م... الآخر
استضافت مصر مؤتمر سيملس شمال أفريقيا 2023 ووفقاً للبيانات الصادرة على البنك المركزى فقد شارك فى المؤتمر أكثر من 6000 مشارك ما بين المؤسسات المصرفية والمالية المحلية والإقليمية والدولية من 38 دولة، وعدد من المصارف المركزية؛ بالإضافة إلى أكثر من 100 خبير محلى ودولى وعقد على هامش المؤتمر معرض قدم فيه أحدث تطبيقات استخدامات التكنولوجيا المالية من قبل 100 من كبرى الشركات والمؤسسات المتخصصة فى مجال الابتكار والتكنولوجيا المالية وشاركت البنك المركزى بجناح عرض خلاله أبرز مجهودات البنك للارتقاء بمنظومة التكنولوجيا المالية فى السوق المصرى.
ويضع البنك المركزى التكنولوجيا المالية من أهم أولوياته من أجل الانتقال إلى التحول الرقمى وزيادة معدلات الشمول المالى ويساند البنك المركزى الكوادر الشبابية من خلال مبادرة ريادة الأعمال وهذه الجهود تدعم جهود الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى للتحول للاقتصاد الرقمى، والتوسع فى إتاحة المزيد من أنشطة وخدمات التكنولوجيا المالية.
ومصر سوق واعد وجاذب للمستثمرين المحليين والدوليين خاصة فى مجال التكنولوجيا المالية، حيث تمتلك كافة مقومات النجاح التى تؤهل مصر لاحتلال مركز ريادى فى مجال التكنولوجيا المالية على الخريطة الإقليمية والعالمية، ومن أهم تلك المقومات سوق كبير وبنية أساسية مناسبة، ومناخ داعم ومحفز على الابتكار وهذا ما أكده محافظ البنك المركزى حسن عبد الله خلال مشاركته فى ختام المؤتمر.
وإذ كانت مصر تمر بظروف صعبة، كنتيجة طبيعية لما يحدث فى العالم، من صراعات وحروب وأزمات متتابعة، فإن مصر عليها العمل والعمل الشاق والمستمر من أجل أن تجد لها مكانة فى هذا العالم، ويجب أن تقوم بحشد كل الجهود وتغيير نمط الحياة السائد فى المجتمع المصرى، وأن يتم إعلاء قيمة العمل، ومحاربة الفساد، حتى يشعر الجميع بالمساواة، فلا يعقل أن يتم التجديد لبعض القيادات مرات ومرات، فى الوقت الذى يتم قتل الطموح لدى الكثير من الموظفين فى الوصول إلى المناصب القيادية وتظل المناصب حكراً على البعض أو على من لديهم نفوذ فى مواقع متعددة من المؤسسات الحكومية الإدارية والرقابية والإنتاجية.
للأسف الشديد ستظل مصر عاجزة ومصيدة للأزمات فى ظل ما يحدث من ظلم وفجور فى بعض الأحيان فى مؤسسات كثيرة بالدولة.
فتحفيز الابتكار والإبداع وتحفيز الجميع على العمل والعمل الشاق يحتاج إلى عدالة، وربما يؤدى التحول الرقمى إلى تقليل الفساد، ولكنه لن يمنع المحسوبية والمجاملات فى اختيار القيادات، ولن يمنع الطبقة الطفيلية التى ظهرت بسبب المكسب السهل والسريع من أن تكون هى القدوة فى المجتمع، فيغيب روح العمل والإبداع ويظل الكثير من الشباب منتظراً للفرصة الطفيلية من أجل الربح السريع
مصر يا سادة تستحق أن تكون فى موقع ومكانة أفضل مما هى فيه، ويجب أن يعمل الجميع بجهد من أجل نفسه ومجتمعه، وأن تعلى الحكومة روح العمل.