رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

زمن المصيف الجميل انتهى

البحر للأغنياء فقط

بوابة الوفد الإلكترونية

إيجار الشقة فى «مصيف الغلابة» أصبح 300 جنيه.. وفى الإسكندرية والساحل تخطى الـ2000 جنيه فى اليوم

الأسر المتوسطة تلجأ لرحلات اليوم الواحد كبديل للمصايف

خبراء: الأزمة الاقتصادية تسببت فى الضغط على القطاع السياحى.. وإنقاذ السياحة الداخلية ضرورة

مع قدوم فصل الصيف وانتهاء الموسم الدراسى ومع زيادة درجة حرارة الجو فى القاهرة والمحافظات الداخلية تسعى العديد من الأسر المصرية إلى السفر للسواحل لقضاء المصيف، تلك العادة السنوية التى أصبحت وسيلة ملايين المصريين للترفيه عن أنفسهم بعد عناء عام من العمل والدراسة.

وكانت الأسر الفقيرة والمتوسطة تسعى بشتى الطرق لعدم تفويت تلك العادة السنوية من خلال عمل جمعيات والادخار طوال العام للقيام بهذه الرحلة التى ينتظرها الجميع، إلا أن الأمر اختلف تماماً هذا العام، فارتفاع الأسعار طال كل شىء بما فى ذلك أسعار حجز المصايف الذى وصل لأكثر من ألفى جنيه فى اليوم الواحد للشقة، بينما أسعار الفنادق فاقت ذلك بكثير، وهو ما يهدد ملايين الأسر حتى أبناء الطبقة الوسطى بعدم إمكانية الحصول على متعتهم السنوية برؤية البحر الذى أصبح قاصراً على الأغنياء فقط.

الترفيه حاجة من حاجات الإنسان، وكانت المصايف هى أهم أوجه هذا الترفيه لكثير من المصريين خاصة أبناء الطبقة الوسطى والذين كانوا يدخرون من أموالهم كل عام لهذا الغرض، إلا أن ارتفاع أسعار حجز شقق المصايف بشكل مبالغ فيه جعل البعض يتراجع عن الفكرة والبعض الآخر يؤجلها ليسافر مرة كل سنتين أو ثلاثة، فى حين اكتفى البعض برحلات اليوم الواحد بدلاً من الأسبوع، المهم أن يغسل همومه فى البحر حتى ولو لفترة قصيرة، وكشفت «جولة الوفد» عن ارتفاع كبير فى أسعار الشقق المصيفية عن الأعوام الماضية، كما أن الأسعار تختلف حسب الوقت وحسب العروض المقدمة من الشركات والفنادق.

فحتى ما تبقى من مصيف الغلابة بمدينة «جمصة» التى كانت القبلة الرئيسية للمصيفين قبل أن تعتلى شواطئ الساحل والألعاب المائية قائمة المصايف، ارتفعت أسعار شققها لتتراوح بين 150 و300 فى الليلة الواحدة 

أما الإسكندرية ومرسى مطروح فتبدأ أسعار إيجار الشقق من 500 إلى 2000 على حسب الموقع والتوقيت بالإضافة إلى أسعار دخول الشواطئ.

وفى العين السخنة تبدأ أسعار الإقامة للفرد فى الليلة الواحدة من 2250 وأسعار الشاليهات تبدأ من 700 وتزداد فى فترة الأعياد، وترتفع الأسعار عن ذلك فى الغردقة ومرسى علم لتبدأ من 3750 إلى 5300 للفرد فى الليلة الواحدة.

مصايف زمان

وللمصايف فى مصر مكانة خاصة فقد كانت منذ سنوات مكان تجمع الأسرة وفرصة للبعد عن ضغوط العمل وروتين الحياة، لذلك كان معظم المصريين يحرصون على الذهاب إليها لأنهم فرصتهم الوحيدة للترويح عن النفس، وتحكى ندى أنها اعتادت منذ سنوات أن تذهب بصحبة عائلتها لمرسى مطروح، وكان والدها يبدأ بحجز المصيف فى بداية فصل الصيف قبل أن تزدحم المدينة بالمصطافين للاستمتاع بجوها الهادئ، وكان المصيف بالنسبة لنا يتمثل فى شريط الأغانى الكوكتيل والكاسيت والألعاب التى نأخذها معنا مثل: الراكيت ولعب البحر والباتيناج، وأضافت: «كنا بنحوش من مصروفنا علشان نركب العجل فى المصيف ونشترى الفريسكا وأم الخلول». 

ولكن فى وقتنا الحالى أصبحت المصيف مختلفاً فهو مكان لالتقاط الصور ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعى وبالطبع أثر هذا التطور على ألعاب المصيف، وظهر الكثير من الألعاب الحديثة الخاصة بفئة الشباب.

