ظروف معيشته القاسية التى لا يرضى بها أى أحد.

إننا نأمل أن تكون الحكومة جادة فى كل أفعالها وتصرفاتها من أجل أن يشعر المواطن المطحون بأن الخدمة المقدمة له يحصل عليها دون عناء أو مشقة، ولذلك فإنه يجب على الحكومة أن توضح الخطوط العريضة للقضاء على الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية فى توزيع الدخول، والمواطن لا يريد شيئًا من الحكومة سوى ذلك.

الهدف هو تغيير فى السياسات خلال الفترة القادمة، فى ظل الإصلاح الاقتصادى الذى يتحمل فاتورته الصعبة المواطن المصرى، خاصة أن المصريين تعرضوا لمحن كثيرة، وأمامهم تحديات واسعة، بسبب فاتورة الإصلاح، ومن سُنة الحياة أن يحدث التغيير، ومن سُنة الحياة أيضاً أن يظل يحلم المواطن بتحسين ظروف معيشته الحياتية، خاصة أن قطاعًا كبيرًا من المصريين تعرضوا لأذى كبير وطويل على مدار عقود زمنية مضت. ومن حق المواطن أن يشعر أنه جاء اليوم الذى تحسنت فيه ظروفه المعيشية.

مصر بدأت الإصلاح الاقتصادى الذى لم يجرؤ رئيس مصرى من قبل على الدخول فى معركته فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة من جراء حكومات سابقة كانت تقوم بعملية «ترقيع» بدون إصلاح حقيقى.

الإصلاح الاقتصادى ماضية فيه مصر، ولن تتراجع عنه لأنه فى الأصل من مصلحة المواطن. قد لا يشعر به جيل حالى، لكن أجيالًا أخرى ستحصد ثماره، وكفى ما مر من سنوات طويلة والأمور تتأزم وتزداد تفاقمًا.

ولم يكن هناك إلا الدخول فى معركة الإصلاح التى تأخرت كثيرًا، وهذه هى معركة التحدى الحقيقية، وبعدها ستنصلح جميع الأحوال.

ولذلك فإنه لن توجد أية تراجعات فى عمليات الإصلاح الاقتصادى؛ لأن المشروع الوطنى الموضوع بعد ثورة 30 يونيو يركز على الاستمرار للسياسة التى بدأتها الحكومة بهدف إصلاح كل هذه الأحوال المايلة التى تعرضت لها مصر. والأوضاع المعيشية السيئة لن تستمر طويلًا، وسيأتى اليوم ليجنى المصريون ثمار الإصلاح الذى قطعت فيه البلاد شوطًا كبيرًا.