بحر البقر.. مصرف الموت| 5 محافظات تعانى التلوث والأمراض

الحلول الفردية لا تجدى والتغطية الحل الأمثل

مصرف بحر البقر أخطر مصادر التلوث، كان فى بداياته عام 1914 مخصصا للصرف الزراعى فقط، لكن فى أوائل السبعينيات من القرن الماضى قررت الحكومة تحويله لاستقبال

الصرف الصحى لسكان القاهرة الكبرى.. وليذهب سكان الدلتا إلى الجحيم!! وخلال أكثر من ثلاثين عاما والأمراض تنهش أكباد وأجساد الأهالى والحكومة لم تقدم لهم شيئا سوى دراسات وخطط ووعود لا تنفذ، ومازال المصرف يستقبل مياه الصرف الصحى الخام والمعالج والصرف الزراعى والأسمدة والمبيدات والديدان والقوارض والأعشاب والحشائش.

ومأزال الفشل يلازم حكومات مصر التى سقطت فى مصرف بحر البقر ولم تجد حلا لهذه الأزمة التى تسببت فيها وكأنها تعمدت تلويث مصرف بحر البقر، ولماذا لا يتم تغطية المصرف والاستفادة من مساحته فى أعمال التنمية كطريق سريع القاهرة - بورسعيد.

يعتبر مصرف بحر البقر من أخطر مصادر التلوث، لما يحمله من مخلفات صناعية وزراعية وصرف صحى غير معالج، ويبلغ طوله حوالى 190 كيلو مترا، ويمتد من جنوب القاهرة مارا بمحافظات القليوبية والشرقية والإسماعيلية والدقهلية، ويستقبل مخلفات الصرف الصحى غير المعالج من التجمعات السكانية على جانبيه أو من شبكات للصرف الصحى مباشرة من المدن المطلة عليه.

وتكمن خطورة هذا النوع من التلوث فى ظهور الأمراض الطفيلية والمتوطنة بين جموع المواطنين الذين يعيشون حوله.. كما يصيب المصرف الأسماك الموجودة فيه بالطفيليات ويستقبل المخلفات الصناعية التى تحمل معادن ثقيلة أهمها الرصاص والزرنيخ والحديد، وتتركز هذه المعادن فى أنسجة الأسماك التى تعيش فى المصرف، ويمثل ذلك مخاطر صحية للإنسان فى حالة تناول هذه الأسماك.

أما التلوث الزراعى الذى يستقبله مصرف بحر البقر فهو ناتج من مخلفات الرى الزراعى، وتحمل هذه المياه بقايا مركبات المبيدات والأسمدة والمعادن الثقيلة، وقد أدى التلوث الشديد الناتج من مخلفات مصرف فى بحر البقر إلى زيادة انتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالى.

أمراض عديدة

لقد أثبتت الدراسات التى أجريت على مياه مصرف بحر البقر باعتباره أخطر مصادر التلوث، إصابة الأسماك بأمراض مختلفة تصيب من يتناولها بحساسية فى الجهاز التنفسى والأمراض المتوطنة والفشل الكلوى والأمراض الجلدية المختلفة، كما أن الصورة العامة للدم تتغير كثيرا جراء تناول هذه النوعية من الأسماك التى تتغذى على مياه مصرف بحر البقر، حيث أثبتت الدراسات إصابة هذه الأسماك بأنيميا حادة مما يشكل خطورة على من يتناولها.

تلوث مصرف بحر البقر ليس وليد اليوم ولكن عمره يمتد لأكثر من مئة عام مضت، ومع ذلك مازالت الجهات الرسمية وغيرها تلقى بمخلفاتها داخل مياهه مما يزيدها تلوثا.. وكشفت العينات الدورية التى أخذتها الأجهزة والمعامل المختصة ارتفاع نسبة الحموضة فى مياه المصرف مما يؤكد قلوية هذه المياه، وتؤكد الأبحاث أيضاً ارتفاع نسبة الملوحة فى مياه المصرف إلى خمسة أضعاف ملوحة مياه نهر النيل، وتكمن الخطورة فى التجمعات السكانية التى تحيط بالمصرف والبحيرة والتى تعتمد أساسا فى غذائها على الأسماك مما يعرّض حياة هؤلاء المواطنين للخطر المؤكد،

إضافة لانتشار طفيليات مثل الإسكارس والانكلستوما نظرا لاستخدام مياه مصرف بحر البقر الملوثة، علاوة على ضعف الجهاز المناعى للإنسان.

كما أن استخدام مياه مصرف بحر البقر فى الرى أدى إلى توزيع المعادن الموجودة بالمياه فى الأجزاء المختلفة للنبات يشكل خطورة على صحة من يتناول هذه المزروعات التى تم ريها بمياه مصرف بحر البقر.

يمر مصرف بحر البقر داخل محافظة الشرقية، حيث يبلغ طول المصرف داخل المحافظة 100 كيلو متر تقريبا، بداية من مدينة الزقازيق وفاقوس وأبوحماد وبلبيس وبحر البقر ثم بحيرة المنزلة.

فاقوس تستغيث

وفى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية حيث يشطر مصرف بحر البقر القرى والمدينة إلى شطرين فازت قرى فاقوس بالنصيب الأكبر من التلوث جراء مرور المصرف بالقرب من هذه القرى، حيث توجد قرى الطويلة والصوالح ومنزل نعيم وبنى صالح والنمروط والهيصمية والجعافرة والخطارة الصغرى والخطارة الكبرى ورياض خليفة والعريفات والمراحلة والروضة، والكثير من العزب على مقربة من مصرف بحر البقر مصدر التلوث، علاوة على امتداد آثاره السلبية إلى غالبية المناطق بفاقوس.

وللعلم ليست فاقوس وحدها المضارة من هذا المصرف بل غالبية المراكز الموجودة بمحافظة الشرقية، حيث يمر مصرف بحر البقر فى الاتجاه الشمالى الشرقى للمحافظة.

ولا شك أن مصرف بحر البقر مشكلة تبحث عن إيجاد حلول لها حرصا على حياة المواطنين والقضاء على كافة أشكال التلوث، لكن هذا الأمر جار تنفيذه على مراحل عن طريق التنقية الذاتية للمصارف.