ويرى «علاء» أن مدينة مطروح حققت المعادلة الصعبة فى ظل ارتفاع الأسعار، فالجميع يبحث عن مصيف ممتع مع تكاليف مقبولة ومدينة مطروح تتميز بنقاء ونظافة مياه البحر فيها، وفى نفس الوقت تتناسب مع الجميع وبها شواطئ دخولها دون رسوم بالمجان ويمكن استئجار شمسية وكراسى بـ٩٠جنيهاً.

مدام صفاء ربة منزل اعتادت منذ سنوات على حجز المصيف من خلال التوفير من مصروف المنزل لقضاء أسبوع بشقة تطل على البحر بمدينة جمصة، وكانت تقوم بحجز المصيف بالتقسيط مع بداية السنة الجديدة وتسدد المبلغ على دفعات، وكان سعر إيجار الشقة خلال هذه الفترة يتراوح بين ٩٠٠ جنيه و١٥٠٠ حسب التوقيت إذ إن الأسعار فى شهر يوليو وأغسطس تزيد، إلا أن الأسعار تضاعفت هذا العام وهو ما يحول بينها وبين فرصتها الوحيدة للترفيه عن أسرتها.

وفى ظل الارتفاع الرهيب فى الأسعار لجأ أحمد لرحلات اليوم الواحد، حيث إنه لم يعد باستطاعته استئجار شقة مصيفية لمدة أسبوع كامل، ووجد ضالته فى رحلات اليوم الواحد لأحد الشواطئ القريبة من القاهرة، مثل العين السخنة أو الإسكندرية أو بور سعيد أو جنوب سيناء، خاصة أن أسرته مكونة من خمسة أشخاص.

وأكد «أحمد» أن مصيف اليوم الواحد غير مكلف فى ظل ارتفاع إيجار الشقق والغرف المصيفية، حيث إنها تقوم بنفس الغرض وهو الترويح عن النفس، وانها أفضل من لا شىء، كما أن هذا النظام يمكنه وأسرته من القيام برحلتين فى الصيف لمدينتين مختلفتين بعكس مصيف الأسبوع الكامل.

 

تأثير الأزمة الاقتصادية

وبسؤال بعض خبراء السياحة والآثار عن مدى تأثير ارتفاع الأسعار على السياحة الداخلية فى مصر، قال الخبير السياحى أحمد عامر إن زيادة الأسعار بصفة عامة سوف يؤثر بشكل كبير على السياحة الداخلية أكثر من السياحة الخارجية، حيث إن الكثير من الفنادق أجبرت على زيادة تكاليف التشغيل، بالإضافة إلى زيادة جميع الخدمات والسلع التى يستخدمها القطاع السياحى، فالكثير من المنشآت السياحية والفندقية اضطرت لرفع أسعارها بنسب تتراوح بين ١٥% إلى ٢٥%.

وأشار «عامر» أن القطاع السياحى يحتاج إلى افتتاح منشآت جديدة وخاصة المنتجعات المشيدة على الشواطئ الطويلة، ولابد من استغلال المزيد من الشواطئ لإقامة المدن المائية والترفيهية والشاليهات، بالإضافة إلى تخفيض أسعار الإقامة الفندقية والمرافق التابعة لها بنسبة معينة بحيث ألا تخسر المنشأة السياحية، وأيضا يستطيع السائح داخليا وخارجيا الاستماع بالأجازة، وبذلك نستطيع استقطاب المزيد من السياح.

واضاف «عامر» أن السياحية الداخلية ستتأثر بشكل كبير فى المدن الساحلية هذا العام بسبب ارتفاع تكاليف الرحلات، سواء فى الإقامة أو المأكولات والمشروبات، لذلك لابد أن تكون الزيادة بنسب معينة، على أن تتم بموافقة الدولة متمثلة فى وزارة السياحة والآثار وعلى حسب الخدمات المقدمة، وبالنسبة لتأجير الشقق والشاليهات تكون آليه الأسعار تحت إشراف رؤساء الأحياء أو المدن بحيث ألا يكون هناك استغلال المصيفين، ومن هنا يستفيد ويتمتع كل من المالك والمستأجر ولا يخسر أحد منهم، وبذلك نستطيع تدعيم السياحة الداخلية.

والتقطت أطراف الحديث الدكتورة ميرنا القاضى مرشدة سياحية وباحثة فى علم المصريات والشرق الأدنى مشيرة إلى أن زيادة اسعار السلع التى تمس الحياة العامة للمصريين بسبب الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد قللت من المدخرات والتى كانت تضخ فى السياحة الداخلية سابقا، ما تسبب فى ضعف السياحة المحلية بشكل ملحوظ خلال الفترات الأخيرة.

واستكملت «ميرنا» أن الأزمة تسببت ايضا فى الضغط على القطاع السياحى بالكامل حيث تزايدت اسعار الخدمات السياحية لتواكب زيادة أسعار الخدمات التى كانت تتلقاها الشركات السياحية من الدولة والتى كانت تضيف مميزات للسياحة المحلية. حيث طالت الزيادات فى اسعار الخدمات المقدمة للشركات السياحية ايجارات الشواطئ كما زادت أسعار كل وسائل النقل والمواصلات وحتى المرافق الأساسية، كالكهرباء والمياه.

