رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دعاء من القرآن الكريم للإنجاب والرزق والذرية

دعاء الذرية
دعاء الذرية

فعل الخيرات والمسارعة إليها من أعظم أسباب الإجابة، ‏دلّ عليه قوله تعالى : " فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ " بسبب  " إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ " ، علّل جلّ وعلا بإجابته لدعائه، ووهبه إياه يحيى، وإصلاح له زوجه بـ((إن)) التي هي من حروف التعليل، وكذلك التأكيد، أي استجبنا لهم بسبب مسارعتهم إلى القربات والطاعات،  (( ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة، ‏ولا يتركون فضيلة يقدرون عليها إلاّ انتهزوا الفرصة فيها).

و قول الله سبحانه وتعالي على لسان سيدنا زكريا" رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ".

‏هذه إحدى دعوات زكريا التي قصّها اللَّه تعالى في كتابه .

‏لما رأى زكريا عليه السلام أنّ اللَّه يرزق مريم فاكهة الشتاء في الصيف، ‏وفاكهة الصيف في الشتاء، ‏طمع حينئذٍ في الولد،  ‏وكان شيخاً كبيراً قد وهن العظم منه، واشتعل الرأس شيباً، وكانت امرأته مع ذلك كبيرة وعقيماً، لكنه لكمال إيمانه، وحسن ظنه بربه بكمال قدرته تعالى، ونفوذ مشيئته وحكمته، أقبل على الدعاء من غير تأخير، كما أفاد قوله تعالى : " هنالك " .

‏سأل ربه، وناداه نداء خفياً، كما في قوله تعالى في سورة مريم : " إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا " ، فقوله : " رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ " : جاء الطلب بلفظ الهبة؛ لأنّ الهبة إحسان محض، ليس في مقابله شيء، وهو يناسب ما لا دخل فيه للوالد؛ لكبر سنّه، ولا للوالدة؛ لكونها عاقراً لا تلد، فكأنه قال: أعطني من غير وسط معتاد)) ؛ لأنه لم ينظر   إلى الأسباب والمسببات بظروفها العادية؛ ‏بل نظر إلى خالقها، وموجدها، ومكونها، ‏وهذا هو الإيمان الصادق الخالص للَّه تعالى، وعلى حسن ظن العبد بربه ينال من كراماته، وسحب فضائله التي لا تحدّ ولا تعدّ .

‏وقوله : " مِن لَّدُنْكَ " : أي من عندك، إضافة العندية إلى اللَّه تعالى ليكون أبلغ وأعظم؛ لأنّ هديّة الكريم عظيمة وجليلة تليق بمقام العظيم الكريم .

" ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً " : في تقييد الذرية بالطيّبة إشارة مهمّة أنّ العبد لا يسأل اللَّه تعالى الذرية فقط، فلابدّ أن يقيّدها بالصلاح والطيب التي يُرجى منها الخير في الدنيا والآخرة، فالذُّرِّيَّة الطيّبة، ‏هي الطيّبة  في أقوالها، وأفعالها، وكذلك في أجسامها، فهي تتناول الطيب الحسّيّ، والطيِّب المعنوي.