رأيت فتاة من أبناء إخوتنا فى السودان تنتقد سوء نظافة مياه الشرب من صنبور الماء، وتستهزيء بأن الماء عندنا ملوث وأن المطاعم تقدم أطعمة رديئة، والفاكهة مستواها متدنٍ، وأن الأحوال المعيشية سيئة فى بلدى الحبيب مصر الغالية، وكأن هذه الفتاة لم تأكل الكسرة ولا العصيدة فى السودان، ولا تعلم هذه الفتاة أن الشعب المصرى يتقاسم طعامه وشرابه مع أى عربى شقيق، وأن مصر لم تتعامل مع أى عربى جاء إلى بلده الثانى إلا بكل حب ومودة، رغم ظروف الحالة الاقتصادية وتحملنا خوض حروب كثيرة دفاعًا عن أمننا العربى من المحيط إلى الخليج، والمصرى بطبعه محب لكل أبناء العمومة فى كل بلاد العرب، هكذا هو، يتحلى بالشهامة والمروءة عند الشدائد وحالات الكرب، فلا يتوانى عن أن يقدم أفضل ما عنده، ومصر عظيمة لم تقصر مع أى ممن جاء إليها، بل تفتح أبوابها بكل حب وتقدير واحترام، فلا كفالة ولا شروط مجحفة بل يعامل كل من دخل إلى بلادنا معاملة ابن البلد، له مالنا وعليه ماعلينا، لكن أن يخرج علينا بعض الأغبياء ليسبونا أو يسيئوا لنا، فهذا عيب كبير ولابد من محاسبة من يسيء إلى شعبنا وحكومتنا، فنحن نحترم الجميع، وشعب السودان الشقيق فى محنة، فرج الله همومهم وكربهم وأعاد الطمأنينة إليهم، ومصر بلد كل العرب بلدهم الثانى، ولكن بكل احترام وأدب.