وأشارت ميرنا القاضى إلى أهمية دعم القطاع السياحى بتقديم تسهيلات من الدولة ليتمكن القطاع من تقديم مميزات سعرية للسائح المحلى حتى تستمر السياحة الداخلية فى دفع قطاع السياحة وحمايته من الركود.

وأوضحت «ميرنا» أن هناك بعض الاجراءات والتدابير التى يجب على المصالح المختصة اتخاذها لحفظ نسبة السياحة الداخلية وزيادتها ومن اهمها: تقديم خصومات وعروض خاصة للسائح المحلى، وتطوير الخدمات المقدمة له مثل: تطوير الفنادق الرخيصة وتوفير أماكن إقامة أخرى. بمقابل مادى معقول، بالإضافة إلى تشجيع الترويج لأماكن سياحية جديدة فى مصر، وتطوير خطط سفر جديدة للاستفادة من فترات الإجازات والعطلات، مع تحسين الخدمات السياحية وتوفير المزيد من الأنشطة الترفيهية للسائح المحلى، وتقديم خدمات النقل بأسعار معقولة لتشجيع السائح المحلى على السفر داخل البلاد.

 

البديل الاقتصادى

من ناحية أخرى، أوضحت ندى صبرى الباحثة فى علوم إدارة المنزل واقتصاديات الأسرة أن ارتباط مصيف اليوم الواحد فى أذهاننا بمدينة الإسكندرية الساحرة التى تمتلئ بالمصريين فى صيف كل عام ويأتون إليها من جميع المحافظات لقضاء وقت ممتع برفقة الأسرة على شواطئها المتميزة، وفى ظل هذه الظروف التى يمر بها المجتمع المصرى من غلاء الأسعار وارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات بشكل يومى، أصبح المواطن يبحث عن بدائل اقتصادية لمعظم الخدمات ووسائل الترفيه وأهمها المصيف، إذ يعتبر المصيف بالنسبة للأسرة المصرية حجر الأساس لقضاء العطلة الصيفية. لذلك يتجه الكثيرون فى وقتنا الحالى للاقتصاد فى المصايف والتحضير لقضاء يوم واحد فى إحدى المدن الساحلية التى تتميز بها مصرنا الحبيبة.

واستكملت ندى من أشهر المدن التى يمكن الذهاب إليها لقضاء مصيف اليوم الواحد والتى تعتبر اقتصادية نوعًا ما: الإسكندرية، الإسماعيلية وخاصةً مدينة فايد، بورسعيد، هذه المدن الساحلية تتميز بجو رائع صيفًا ويذهب إليها الناس لقضاء وقت مميز، كما أنها تعتبر اقتصادية مقارنةً بالمدن الساحلية الأخرى التى تناسب مرتفعى الدخل، بالإضافة إلى أن هناك اختيارات كثيرة تناسب جميع الفئات فى وسائل النقل من وإلى هذه المدن، فى حال عدم توافر سيارة خاصة مع الأسرة يمكن الذهاب إليها بالقطار أو المواصلات العامة الأخرى كالميكروباص أو حجز باصات مكيفة باستخدام تطبيقات النقل الذكى، لذلك يمكن اختيار أفضل وسيلة نقل تناسب ميزانية الأسرة وتناسب احتياجاتها.

وأضافت أنه بالحديث عن مصيف اليوم الواحد يجب ذكر بند الطعام كأحد أهم البنود التى تؤثر على استمتاع الأسرة بأكملها فى رحلتها، لذلك ننصح بعدم شراء أية أطعمة من الخارج وتحضير كل شيئ فى المنزل، وذلك لعدة أسباب منها: ارتفاع تكلفة شراء الوجبات بشكل مبالغ فيه حتى الوجبات السريعة وانعدام الجودة والاضرار الصحية، فليس هناك أفضل من الطعام المحضر منزليًا إذ يمكنكم التحكم فى نوعية الأطعمة وكمياتها وكذلك اختيار ما يناسب الأسرة.

وأخيرًا هناك بعض الأمور الواجب مراعاتها خلال التحضير لمصيف اليوم الواحد: وأهمها مراعاة اختلاف درجات الحرارة والاهتمام باستخدام كريمات الوقاية من أشعة الشمس خاصةً للأطفال، الاهتمام بأخذ كمية كافية من الأطعمة، اختيار الملابس المناسبة لأفراد الأسرة، أخذ بعض الأدوية والمناشف وارتداء الأحذية المريحة كما من الممكن أخذ بعض الألعاب المسلية كـ«الكوتشينة» و«الدومينو» بالإضافة إلى ألعاب البحر الخاصة بالأطفال.