رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمية ثلاثية

شهدت السنوات الأخيرة تدهور حال الأندية الشعبية الشهيرة خاصة الأندية الكروية.. ورأينا وتابعنا كل موسم صراع العديد منها للاستمرار فى دورى الأضواء بعدما كانت من فرق المقدمة والمنافسة فى البطولات العربية وبعضها حقق ألقاباً محلية، مثل الإسماعيلى والمصرى والاتحاد.

ومع رفع الدولة يدها تماماً عن دعم الأندية ومطالبتها بالبحث عن تنمية مواردها كان من الطبيعى أن يكون الاتجاه والتفكير الأول هو استغلال النشاط الكروى الوحيد الذى يمكن من خلاله زيادة الموارد.

وتعتمد زيادة الموارد من القطاع الكروى على عدة محاور أهمها الرعاية وبث المباريات وعائدات بيع تذاكر حضور المباريات خاصة اللقاءات المهمة.

ومن خلال ما شهدته الساحة الكروية فى الفترة الأخيرة من انخفاض حقوق الرعاية للبطولات المحلية وخاصة الدورى الممتاز وغياب المنافسة بين الشركات للحصول على هذا الحق جعل العائد لا يليق بالدورى أو أى مسابقة، وتكرر الأمر فى عملية بث المباريات الذى أصبح مقصوراً على جانب واحد عانت منه الأندية فى السنوات الأخيرة بسبب تأخره فى تسديد حقوق الأندية ورأينا تهديداً أكثر من فريق بعدم إذاعة مبارياته إلا بعد الحصول على مستحقاته المتأخرة، ولا يختلف الأمر بالنسبة لبيع تذاكر المباريات مع تحديد أعداد هزيلة لحضور المباريات وبالتالى لا يحقق العائد أى فائدة تذكر لنعود إلى نقطة الصفر فى كل محاولة.

ورغم أن المسئولين عن الرياضة طالبوا الأندية بالبحث عن تنمية مواردها إلا أنهم لم يتدخلوا لحصول تلك الأندية على حقوقها الطبيعية من الرعاية والبث وضرورة أن يكون الحصول على حق الرعاية والبث متاحاً للجميع من خلال مناقصات مفتوحة وليس بالتوجيه.

لقد شاهدنا جميعاً هذا الموسم كيف عانت كل الأندية الشعبية منذ بداية الموسم فى ظل ارتفاع أسعار اللاعبين بطريقة لا تتناسب مع إمكانيات هؤلاء اللاعبين أو إمكانيات الأندية، وكان يجب أن يفكر اتحاد الكرة فى علاج لهذا الأمر كما نرى فى أوروبا بشروط اللعب المالى النظيف لمواجهة حالة العبث التى نعيش فيها من أندية لم تحقق أى جديد للكرة المصرية.

لقد غابت المنافسة القوية فى البطولات المحلية، واختفت إثارة الجماهير التى كانت تزلزل المدرجات و تلهب حماس الجماهير ومعها دخل الدورى فى نفق مظلم وهرب الرعاة منه ثم سمعنا مؤخراً عن حصول إحدى الشركات على حق الرعاية بمبلغ لا يسر عدواً ولا حبيباً وخرج البعض بتكهنات حول تراوح المبلغ بين 35 و 55 مليون جنيه وهو ما لا يتناسب مع بلد بحجم وتاريخ مصر كروياً.

لقد أنقذ الثنائى كامل أبوعلى ومحمد مصيلحى ناديى المصرى البورسعيدى والاتحاد السكندرى وتحملا عبئاً ثقيلاً طوال الموسم وكلاهما تقدم باستقالته لعدم تنفيذ كافة وعود المسؤولين بمساعدتهما فى المهمة الصعبة وكلاهما عادا فى قرار بسبب ارتباطهم الوثيق بالناديين وتدخل الدكتور أشرف صبحى، وزير الرياضة، فى جلسات ودية قدم خلالها الشكر مع وعود بتقديم ما يمكن من دعم فى حدود المسموح به.

والسؤال إلى متى يستمر الأمر على ما هو عليه، أليس من الأفضل طرح هذه الأندية للاسثمار حتى تتمكن إدارتها من العمل فى هدوء بعيداً عن ضغوط الجماهير وبالتالى تحقق نهضة هذه الأندية من جانب ونجاح استثمارها من جانب آخر نحن لسنا ضد الأندية الخاصة أو أندية الشركات ولكننا ضد غياب الأندية الجماهيرية وقتل المنافسة وغياب الحماس.

إذا كنتم تريدون أندية الشركات فلتكن لها بطولة خاصة و قد تنجح هذه الاندية مع الوقت فى إنشاء جماهير لها مع قوة المنافسة.. الوقت متاح للتفكير فى حلول تنقذ الجميع سواء الأندية الجماهيرية أو الخاصة، المهم أن يكون الهدف هو الكرة المصرية ووضعها فى المكان المناسب.